شبكة سورية الحدث


إن التغيير الحقيقي في سورية لن يتم إلا إذا لمسه الناس الفقراء

خاص - الحدث - د.عبد الرحمن تيشوري الموظفين واسر الشهداء والعسكريين /  واقتعنوا به، وهذا لن يتحقق بغير الانتصار للعدالة الاجتماعية عبر اتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة لمواجهة التفاوت الطبقى والاستجابة لاحتياجات الفقراء، من منطلق أن تحقيق الكفاية واجب، وإنجاز الاستقلال المادى للفرد، بجانب أنه هدف إنساني وأخلاقي ملزم، فهو الذى يساعده على المشاركة السياسية الإيجابية والاختيار السليم. إن التنمية المستقلة القائمة علي التصنيع ودعم القطاع العام ودعم المشاريع المتناهية الصغر و التعاوني والزراعي الي جانب القطاع العام في ظل فصل الملكية عن الإدارة، فضلا عن مجهودات قطاع الأعمال الخاص، باتت ضرورة لا غنى عنها، خصوصا وأن الاستثمار الأجنبي يفرض علينا شروطا قاسية على عموم السوريين تكاد تحرمهم من الحصول على الحد الأدني من متطلبات العيش / لم نعد نملك ثمن الخبز والفواتير والمواد الاساسية من زيت وسمن وشاي وسكر ومتة وفحم اركيلة ومعسل /، لا سيما فى ظل ضغوط خارجية، ومنظومات اقتصادية لا تريد لسورية إلا أن تكون تابعًا. الثورة السياسية ليست نهاية المطاف، إنما هى بداية ثورة ثقافية وعلمية وأخلاقية وادارية وتربوية تبدو سورية بحاجة ماسة إليها فى الوقت الراهن حتى تبنى مشروعها الحضارى. ومن هنا يجب أن تحوز بلادنا نظاماً تعليميّاً  متطورا يشجع على النقد والإبداع، وتحظى بخطاب دينى عصرى يتفاعل مع مشكلات الواقع ويحض على الإشباع الروحى والسمو الأخلاقى والنفع العام، وتشرع فى بناء مسار حقيقى للبحث العلمى الجاد فى الإنسانيات والطبيعيات على حد سواء. وقد باتت الحاجة إلى هذه الثورة ماسة بعد أن أطل الإرهاب الأسود برأسه، ناهيك عن التطرف الدينى والتخلف الاجتماعى والأمية السياسية والثقافية، وتراجع القوة الناعمة لسورية، أو عدم بلوغها المستوى المأمول، أو المتناسب مع طاقتها الكامنة. لقد حان الوقت لتنهمك القوى الاجتماعية والمدنية السورية كافة فى بناء وتعزيز وجود ودور المؤسسات الوسيطة مثل النقابات المهنية والعمالية واتحادات الفلاحين والطلاب والشباب وهيئات المجتمع الأهلى والمدنى؛ فهذه الأبنية الاجتماعية هى التى تصون النظام الديمقراطى العادل ونحن نرى انها ما زالت خجولة في سورية لاسيما حركات المجتمع الاهلي والمدني.ولم يعد أمامنا – كقوى ديمقراطية وطنية اجتماعية  سورية - من سبيل سوى أن نناضل جميعاً من أجل ترسيخ هذه المبادئ وتحقيق هذه الأهداف، أفرادا كنا أو قوى وأحزاب سياسية أو حركات اجتماعية، ولذا فالكل مدعو للتفاعل الخلاق مع هذا النداء، مع التخلي عن تغليب المصالح الضيقة، وإنكار الذات في سبيل مصلحة الوطن العليا / سورية الجديدة القوية الواحدة المتجددة /.لقد بادرنا بقطع خطوة واسعة في اقتراح بدائل في المجالات عدة، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية، مساهمة منا في إبداع بدائل متجددة لحل مشكلاتنا التي تعقدت في كل مناحي الحياة في ظل الحرب الفاجرة على السوريين خلال السنوات الست الماضية. وهذا الإبداع لا يجب أن يتوقف مهما تعنتت السلطة التنفيذية أو عمدت إلى وأد الأفكار والأعمال التي لا تأتي على هواها ومصالحها، فتلك السلطة  / الحكومة التي تعمل ضد مشروع الرئيس الاصلاحي / ليست باقية إلى الأبد، وليست قدرا محتوما.ولذا من الضروري أن يستند كل الجادين المخلصين إلى أفكارٍ عملية جاهزة، ليستخدموها في مواجهة التخلف والترهل والفساد والتشبيح الاداري، وفي الأخذ بأسباب التقدم والرقي، لنظفر في نهاية المطاف بدولة سورية قوية قادرة على النهوض وحماية أمنها ومصالحها، وتحقيق أحلام مواطنيها الذين يتحرقون شوقا إلى الحرية والعدالة والاستقرار، ويتطلعون إلى مستوى معيشة أفضل وسورية اقوى واعدل واقل فساد، وأن تمتلك دولتهم منعة وحصانة في مواجهة أي عدو أو طرف خارجي طامع.فيا أيها الشعب السوري العظيم، ويا أيتها الأحزاب والقوى والحركات المدنية المتمسكة بتغيير حقيقي، والراغبة في تحسين حياة السوريين إلى الأفضل، لقد حانت لحظة "صناعة البديل الحقيقي" ورفع رايته وطنية مدنية خفاقة يشيرون إليها، ويقفون تحتها، كي تخرج سورية العظيمة من ضيق الآني البشع إلى براح الآتي الجميل.
التاريخ - 2017-03-04 5:33 PM المشاهدات 1201

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا