شبكة سورية الحدث


فقر الحياء ..بقلم : نور شمسه

سورية الحدث - نور شمسه سأبدأ زاويتي بكلمة للمفكر العربي ميخائيل نعمة ( ما أضيق فكري مادام لا يتسع لكل فكر ) متمنياً من الذي سيضيق صدره وفكره أن يأخذنا بحلمه ورجاحة عقله ... فمن ابسط حقوقنا كرياضيين ومواطنين أن نفهم كيف تُدار الرياضة ببلدنا في زمن الأزمة التي أتت على فقير الحال لكنها لم تجعله بأقسى وقعها فقير دم...!!! فكيف يكون فقير الدم غزالنا السوري الأولمبي الذي جعلنا للخامسة صباحا متابعين وثباته التي أضفت بسحرها علينا نوعا من الفرح المرطب بندى الدموع تارة وقشعريرة البدن تارة أخرى ممنين النفس بكرم الله أن يمنحه وإيانا ميدالية مستحقة كتزكية لرياضتنا على أنها لازالت على قيد الحياة ... إنه الفشل يا سادة ومن نوع الفضيحة فأصغر المختصين بالشأن الرياضي يعلم جيدا أن التنافس الأولمبي في الأدوار النهائية هو تنافس طبي فالإمكانيات البدنية للمتنافسين تصبح متقاربة جداً والذي يصنع الفارق هو الدخول في الحالة الصحية والنفسية قبل المنافسة وفي أدق تفاصيل ما يريد أن يفعله البطل أو حتى يفكر فيه... فأين كنتم يا جهابذة الرياضة وفقر الدم لا يأتي بشكل مفاجئ...؟ وعلى أي شماعة فشل ستلقون الثوب المتهرئ الذي اختطوه لنا ...؟ وكيف للرياضي أن ينجز وهو لم يعيش الحالة الرياضية الحقيقية التي لم تهيئ له كاملة حتى لو خلقه الله لها كاملا ... لن أطالبكم كمواطن سوري عاشق للرياضة مثلما طالب الشعب الصيني المسؤولين عن الرياضة كونهم فشلوا بتجاوز بريطانيا بعدد الميدالية الذهبية أن يقوموا ( بالهارا كيري ) وهو طقس من الطقوس اليابانية ويقضي بالانتحار لغسل العار عن طريق غرس الخنجر أسفل البطن والعياذ بالله من غضب الرب ولكن أسوقه كمثال وتذكرة لبعض من حصروا ماء وجوههم بسد اللامبالاة وأترعوا الرياضة بكأس الخمول أن يتجرعوا مرارة كأسهم وأن يُقدموا على عمل فاضل أخير وهو الاستقالة مع الاعتذار لشعب لم يبقى في روحه موضع لتحمل ألم جديد ... فلا يمكن لرياضة الانجاز أن تأتي بطول أمد الالتصاق بالكراسي لمن يتقن استحضار المبررات لتقزيم الفشل في الدورات الكبيرة وتضخيم الميداليات في البطولات الصغيرة... ولا أعتقد بعد الآن بأن هناك كلام للتبرير غير التغيير... والسؤال الأخير لقيادتنا السياسية هل الرياضة حقاً حياة..؟؟ أم تكتفي بالتنفس فقط ...؟!!!
التاريخ - 2016-08-20 11:07 PM المشاهدات 1370

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا