فارس الشهابي : قرار جائر وكارثي من الحكومة بحق الصناعة الوطنية ؟

سورية الحدث تطلق الحكومة الكثير من الشعارات كل يوم عن دعم العملية الإنتاجية وتحريك عجلة الإنتاج وإعادة الحياة إلى الصناعة الوطنية وفي نفس الوقت تصدر قرارات تناقض هذه الشعارات رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية وغرفة صناعة حلب فارس الشهابي كتب على صفحته الشخصة في الفيسبوك هذا القرار  آخر البدع.. الاقمشة اصبحت مادة اولية..!!!في سابقة خطيرة جداً من نوعها اعتبرت اللجنة الاقتصادية في الحكومة مادة الاقمشة كمادة اولية و اخضعتها للمرسوم ١٧٢ الخاص بتخفيض الرسوم الجمركية للنصف رغم اعتراض اتحاد غرف الصناعة باعتبار ان معظم الصناعات النسيجية في القطر و خاصة في حلب هي صناعات اقمشة و تريكو و توابعها و هي ليست منتجات اولية بل تخضع للعديد من المراحل الانتاجية و للقيم المضافة و توظف عشرات الالاف.. ! هذا القرار الكارثي هو حتماً لصالح التجار المستوردين و سيؤدي لاغراق الاسواق بالاقمشة الصينية المستوردة في الوقت الذي نحن بامس الحاجة فيه لاعادة اطلاق صناعة النسيج العريقة و التي تتمثل بآلاف المنشآت التي كانت كلها تعمل و تصدر قبل الحرب..! نستغرب كيف يتم حرف المرسوم الرئاسي عن هدفه بدعم الصناعة عبر تعليمات تنفيذية تخدم الاستيراد بدل ان تخدم تعافي الصناعة الوطنية و نستغرب كيف لا يدرك المعنيون ان في حلب وحدها الاف المنشآت العريقة التي تنتج الاقمشة و التي تعرضت بمعظمها للنهب و الدمار و هي بحاجة للحماية و الرعاية لتعمل من جديد..! الا يكفينا الارهاب و النهب و التهريب حتى نخفض الرسوم الجمركية و نساعد المستورد على حساب الوطني..؟ و كيف سنعيد الصناعة بهكذا قرارات مضرة بحق نصف الصناعة السورية و عمودها الفقري..؟! نتمنى ان تلغي الحكومة هذا القرار الجائر بحق الصناعة الوطنية و الذي لم يسبقنا اليه احد من الدول التي تهتم بصناعاتها..! لماذا لا نحمي و نشجع صناعاتنا كما تفعل مصر و تركيا و الصين ..؟!وأضاف الشهابي صناعة النسيج السورية يا سادة ليست فقط ورش خياطة بل صناعات اقمشة و خيوط و صباغة و تحضير ايضاً و صناعة الالبسة هي الحلقة الاخيرة و لن تتأثر كون اسعار الصرف جعلتها الارخص عالمياً..!وقال الشهابي حلب هي عاصمة الصناعات النسيجية ليس في سورية فقط انما في الشرق الاوسط برمته ليس لان فيها ورشات خياطة فقط بل لان فيها معامل ضخمة و متوسطة و صغيرة لصناعة كل حلقات الانتاج في السلسلة النسيجية.. بدءاً من الخيط و انتهاءً بالالبسة.. و الرأي النسيجي في حلب هو الرأي الوحيد المتكامل لانه يشمل كل حلقات الانتاج و لا يفضل واحدة على اخرى.. و عندما تقوم اللجنة الاقتصادية بإهمال هذا الرأي و تهميشه لصالح فئة معينة فقط انما تضر بذلك تعافي حلقات الانتاج الاخرى و تضر اكثر بالثقة الاستثمارية المتضررة اصلاً بسبب ظروف الحرب..! نحن مع استيراد الاقمشة التي لا تصنع محلياً و بأرخص الاسعار من اجل صناعة الالبسة و المفروشات و لكن ان يعمم ذلك على كل الاقمشة بما فيها المصنعة محلياً فهذا يعتبر تدميراً ممنهجاً لصناعة عمرها ٥ الاف عام في سورية استطاعت الصمود بوجه الارهاب رغم كل ما تعانيه من تهريب و نهب و دمار..! ننتظر من الحكومة ان تصحح هذا الخطأ الكارثي الكبير باسرع ما يمكن.. !