شبكة سورية الحدث


«الغوطة الشرقية» مضطربة بين هدنتين! «حميميم»: الأوضاع نحو مزيد من التعقيد

لم تتنفس غوطة دمشق الصعداء بالتوصل إلى اتفاق على سريان اتفاق خفض التصعيد، فقد توجهت حراب الجماعات المسلحة هناك إلى بعضها البعض في حرب تصفيات وتخوين وابتزاز. فالغوطة التي التزم فيها "جيش الإسلام" أكبر الجماعات عدداً وقوة بالهدنة بقيت أسيرة المواجهات الدموية بين فصائل مسلحة تنشط في المنطقة.جولات من الاقتتال لم تتوقف منذ شهر نيسان الماضي بين "هيئة تحرير الشام" النصرة سابقاً و"حركة أحرار الشام الإسلامية" غير المشمولين باتفاق خفض التصعيد من جهة و"فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" من جهة أخرى..اتفاق ثانهذه الحالة لم يكن باستطاعة الروس هضمها على تخوم دمشق، فسرت معلومات من "حميميم" عن الحاجة إلى اتفاقات جديدة لخفض التوتر في الغوطة الشرقية على غرار ما تم في حمص، أي اتفاق ثانٍ تفصيلي يضع النقاط على الحروف بناء على ما استجد على أرض الواقع.ويبدو أن التطبيق العملي لاتفاق خفض التصعيد قد أفضى إلى بروز معطيات جديدة، أو كشف ثغرات، لم تكن بالحسبان، أو لم تتطابق "حسابات الحقل مع حسابات البيدر" ولاسيما أن أطرافاً محلية وعربية وإقليمية تستثمر في الحرب وتتضرر من سريان الهدنة وهذه حقيقة مخزية بلا شك، ما دفع قاعدة "حميميم" الروسية إلى الإشارة لإمكانية إبرام اتفاق جديد "تخفيف التوتر" في الغوطة الشرقية بريف دمشق، أُسوة بريف حمص الشمالي.وقالت القناة المركزية لقاعدة "حميميم" العسكرية في تصريح خاص لـ"الأيام": إن التطورات العسكرية في شرق العاصمة دمشق تتجه نحو المزيد من التعقيدات، خصوصاً أن القوات الحكومية لم تحسم مجريات الأحداث ضمن المسار الزمني المحدد.مضيفة: فيما يخص الترتيبات المتوقعة فهي تحدد عبر اقتراحات مستشارينا العسكريين في المنطقة المحددة وتطورات المباحثات مع المجموعات المتمردة.وأشارت القاعدة إلى أنه يمكن تعديل الاتفاق لإيقاف الأعمال القتالية لحين التوصل إلى حلول تقضي بخروج التنظيمات الإرهابية، وعقد اتفاقيات جديدة مع المجموعات المعتدلة تنهي الصراع المسلح وتسير بالبلاد نحو الحلول السلمية للأزمة السورية. وحسب القاعدة، فإن الاتفاق يهدف إلى "وقف المعارك الدامية بين الأطراف المتنازعة في القسم الشرقي من العاصمة في ظل ازدياد وتيرة العنف وقياساً بالنتائج الحالية".ورجحت القاعدة أن يتضمن الاتفاق مهلة زمنية للفصائل في المنطقة "لحسم مصيرها بشكل نهائي"، من دون أن تذكر المزيد من التفاصيل.وفيما رأت مصادر المعارضة في الاقتراح الروسي محاولة لإنقاذ ماء وجه الدولة السورية وخاصة وهي تعد لمعرض دمشق الدولي، فمن غير المقبول أن تبقى هذه الخاصرة رخوة ومضطربة على مسافة قريبة من المعرض، ولاسيما أن الجيش يشن يومياً ضربات على مواقع "النصرة" وأحرار الشام. لا يرى العميد الركن المتقاعد هيثم حسون ذلك ويقول: إن المعارك حالياً في الغوطة هي بين "جيش الإسلام" من جهة وفيلق الرحمن و"النصرة "من جهة ثانية، والجيش السوري يستهدف مناطق انتشار "فيلق الرحمن" وجبهة النصرة فقط، أما على محور جوبر- عين ترما، فالمعارك بين الجيش و"النصرة" وعلى محور الأشعري وبيت سوا في القطاع الأوسط من الغوطة بين "النصرة " و"جيش الاسلام". ويؤكد حسون أن منطقة خفض التصعيد في الغوطة معلنة ومحددة، والشرطة العسكرية الروسية موجودة على الأرض في الحدود الشمالية والشرقية لها، و"جيش الإسلام" موقع على الالتزام بمقتضيات الاتفاق وقوافل الإغاثة تدخل يومياً من مخيم الوافدين إلى مدينة دوما.يذكر أن ثلاث شاحنات محملة بالمواد الغذائية والمستلزمات الطبية والمواد الإغاثية دخلت حسب "تنسيقيات" المسلحين من معبر مخيم الوافدين إلى الغوطة الشرقية، وقد أكد ذلك مركز حميميم الروسي أيضاً، وقال المقدم فيكتور مالاخوف: تم تسليم 3 شاحنات تحمل على متنها 15 طناً من المساعدات، بما في ذلك 13 طناً من المواد الغذائية وطنان من الأدوية، إلى مسلحي المعارضة عند خط الفصل المتفق عليه مسبقاً..جوبر- عين ترما أعلنت الغوطة الشرقية منطقة خفض تصعيد في تموز الماضي، وأمل السوريون والدمشقيون على الأخص؛ أن تهدأ أقرب وأكبر جبهة على أطراف دمشق ويركز الجيش على جبهة جوبر وعين ترما اللتين بقيتا خارج الاتفاق.في الأثناء استفاد الجيش من الوضع الذي يسود المنطقة لمتابعة تقدمه إلى مواقع لـ"النصرة" بحي جوبر ومنطقة عين ترما غير المشمولين باتفاق الهدنة، إذ استعاد سيطرته، بعد تمهيد صاروخي وجوي مكثف، على القطاع الأوسط والأبنية المرتفعة في عين ترما وعدة كتل موازية لطريق زملكا- جوبر، إضافة إلى عدد من الكتل على محور دوار المناشر في عمق حي جوبر، كما دعا عبر مكبرات الصوت والمنشورات مسلحي الغوطة، إلى الاستسلام وإلقاء السلاح، وطالب الجيش سكان الغوطة الشرقية بالمساعدة في إعادة الأمن في هذه المنطقة، وإقناع المقاتلين بإلقاء السلاح. لكن يبدو أن الأمور لا تسير كما كان مخططاً لها وهو ما يعطي التنظيمات الإرهابية المزيد من الوقت لتدعيم دفاعاتها التي تم تطويرها على مدار ست سنوات من القتال وتحولت فيها المعارك إلى حروب ما تحت الأرض، ما يزيد الأمر صعوبة في السيطرة عليها من خلال الطرق التقليدية.إذاً المنطقة الخاضعة لتخفيف التصعيد مع الجيش باتت بحاجة لاتفاق ثان رأت فيه المعارضة أنه يأتي بدفع روسي لتحقيق رغبة الدولة السورية. وقالت مصادر "فيلق الشام"، أحد أبرز تشكيلات "الجيش الحر" التي تخوض مواجهات خلال الفترة الحالية مع الجيش السوري، في تعليقها على بيان قاعدة حميميم: إن الروس يسعون إلى تحقيق رغبة "النظام" بخلق فترة من الهدوء "اتفاق هدنة" لإقامة معرض دمشق الدولي، والإيحاء بأن الأمور كلها بخير.وأشارت المصادر نفسها إلى أن الفترة الماضية كانت بمثابة فرصة منحها الروس لـ"النظام" لإنهاء مسألة عين ترما وحي جوبر، بأسرع وقت وهذا ما يفسر التركيز الكبير على هذا المحور من دون أن تلوح في الأفق نهاية سريعة بسبب وجود أنفاق وتحصينات تحت الأرض يصعب اختراقها من دون خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش.اتفــــــــــــــــــــــــاق حمصتود موسكو أن تعيد نسخة اتفاق حمص في الغوطة وتقول "حميميم": فيما يخص منطقة تخفيض التوتر في حمص، فقد تم الاتفاق بالفعل على بنود جديدة مع المجموعات المتمردة الموجودة في الريف الشمالي للمدينة.وأكدت مصادر المعارضة، أن "لجنة التفاوض المُخولة شمال حمص، اجتمعت مع القوات الروسية على أطراف الدارة الكبيرة المنطقة المحايدة"، وتم الاتفاق بين الطرفين على "بدء صياغة مشروع اتفاق جديد، ومناقشته مع الوفد الروسي في الجلسات القادمة، والالتزام بوقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بكامل ريف حمص". مصادر أهلية على دراية بتفاصيل ما تم في الدار الكبيرة رأت في تصريحات لـ"الأيام" تعليقاً على هذا الموضوع أن أي اتفاق لا يفك الحصار عن الحولة ولا يؤمن للمدنيين حرية الوصول إلى أعمالهم وحقوقهم، يصعب استمراره أو أن يلقى قبولاً على الأرض، مضيفة: فتح الطرق العامة إلى الحولة وإعادة النشاط الاقتصادي هو الأساس للبدء في إعادة الحياة والسلم الأهلي لريف حمص الشمالي. وكانت أوساط المعارضة تناقلت مؤخراً أن موسكو وافقت على إسقاط اتفاق الهدنة الذي تم توقيعه في القاهرة في الثالث من آب الجاري بخصوص ريف حمص الشمالي، وصياغة مشروع اتفاق آخر يقوم على شروط جديدة للهدنة، تلغي كل أدوار الوسطاء في الخارج، وتدفع بملف المعتقلين إلى الواجهة. كما جاء في بنود البيان "تسهيل دخول قوافل الإغاثة الأممية من الطرف الروسي، والتأكيد على الإفراج عن جميع المعتقلين"، مشيرين إلى أن ذلك من أولويات بنود الاتفاق.شوكت أبو فخر- الايام 
التاريخ - 2017-08-23 4:35 PM المشاهدات 484

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا