شبكة سورية الحدث


أردوغان يعدّل تكتيكاته قبل الاستفتاء

يبدو أن استطلاعات الرأي ليست مطمئنة بالنسبة إلى حكومة حزب العدالة والتنمية لضمان نتيجة أكيدة في الاستفتاء حول التعديلات الدستورية التي اقترحتها الحكومة لتحويل النظام رئاسياً في تركيا، ما دفع الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تغيير بعض تكتيكاته السياسية واستخدام كل أوراقه، لحسم اختبار يُرجّح أن يكون أهم رهان في مسيرته السياسية.يأتي ذلك بعدما تخلّى جزء من القوميين والإسلاميين عن دعم مشروع النظام الرئاسي، وفيما تناور المعارضة العلمانية التي يبدو أن زعيمها كمال كيليجدار أوغلو تعلّم دروساً من الانتخابات السابقة، لتفادي دخول أي سجال مع أردوغان، علماً أن الأخير يحاول صرف أنظار الناخبين عن المواد الـ18 في التعديلات الدستورية، ودفعهم إلى التصويت للأحزاب التي يؤيّدونها وينتمون إليها، وفقاً لما نشرته صحيفة الحياة اليوم الأربعاء.وتشير آخر استطلاعات رأي أعدّتها الحكومة إلى احتمال تصويت 52% من الناخبين لمصلحة مشروعها، وهذه نسبة لا تجعل الاستفتاء مضموناً وقد تتيح مفاجآت.ويلاحظ كثيرون أن أردوغان تراجع عن اتهامه مناهضي مشروع النظام الرئاسي بدعم الإرهاب ومنفذي محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي، بعدما أظهرت استطلاعات رأي أن هذه الاتهامات أزعجت ناخبين كثيرين من الحزب الحاكم أيضاً.كما أقدم أردوغان ووزراؤه على خطوة كانوا يتجنّبونها، وهي الحديث لوسائل إعلام ليبرالية أو محسوبة على المعارضة، فظهر الرئيس على شاشة "سي إن إن ترك"، وهي شبكة طالما اتهم مالكها بالعمالة للغرب وبدعم حزب العمال الكردستاني، وذلك بعد اقتناع الحكومة بأن وسائل الإعلام الموالية التي يظهرون عبرها، لا توصل أصواتهم إلى النصف المعارض من الناخبين.وتواجه الحكومة مشكلة عزوف جزء من ناخبي الحزب الحاكم، والقوميين والإسلاميين، عن التصويت لمصلحة التعديلات الدستورية. لذلك بات أردوغان يركّز على محاولة "توريط" كيليجدارأوغلو في سجال مباشر معه، من أجل دفع هؤلاء الناخبين إلى تغيير رأيهم وتأييده ضد زعيم العلمانيين.وكثّف أردوغان في الأيام الماضية انتقاداته لكيليجدار أوغلو، إذ اتهمه بـ"الجبن والاختباء في المطار ليلة المحاولة الانقلابية"، ثم بـ"التواصل مع قادة الانقلاب تلك الليلة"، من دون أن يقدّم دليلاً يثبت ذلك، أو ينجح في دفع زعيم المعارضة إلى الردّ. وخاطب أردوغان كيليجدار أوغلو مهدداً: "تزعّمت حزب الشعب الجمهوري بفضل تسجيل إباحي، وستترك السياسة بتسجيل إباحي آخر"، في إشارة إلى تسجيل سرّبته جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن لعلاقة حميمة للرئيس السابق للحزب دنيز بايكال، ما دفعه إلى الاستقالة فخلفه كيليجدار أوغلو.وأثارت هذه العبارات استياء كثيرين في الأوساط السياسية، إذ رأوا فيها خروجاً على آداب الحوار السياسي، لكن كيليجدار أوغلو التزم عدم الردّ أيضاً، مكتفياً بالقول: "الاستفتاء ليس للتصويت على شخصية كيليجدار أوغلو، بل على نظام رئاسي، وأفضّل الحديث عن مواده التي تتهرّب الحكومة والرئيس من الحديث عنها، لعلمهم بأن الشارع سيرفضها".
التاريخ - 2017-04-12 8:57 AM المشاهدات 515

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا