شبكة سورية الحدث


جامع ومدرسة السلطانية..أعداء النور يدمرون 800 عام من الحضارة

جامع ومدرسة السلطانية..أعداء النور يدمرون 800 عام من الحضارة     بعد الجامع الأموي وسوق المدينة القديمة وفندق الكارلتون تبتلع موجة الإرهاب معلما حضاريا جديدا        في حلب وتمزق 800 عام من صفحات التاريخ والحضارة الإنسانية والعمرانية بعدما هدمت أمس الأحد جامع ومدرسة السلطانية. لم تشفع لجامع السلطانية قيمته الدينية والحضارية كما لم تتمكن سنواته الثمانمئة من الصمود أمام إجرام إرهابيين فخخوا بجانبه وفجروه ما أدى إلى تهديمه بالكامل ليترك فراغا كبيرا في لائحة أعرق وأقدم المساجد والأضرحة الدينية. أمام قلعة حلب بالقرب من خان الشونة كان يقف جامع السلطانية أحد أهم نفائس العمارة التاريخية والإسلامية مؤرخا للحقبة الأيوبية محتضنا ضريح السلطان غازي ملك حلب. ويضع مدير أوقاف حلب الدكتور الشيخ عبد القادر الشهابي تدمير الجامع في سياق “محاربة الصهيونية للحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي الصحيح فقام عملاؤها بتفخيخ المسجد عبر أحد الأنفاق وتدميره للقضاء على الحضارة الإسلامية مدفوعين بفكر ظلامي تكفيري وهابي يرعاه نظام آل سعود بإشارة وتوجيه من بعض دول الغرب وإسرائيل”. ويعبر مدير الأوقاف عن أسفه لتدمير الإرهابيين للجامع لما له من قيمة أثرية وروحية مشيرا إلى أنه كان يضم المدرسة الظاهرية وأضرحة أبناء السلطان الفاتح صلاح الدين الأيوبي ويعد من أقدم المساجد وأجملها في سورية وفيه محراب من أجمل المحاريب في العالم الإسلامي كما توجد فيه قبور بعض الشهداء أمثال الشيخ محمد الشامي. ويتوسط الجامع الذي تم ترميمه عام 2005 قلعة حلب ومديرية الأوقاف ويبين الشهابي أنه كان مركز إشعاع ونور عبر المدرسة الظاهرية وكانت تفتي فيه السيدة الفقيهة فاطمة السمرقندية زوجة الكاساني. ويقول الشهابي “نستنكر هذا العمل الإجرامي الذي ارتكبه إرهابيون تابعون لأردوغان ومفتيهم القرضاوي الذين يقيمون في أقبية الذل والهوان في تاريخنا المعاصر بما يقومون به من محاربة للدين الإسلامي ولتاريخ سورية”. ويعرب عن ثقته بقدرة السوريين على إعادة بناء ما دمره الإرهابيون بوعيهم وفكرهم وجهود الجيش العربي السوري الباسل الذي يدافع عن المقدسات. وتقع المدرسة السلطانية أمام المدخل الرئيسي للقلعة يتقدمها طريق جانبي يتألف من ثماني درجات تؤدي إلى المدخل الرئيسي وأنشأها وفقا لمدير الآثار والمتاحف بحلب المهندس خالد مصري الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي سنة 613 هجري وفيها توفي وخلفه ابنه الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي حيث أكمل أتابكه شهاب الدين طغريل بناء المدرسة وأمها سنة 1223 ميلادي وكان لها شهرة عظيمة في القرن السابع الهجري وما بعده. واستمر ازدهار المدرسة وشهرتها إلى القرن العاشر الهجري ويذكر المهندس مصري أنها تعرضت فيما بعد لكوارث طبيعية ورمي بالمنجنيق أثناء الحروب واضمحل حالها وضاعت معظم أوقافها وآل أمرها إلى التعطيل والإهمال فتوهنت وتهدمت حجراتها وكادت تعود ركاماً إلى أن تم ترميمها وإصلاح جدرانها ومعالمها. ويأتي استهداف الجامع حلقة جديدة ضمن سلسلة اعتداءات نفذتها التنظيمات الإرهابية المسلحة ضد معالم حلب الحضارية ففي أيار الماضي تم تدمير فندق الكارلتون الأثري وعدد من الأبنية المجاورة بعد محاولتين لتدميره وقبلها إحراق وتدمير الجامع الأموي وسوق المدينة القديم الذي يعتبر من أقدم الأسواق التجارية في العالم. جامع ومدرسة السلطانية بحلب القديمة تحول بفعل إجرام التنظيمات الإرهابية المسلحة من شاهد على حضارة وتاريخ المدينة إلى شاهد جديد على جرائم إرهاب أعمى وفكر تكفيري وضع لنفسه هدفا منذ البداية تدمير كل مصدر نور من المدارس والجامعات إلى المعالم الحضارية والأثرية.  - قصي رزوق - سانا  المدينة القديمة لحلب والدمار الذي لحق بها
التاريخ - 2014-12-08 6:41 PM المشاهدات 1127

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم