شبكة سورية الحدث


سوريّ ينتقل من ساعي بريد إلى مرشح لجائزة كبرى في السويد

سورية الحدث - أيمن قدروة، شاب سوري ولد في مدينة حلب وانتقل الى دمشق ليدرس في كلية الاقتصاد، أثناء ذلك كان يعمل في المتحف الوطني.. تخرّج من الجامعه ليبدأ رحلة البحث عن عمل ككل السوريين، وكانت وجهته السويد، علَّهُ يحقق أحلامه هناك.البداية دائماً تكون صعبة وشاقة، إلا أن أيمن كان يؤمن أنه سيصل إلى مبتغاه.. عمل بعد حصوله على الإقامة ساعياً للبريد، يُوصل الرسائل إلى البيوت على متن دراجة هوائية.. وكعادة السوريّ الطموح، حصل على شهادة قيادة سويدية، لينتقل إلى العمل على شاحنات لتوصيل الطرود البريدية الكبيرة.. أما المنعطف المهم في مسيرة تطوره فقد كانت حينما شاهده رجل سويدي يركض أثناء العمل، وهي كانت عادته الدائمة، فسأله الرجل، "لماذا تركض؟"، فأجاب: "لأنهي العمل بسرعة"، فابتسم الرجل وأخبره أنه يملك شركة شحن وأن أمثال أيمن من الناجحين يجب أن يكون لديه شركته الخاصة.قابل أيمن في اليوم التالي رجل الأعمال السويدي، ومن خلال نصيحته، بدأ يخطو أول خطوة باتجاه تأسيس شركة نقل خاصة به، وفعلاً بعد 4 سنوات من وصوله السويد، أسس أول شركة خاصة به، وفي غضون 3 سنوات أصبح يملك 14 سيارة نقل، و17 موظفاً.. تقدم سريع حازه أيمن بمثابرة وإصرار على تثبيت موطئ قدم له في السويد.بعد ذلك بدأت الأزمات الاقتصادية تعصف بالدول الأوروبية ومنها السويد، وقطاع النقل هو الأكثر حساسية تجاه التغيرات الاقتصادية، فتراجع عمله وكاد أن يتوقف، لكنه أثبت ذكائه العملي بسرعة التأقلم مع الواقع وراح يبحث عن مجال عمل لا يتأثر كثيراً بالأزمات الاقتصادية، وهنا خطرت على باله فكرة الدخول إلى عالم  الملابس والأزياء النسائية، فأسس شركة Proms & Weddings  منذ 5 سنوات، وعمل على تطوير الشركة حتى أصبحت من أقوى شركات الأزياء المختصة بحفلات الزفاف على مستوى السويد، وشركته الآن هي الوكيل الحصري لعدة ماركات أزياء عالمية بجنوب السويد. أيمن يعتقد جازماً بعد كل هذا النجاح أن السوريّ يملك قدرات كبيرة لا تبرز إلا في بلاد الغربة، ولا يحقق النجاحات إلا بعيداً عن الوطن، شعوره بأنه لم يأت السويد ليكون إنساناً بسيطاً يبحث عن قوته فقط، بل حلمه منذ البداية هو الوصول إلى قمة النجاح، ومازال الطريق طويلاً أمامه، فالظروف والقوانين التي أحاطت ببداية عمله وتأسيس شركته كانت أصعب على غير السويدي، وليست كالظروف المتوافرة الآن، والمُيسرة للاجئين السوريين في أوروبا.استفاد أيمن من دراسته في كلية الاقتصاد، فقد عمل على جدوى اقتصادية قبل البدء بالمشروع، ودرس السوق بشكل مناسب، ومع خبرته الضعيفة في مجال الأزياء، إلا أنه غامر في ذلك، فعمله في الشركة ينطوي على تصاميم أثواب الزفاف لماركات عالمية مشهورة، وتمكن من الانتشار على صعيد عدة دول اسكندنافية.حقق نجاحاً واسعاً بسرعة التطور والأداء المتميز في العمل، وأثمرت جهوده، فقد حصل مؤخراً على جائزة أفضل شركة من شركات الأجانب في مقاطعة سكونة، جنوب السويد، التي ينظمها بنك Almi وجميعة IFS السُويدية لأصحاب الشركات الأجانب.هذه ليست نهاية طموحه، فالأجمل لم يأت بعد، فأيمن مرشح للفوز بجائزة أفضل شركة على نطاق السويد التي يتنافس عليها نحو ستة مشتركين، في احتفال يحضره الملك السويدي غوستاف السادس عشر، وسيقوم بتقديمها شخصياً، قبل نهاية العام الحالي.أيمن أحد شباب سوريا الذين أبدعوا بالغربة، قدم نموذجاً مشرقاً للعالم، لن يتوقف طموحه عند هذه الجائزة بل يحلم للوصول إلى العالمية.
التاريخ - 2016-10-14 6:59 PM المشاهدات 1504

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا