شبكة سورية الحدث


العنف بين الطلاب في المدارس .. أصبح ظاهرة خطيرة وتنتظر المعالجة!

دمشق - الحدث يعود اليوم العنف المدرسي بين طلاب المدارس ليُشكل ظاهرةً أصبحت توصف مؤخراً “بالخطيرة” لعدم اقتصارها على الضرب بل واستخدام الأدوات الحادة.و انتشر العنف بين طلاب المدارس بشدة في الأونة الأخيرة وآخرها ماحصل في مدرسة الشرطة الإبتدائية الحلقة الثانية الواقعة في مساكن الشرطة في ريف دمشق، حيث تعرّض الطالب يوسف الحكيم ميهوب للضرب من قبل طالب آخر بأداة حادة فوق عينه وعولجت إصابته بثلاث قطب.وحدث ذلك للطفل يوسف أثناء لعب إحدى الألعاب القتالية التي تحرّض على العنف ضمن المدرسة.وقال الطفل يوسف “أحد التلاميذ من طلاب الصف السادس قام بضربي فجأة دون سابق إنذار أثناء لعبنا لعبة مقاتلة والتي من شروطها عدم الضرب على الوجه أو الرأس وقال لي رفاقي أنّه كان يحمل بيده أداة لم يستطيعوا معرفتها”.وألقت والدة الطفل يوسف السيدة نسرين باللوم على الإدارة وتقصيرها في مراقبة الأطفال وإهمالها لهم وسارعت السيدة نسرين إلى المدرسة بعد إتصال هاتفي من قبلهم قبل إنتهاء الدوام بساعة ونصف قالوا به أنّ طفلها تعرض للضرب وذلك أثناء الفرصة المدرسية، وهو في أحد المستوصفات.وقالت السيدة نسرين” قام بإسعاف ولدي مدرس من المدرسة لأنّ المدير لم يكن متواجداً في المدرسة أثناء الإصابة وعند ذهابي للمركز الصحي قالت لي الطبيبة المعالجة أن ّولدي ضُرب بأداة حادة وعند عودتي للمدرسة لمعرفة ما حدث بدأ المدرسون بتضليلي بعدة قصص، وأنّ ولدي ضُرب قبل دخوله للمدرسة، وأُخرى أنّه إصطدم بالأرض لوحده ولم يمسه أحد”.وتابعت والدة الطفل” وذهبت بعد ذلك للمخفر لتقديم شكوى بحق الطالب وأهله وتم إحضار المدير للمخفر واستدعاء ولي أمر التلميذ، وبعد إعتذار والد الطفل وماتبين من فقر حاله اسقطت حقي وتنازلت عن الضبط”.ومن جهته مدير المدرسة السيد قاسم الصالح الذي أجاب بلغةٍ حادة وغير مسؤولة وألقى اللوم على الطلاب بقوله “الأولاد شاقين الأرض وطالعين”، والمدرّس لاحول له ولاقوة ولايستطيع عمل شيء بسبب منع الضرب، ويجب أن يكون هناك قانون يحمي المدرس من الطلاب.واختصر الصالح كلامه بجملة واحدة (ولدان تشاجرا أحدهما ضرب الأخر، وقمنا بإسعاف الطفل، وأهل الطفل المصاب قاموا بإسقاط حقهم في المخفر وانتهت القصة).وطالب مدير المدرسة الوزارة بالعودة للأساليب التربوية القديمة، وإنه لا يمكن نجاح تطبيق أساليب التدريس الحديثة والطلاب لازالوا ببحورالعصور الوسطى.وفي السياق ذاته رفضت مديرة البحوث في وزارة التربية الدكتورة سُبيت سليمان الكلام الصادر عن المدير في معالجة الموضوع وأكدت أنّه كلام شخص غير مسؤول وإنّ المشكلة تكمن في هذا النموذج من المدرسين، وأنهم لايأخذون المسألة التربوية على عاتقهم، ويقومون بدورٍ وظيفي وليس بدورٍ تربوي، وهم قلة قليلة متواجدة ضمن الوزارة.وبخصوص الإجراءات المتخذة في هذه حالات من التقصيرأوضحت سليمانأنه يجب أن تُقدَّم شكوى لمديرية التربية من قبل الأهل لإرسال لجنة رقابة للمدرسة، وبعد ذلك يعاقب كل من الإدارة والمدرس المناوب أثناء الفرصة المدرسية بعقوبات مسلكية وفق الأنظمة وقوانين صارمة تضعها الوزارة، وذلك بحسم نسب مئوية على الراتب لفترة زمنية وفقاً لما تقرره اللجنة، وأحياناً تصل لمرحلة الفصل نهائياً من الخدمة.وفي إطار العوامل التي أدّت لإزدياد العنف أضافت سليمان أنّ المشاكل السلوكية بين الطلاب تكون ناتجة عن ضغوط نفسية عند الطلاب بالعموم والتي زالت من خلالها لغة الحوار و إكتساب سلوكيات من بعضهم البعض، بالإضافة للثقافة التربوية المنهجية والتربية الخاطئة بالمنزل وتربيتهم على العنف، وأيضاً المنهجية الثقافية لبعض المدرسين الضعيفة وعدم استخدام الأسلوب المناسب لتقديم المعلومات.ونوّهت سليمان أنّ الأزمة زادت من موضوع العنف وذلك بسبب إختلاط بيئات ثقافية متعددة مع بعضها البعض.وذكرت مديرة البحوث أنّ مديرية التربية بدمشق يوجد بها 550 مرشدٍ نفسي وإجتماعي، منتشرين في أغلب المدارس من مهامهم إرشاد الطلاب وتوجيه سلوكياتهم وكيفية تعامل الطالب مع مراهقته وذاته، بنظام جلساتٍ إرشادية جماعية وفق خطة سنوية يضعها المرشد متضمنة عناوين متعددة.وأشارت سليمان إلى أنّ العنف ثقافة مجتمعية أكثر من كونها ثقافة تربوية ضمن المدارس، فلابد من تعاون الأسرة مع المدرسة والإعلام أيضاً للحد من هذه الظاهرة.
التاريخ - 2017-03-30 10:15 PM المشاهدات 1661

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا