شبكة سورية الحدث


«عدسة سلام» في سوريا: مشروع سينمائي طموحه الواقع

قبل عام بالتمام استطاع ثلاثة شبّان سوريين يعملون في مجال السينما الحصول على موافقة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتمويل مشروعهم.خطط الثلاثة طويلاً مع عدد من زملائهم لإطلاق سلسلة من ورشات العمل، ضمن عدد من المحافظات السورية، لصناعة الأفلام التسجيلية. ورغم إيمانهم الشديد بدور السينما خاصة في ظروف الحرب الحالية إلّا أنّ التهميش الدائم لدور الشباب المبدع جعلهم ينتظرون طويلاً ويطرقون العديد من الأبواب قبل أن تنطلق في العام الماضي ثلاث ورشات تحت اسم «عدسة سلام». في دمشق، وحمص، وطرطوس. تضمّنت كلّ ورشة عشرة مشاركين شبان من خلفيات ثقافية واجتماعية وأكاديمية مختلفة لا يجمعهم سوى الشغف السينمائي ذاته والرغبة في مواجهة واقعهم مجرداً أمام العدسة. خرجت عدسة سلام العام الماضي بثلاثة أفلام تسجيلية تفاوت طولها ومحتواها، تسرد ببساطة حوادث وآلاماً وهموماً يلفها كمٌّ هائل من الجمال.هذا العام عادت ورشات عدسة سلام في حماة، واللاذقية، وقريباً في الحسكة. بعد انتهاء خمس ورشات يتحدّث مؤسّسو المشروع الثلاثة عن تجربتهم خلال عام كامل، يقول إبراهيم ملحم (27 عاماً): «أنجزنا حتى الآن خمس ورشات حاولنا من خلالها بناء فريق مكوّن من 50 مهتماً بالسينما التسجيلية، 50 هاوياً بصناعة الأفلام. هدفنا صناعة الفرق وترسيخ فكرة السينما التسجيلية باعتبارها الأهم وأحدث الصناعات الفنية وأكثر الطرق السلمية للتعبير عن الرأي». يتابع: «5 مجتمعات مختلفة تعرّفنا فيها عن سوريا بصورة جديدة. 60 يوماً تعرّفنا ونقلنا عادات، وتقاليد، ولهجات، وأساطير سوريّة بامتياز جعلت منا متدرّبين أكثر من مدرّبين، وجعلت من عدسة سلام شريطاً يتعارف السوريون عبره، ويقرّب أحلامهم وآراءهم. أكثر من خمس ورشات تدريبية سوريّة توثّق قصص العيش السلمي، ورشات تبحث عن الحياة من خلال السينما».صانع الأفلام والمدرب سيمون صفية (28 عاماً) يوصف تجربة تأسيس هذه الورشات وانتقال المشروع من الضرورة إلى الحاجة: «نعتقد بضرورة وجود مشاهد وأفلام تسجيلية توثّق الحالة السورية اليوم لتكون درعاً مستقبلياً يحدّ أي فعل عنفي، درعاً هو مشاهد عن الإنسان السوري الذي يضع صنبور ماء على باب بيته للعطشى المارة في الشارع درعاً من خلايا القلب وقرنيات العين». يتابع قائلاً: «بعد السنة الأولى أدركنا أنّ اعتقادنا بالضرورة هذه هوَ بالحقيقة حاجة مجتمعية تلمّسناها من الشباب والشابات حاجة للتعبير عن الرأي بسلام، حاجة للقول إنّنا في الحقيقة وفي منازلنا نحلم أحلاماً متشابهة نفكر بغد أجمل نعيشه سويةً، نعم السينما كالخبز، هكذا صوّرنا الورشات الجديدة».أمّا منسق المشروع بشار مجدلاوي (24 سنة) يتحدث عن «عدسة سلام» كتجربة اجتماعية بالإضافة إلى جوانبها التدريبية: «تعمل عدسة سلام في ورشاتها على بناء علاقات وجسور بين المدن من خلال مجتمع عدسة سلام، سواء من فريق العدسة أو من المتدربين، والذي يشكّل مساحةً للالتقاء والنقاش ومشاركة الأفكار وتقارب وجهات النظر بين الجميع، كما يتم داخله استكمال المشروع التدريبي من خلال وضع وتنفيذ مجموعة من أفلام الدقيقة الواحدة التي تعتبر تمارين لأعضاء المجتمع وشكل من أشكال التدريب غير المباشر. قد تكون واحدة من أوضح نتائج هذا المجتمع الصغير هو بدء متدربَين كلّ منهما بمحافظة بمشروع فيلم مشترك بينهم».من ورشة «عدسة سلام» في اللاذقية تتحدّث زين خزام (25 عاماً) عن تجربتها: «كانت تجربة غنية على جميع الأصعدة إلى درجة شعوري بالانتماء إلى كل تفاصيلها. وقد لاحظت أن شعوري هذا كان مشتركاً مع معظم المشاركين في الورشة. أعتقد أنّ هذا يعود إلى الشغف الذي عمل به القائمون على الورشة». تضيف: «عاملتنا هذه الورشة كمشاريع تستحق الاهتمام، وعاملت مخزوننا الفكري والمعرفي كمورد يستحق الوقوف عنده وتسجيله. ربّما لهذا السبب بالتحديد باتت عدسة سلام بالنسبة لنا إعلان انتماء وموقف من الواقع أكثر منها مجرّد ورشة تدريبية».
التاريخ - 2016-10-19 8:10 AM المشاهدات 733

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم