شبكة سورية الحدث


تسوّل الأطفال.. حاجة وفقر أم مجموعات منظمة؟!

دمشق - الحدث  لم يعد يخلو شارع من شوارع العاصمة دمشق من إنتشار الأطفال المتسوّلين، فما أن تسلك أي طريق وتتوجه لأي حي من أحياء الشام إلا وستصادف في طريقك العشرات من الأطفال المشردين يطلبون منك المال بشكل مباشر أو غير مباشر.ولعل أول ما سيتبادر إلى ذهنك من أفكار إما أنهم مهجرون وقد نزحوا مع عائلاتهم من مناطق أخرى ولا يملكون ما يؤمن لهم لقمة العيش وتقدم لهم ما تستطيع قائلاً " الله يعين الناس" ، أو أنك ستقول عبارة قالها الكثيرين ألا وهي: "ما بيشبعوا كذب وتمثيل"، ولكن قبل أن نفكر بهاتين الفكرتين لا بد لنا أن نطرح بعض التساؤلات:من الذي ينظمهم ويوزعهم في الأماكن التي يتواجدون بها؟ أين يذهبون بالأموال التي حصلوا عليها من التسول؟ أين أهلهم؟ هل من أحد يديرهم؟ هل من أحد يجبرهم على ذلك ويستغلهم؟ وأين الجهات الحكومية والمعنيين من تفاقم هذه الظاهرة؟لسنا نبالغ إن قلنا أن هناك مستفيدين ومستغلين لهؤلاء الأطفال فإذا سألت أغلبهم عن السبب الذي يدفعهم للتسول سيجيبون بكل صراحة أن أحداً من أهلهم أو يذكرون أسماء أشخاص معينين يجبرونهم على ذلك، وإن قلت لهم أن الطقس بارد مثلاً ويكفي هذا القدر من المال وطلبت منهم الذهاب سيردون قائلين بأنهم لم يجمعوا المبلغ المطلوب منهم بعد!!أما عن الأساليب فكثيرة ومتعددة، فمنهم من يطلب المال بعد كسب العاطفة والشفقة، ومنهم من يتسول بحجة مسح زجاج السيارات، ومنهم من ظهر بأسلوب جديد حيث يجبرك على تقديم المال له وإلا سيبقى يمشي بجانبك ويقوم بمضايقتك لدرجة أنه في بعض الحالات يقومون بالبصق على الشخص الذي يمتنع عن إعطائهم المال أو يقومون بتوسيخ ثيابه ومن ثم يهربون وأما إن كان المستهدف فتاة محجبة فسيقومون بشد حجابها وخلعه ثم الهروب.. وقد حدثت هذه التفاصيل للأسف بشكل متكرر في حي البرامكة وسط العاصمة دمشق!نظرتنا لهم أو أساليب تسولهم ليست بمهمة على قدر أهمية الحد من هذه الظاهرة وتفعيل دور الجهات المسؤولة، فالجميع يرى تقصيراً حقيقياً في مواجهة هذه الظاهرة من قبل الجهات المعنية، إن كان في تقصير المعنيين في وزارة الداخلية بملاحقة المتسولين والقبض على المشغلين لهؤلاء الأطفال ومعاقبتهم، أو في تقصير وزارة الشؤون الإجتماعية في تأهيل هؤلاء الأطفال ووضعهم في دور للرعاية والتعليم ودرء خطر مشغليهم ومستغليهم عنهم وعن مستقبلهم، أو بتقصير المنظمات والجمعيات المدنية والشعبية بالمساهمة في الحد من هذه الظاهرة..وفي النهاية لا بد لنا أن نعلم أن هؤلاء الأطفال سيكبرون وسيكونون جزءاً من المجتمع فكيف سيكون حال هذا الجزء وماذا سيكون تأثيره على المجتمع إن تركناه ينشأ منذ طفولته على التسول والتشرد دون أدنى تعليم أو تأهيل؟ وماذا سيحصل إن لم نتدارك هذا الخطر منذ بدايته وقبل وقوع الخطر الأكبر في المستقبل ؟!عبد الله هاشم
التاريخ - 2017-03-03 6:18 PM المشاهدات 714

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم