شبكة سورية الحدث


قلعة الحصن الحصن المنيع .. حوار خاص مع الأستاذة نعيمة محرطم مديرة قلعة الحصن

من عمق الألم تولد الإرادة والحياة.. شعور يختلج نفسك وأنت تقف أم حجارتها الصوانية وهاماتها المرتفعة التي أبت الخنوع لرصاصات غدر حاولت الفتك بها لتبقى بشموخها عالية تعانق السماء .هنا حيث يمتزج جمال الطبيعة مع روعة الفن والإبداع..هنا حيث يختلط الحاضر بالماضي لتقف حائرا أم روعة المشهد وعظمة التاريخ حتى لتشعر وكأنك بمنجم للثقافة والحضارة والحياةمن هنا من إحدى بقاع سوريا.من أرض الطبيعة والتراث..من قلب وادي النصارى..من الحصن المنيع .. من قلعة الحصن كانلفريق سورية الحدث بحمص حوار خاص مع الأستاذة نعيمة محرطم والملقبة ( بسيدة القلعة ) وتعرفنا سيدة القلعة عن نفسها , أنا خريجة جامعية من كلية التاريخ لأتابع بعدها دراسات عليا..دبلوم تخصص وآثار وقد عملت في دمشق بالمديرية العامة للآثار والمتاحف ورئيسة شعبة التنقيب في دائرة آثار حمص..ومنذ العام 2000 في قلعة الحصن ومنذ العام 2008 مديرة القلعةوعما حصل في قلعة الحصن من تهجير وتخريب تقول الأستاذة نعيمة لسوريا الحدث : غادرت القلعة بآذار2012 وذلك بسبب الإعتداءات المسلحة على القلعة حيث غادرت القلعة مجبرة مع كل الكادر العامل فيها تاركين خلفنا إرث حضاريا عالميا بين أيادي المجهول بسبب دخول المسلحين إلى مدينة الحصن وذلك لمدة عامين حيث التحقنا بالمركز الثقافي العربي في مرمريتا وكانت عودتنا بتاريخ21 آذار 2014 بفضل الجيش العربي السوري حيث تم تحرير القلعة و رفع العلم السوري فوقها وبعد يومين من ذلك بدء تواجدنا كمديرية عامة بدأنا بتقييم الأضرار حيث تم تقسيم الأضرار إلى أضرار صغيرة ومتوسطة وكبيرةالصغيرة والمتوسطة تم تجاوزها بالكامل من تنظيف وتجهيز القلعة وترتيبها ودراسات وتوثيق ومشاريعوتبقى الأضرار الكبيرة من ترميم وإعادة تأهيل بعد تعرضها للتخريب الممنهج ومنها برج المكتبة وبرج القائد والكنيسة حيث تم تدمير الدرج الكبير الذي يصعد إلى برج القائد وأضرار في سطح الكنيسة وغيرها من الأضرار المختلفة مثل حمامات الزوار حيث تم تخريبها بشكل كبير وهي بحاجة لإعادة التأهيل .وقد تم رصد مليون ليرة من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف لتأهيل سطح الكنيسةوأشيد بدور اليونسكو والجهد الذي تبذله في هذا المجال حيث قامت المنظمة بإجراء دورات تدريبية لمعظم أعضاء الكادر العامل في المديرية العامة للآثار والمتاحف . وذلك في مكاتبها في بيروت بما يخص إعادة ترميم الأبنية ومعالجة الأضرار الناجمة عن الحروب والكوارثوقد كان للبعثة الهنغارية دورها في عام2016 للمساعدة في دراسة ورسم وتوثيق للفريسكات الموجودة في الكنيسة على أمل العودة بشهر حزيران 2017 لإستكمال المساعدة -وعن سؤالنا عن استقبال الزوار تقول سيدة القلعة : أن أبواب القلعة مفتوحة فهي تستقبل الوفود الرسمية من العام 2014 وتقوم إدارة القلعة بالشرح للوفود عن الدمار الحاصل وعن الإستعدادات لعودة القلعة على ماكانت عليه سابقاويقوم مكتب ميترا السياحي بدمشق بتنشيط الرحلات الداخلية للقلعةهذا وقد أكدت الأستاذة نعيمة لسوريا الحدث على أهمية القلعة فهي تعد من أجمل القلاع في العصور الوسطى وأضخمها في العالم وأفضلها محافظة على فن بناءها المعماري حتى يومنا هذاحتى لتعتبر مثال يحتذى بهندستها العسكريةكما وتعد من أهم الاوابد الأثرية والتاريخية في سوريا نظرا لأهميتها التاريخية والفنية والمعماريةهذا وقد سجلت في العام 2006على لائحة التراث العالمي فغدت أرث حضاري للعالم أجمعوذلك من قبل منظمة اليونسكو إضافة إلى أهمية موقعها فهي تقع فوق هضبة بركانية عالية تعد من أعلى القمم الجنوبية لسلسلة الجبال الساحلية حيث تحيط بها الأودية السحيقة من 3جهات مما يجعل اقتحامها صعبا فهي تحتل موقعا استراتيجيا هاما ومتوسطا بين حمص وطرابلس وطرطوسوهي بحكم موقعها الأستراتيجي تسيطر على فتحة /حمص- تلكلخ-طرابلس/الجغرافية والتي كانت ممر للقوافل التجارية والعسكرية على مر العصورلابل كانت تشغل موقعا وحصنا متقدما باتجاه الداخل من أجل مراقبة تحركات الجيوش العربية وصد هجماتها التي تتهدد الإمارات الصليبية بالخطركما أوضحت الأستاذة نعيمة لسوريا الحدث بأن شعبة الهندسة في دائرة آثارقلعة الحصن وبتوجيه المديرية العامة للآثار بإجراء كشوف الترميم السنوية والإشراف على تنفيذها بشكل علمي ومدروس يتناسب مع فنون وطرز العمارة المستخدمة فيها من أجل المحافظة عليها وحفظها للأجيال القادمةهذا وخلال تواجدنا في القلعة قمنا بجولة سياحية في القلعة برفقة الأستاذة نعيمة وبعض الأعضاء العاملين فيها..حيث زرنا معظم أجزاء القلعة ومنها الكنيسة وبعض الأبراج وأطلعتنا على ماتم تنفيذه حتى الآن للتجهيز للترميم وتنظيف وترحيل أنقاض وفي نهاية حديثنا عن قلعة الحصن ونهاية جولتنا لا يسعنا سوى الوقوف خشوعا وتقديسا أمام عظمة التاريخ وروعة المشهد لنستذكر عبارة قالها العالم الفرنسي أندريه باور وكانه اختصر أهمية هذا البلد العريق حين قال" لكل إنسان متحضر وطنان الوطن الذي يعيش فيه والوطن الأم سوريا"فهي وطن للعالم أجمع وام للحضارت . فريق عمل سورية الحدث بحمص جهاد عتريني – سهام حداد أندريه ديب – روجيه ديب
التاريخ - 2017-03-30 1:04 AM المشاهدات 5238

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا