الرضاعة الطبيعية تخفض الربو عند الأطفال

أظهرت دراسة أوروبية حديثة أن الرضاعة الطبيعية تخفض خطر تفاقم حالات الربو عند الأطفال في مراحل متقدمة من حياتهم بنسبة تصل إلى النصف وذلك بعد أيام من دراسة صينية وجدت علاقة بين الإرضاع الوالدي وانخفاض خطر إصابة الأمهات بأمراض القلب والسكتة الدماغية.والدراستان اللتان استهدفتا نحو ألف طفل و300 ألف امرأة تضيفان أدلة جديدة إلى قائمة فوائد الرضاعة الطبيعية التي توصف بأذكى الاستثمارات الممكن تطبيقها في أي مجتمع أو أسرة حسب منظمة الصحة العالمية التي تبين أنه في الوقت الذي ينقذ فيه حليب الأم نحو 800 ألف طفل سنويا فإن أقل من 40 بالمئة من الرضع دون ستة أشهر من العمر يتلقون رضاعة مقتصرة على الثدي فقط على مستوى العالم.وفي سورية تشجع القوانين والأنظمة عموما الرضاعة الطبيعية من خلال منح الأم إجازة أمومة وساعة إرضاع فضلا عن برامج الرعاية الصحية التي تهتم بالسيدة قبل وبعد الولادة.مديرة دائرة التغذية في وزارة الصحة الدكتورة هلا داوود بينت أن الوزارة أطلقت الكثير من البرامج والمبادرات لتشجيع ودعم الرضاعة الطبيعية ومنها برامج الصحة الانجابية التي تهتم بالمرأة الحامل قبل وبعد الولادة وإصدار المدونة السورية بدائل حليب الأم التي تتصدى لكل محاولات الترويج للحليب الصناعي فضلا عن مبادرة المشافي صديقة الطفولة والتي وصل عددها خلال العام الجاري لنحو 20 مشفى.ولفتت الدكتورة داوود إلى أن “الوزارة تسعى حاليا لرفع نسب الإرضاع الطبيعي التي انخفضت خلال سنوات الأزمة إلى نحو 25 بالمئة عبر حملات التوعية ولا سيما في المراكز الصحية ومراكز الإقامة المؤقتة وعبر وسائل الإعلام”.مدير الرعاية الصحية الأولية الدكتور فادي قسيس رأى أن تشجيع الرضاعة الطبيعية من “مسؤولية الجميع” عبر توفير البيئة الداعمة للأم والاهتمام بصحتها وغذائها وشرح أهمية الرضاعة الوالدية لها مشيرا إلى توسيع برنامج المسح التغذوي ليشمل الأمهات الحوامل بعدما كان مقتصرا على الأطفال.ولفت الدكتور قسيس إلى أن حليب الأم هو بمثابة اللقاح الأول للطفل الذي يحميه ويضمن له نموا سليما خلال سنواته الأولى وحياته بأكملها فضلا عن أن الرضاعة الطبيعية تساعد على دعم نمو الطفل الإدراكي من خلال تأمين نمو سليم له جسديا وعقليا إضافة لكونها تقي من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 13 بالمئة.وأضاف مدير الرعاية الصحية أن الإرضاع الوالدي مفيد للأمهات أيضا لأنه يقلل من خطر إصابتهن بسرطان الثدي والمبيض وداء السكري ويمنع حدوث الحمول المتقاربة.ومن منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف تقول راجية شارهان “أن جهود رفع نسب الإرضاع الوالدي عالميا تصطدم بشركات عملاقة تروج للحليب الصناعي وهو ما يجعل الأمر صعبا” مبينة أن فوائد حليب الأم لا تقتصر على الناحية الصحية بل ترفع أعباء اقتصادية كبيرة عن الأسرة لشراء البدائل.وتحتفل دول العالم في الأسبوع الأول من آب سنويا بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية الذي حمل هذا العام شعار “معا للحفاظ على الرضاعة الطبيعية”.