شبكة سورية الحدث


تجديد البعث

تجديد البعث  بقلم : المهندس عماد خميس  عضو القيادة القطرية ـ وزير الكهرباء   تعرض حزبنا منذ بداية الأزمة الى استهداف إرهابي وإعلامي ممنهج، كانت غايته ظاهرياً تقوم على انتقاد مضمون المادة الثامنة من الدستور(السابق)، وعملياً محاولة تشويه تاريخ الحزب القومي النضالي وعزله عن قاعدته الشعبية الكبيرة، بدليل اغتيال الكثير من كوادره وكفاءاته، حرق وتدمير العديد من منشآته ومقراته، وتحريف حقائق التاريخ ومسيرة الحزب ومواقفه الوطنية والقومية منذ التأسيس. وعلى شدة هذا الاستهداف والإمكانيات الهائلة التي سخرت له، وتنفيذاً لما وجه به الأمين القطري للحزب الرفيق الدكتور بشار الأسد خلال لقاءاته المباشرة مع كوادر الحزب سواء في الاجتماع الموسع للجنة المركزية للحزب الذي انبثقت عنه قيادة قطرية جديدة أو خلال لقاءاته المتكررة مع كوادر الفروع الحزبية في المحافظات، فإن الحزب اعتمد في مواجهته لتلك الحملة على استراتيجية خاصة قوامها إعادة ترتيب البيت الداخلي، تفعيل تواصله مع القواعد الحزبية والشعبية، وتوسيع دائرة مساهمته في الحياة السياسية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، بحيث تخرج عن الإطار التقليدي النظري الى الفعل المقترن بالنتائج المباشرة، وهذه خطوات يمكن ملاحظتها بوضوح تام في العام الماضي. ففي مجال مكافحة الإرهاب عمل الحزب خلال الفترة الماضية على محورين يكمّل كل منهما الآخر ويحققان معاً شعار الدولة بالحسم والتسامح، ففي الوقت الذي كان فيه أعضاء الحزب يحملون السلاح لمساندة قواتنا المسلحة في حربها المقدسة لتطهير بلادنا من رجس الإرهاب، كان أعضاء آخرون على مختلف مستويات المسؤولية الحزبية ينشطون مع مختلف شرائح المجتمع لإنجاز المصالحات الوطنية في مناطق عديدة، وتسوية أوضاع كثير من المواطنين المغرر بهم والمتورطين بحمل السلاح. ولأن الحرب قامت في جزء جوهري منها على نشر ثقافة التطرف وإلغاء الآخر لتدمير النسيج الوطني، وإشاعة الفوضى لتكون بديلاً عن سلطة الدولة الضامنة لحقوق المواطنين ومصالحها، فإن مهمة الحزب في كشف مخاطر تلك الثقافة وآثارها المدمرة كانت من بين أولويات العمل في العام الماضي، سواء عبر المؤتمرات السنوية لفروعه وشعبه، أو من خلال الملتقيات والندوات الفكرية والثقافية التي عقدت في أكثر من محافظة ومدينة، أو عبر إطلاع الوفود الحزبية والشعبية العربية والأجنبية على حقيقة المشروع الغربي، الذي أثبتت الأيام بأنه مشروع يستهدف جميع الدول العربية واستقرارها ومستقبلها، وما يحدث اليوم من ظهور مكثف للتنظيمات الإرهابية في العراق وليبيا ومصر واليمن وغيرها، وما تقوم به من عمليات إرهابية وإجرامية دليلاً على صوابية الرؤية السورية وما حذرت منه في وقت مبكر. ولم يقف الحزب في تعاطيه مع الأزمة على الجانب العسكري والسياسي، فقد أولى أهمية خاصة أيضاً لمعالجة تداعيات الأزمة وآثارها الاقتصادية والاجتماعية على المواطنين وحياتهم المعيشية، فكان أن عقد رفاقنا في القيادة القطرية، وبناء على توجيهات الرفيق الأمين القطري للحزب، لقاءات شعبية مكثفة في مختلف المحافظات، وقاموا بزيارات ميدانية للمناطق المحررة من رجس الإرهابيين للاطلاع على احتياجات المواطنين فيها وسبل تسهيل عودة المهجرين الى منازلهم. هذا فضلاً عن التعاون المستمر مع الحكومة لتدعيم صمود الاقتصاد الوطني، وتحسين مستوى معيشة المواطنين وفق الإمكانيات المتاحة، ومتابعة أوضاع الإخوة الذين اضطروا لمغادرة منازلهم تحت ضغط العمليات الإرهابية والعصابات الإجرامية. صحيح أن سقف توقعات المواطنين من الأداء الحزبي خلال فترة الأزمة كان مرتفعاً، وهذا دون شك يعبر عن قناعتهم بأهمية دور الحزب في الحياة العامة، لكن يمكن القول: إن ما تبلور خلال العام الماضي من أولويات في العمل الحزبي، وما تم تحقيقه من إنجازات على مختلف الصعد يمثل خطوة هامة في مشروع تجديد دور الحزب في الحياة العامة وتطوير فكره بما يحقق المصالح الوطنية والقومية، وتالياً فإننا في هذا العام سنكون أمام نتائج جديدة من شأنها إضافة المزيد الى الرصيد الشعبي والوطني لحزبنا. في مواجهة هذه الجهود المبذولة، تبرز جملة من التحديات التي لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها، منها ما يتعلق بإعادة النظر بمعايير الانتساب للحزب لضمان قاعدة شعبية تتشكل من المؤمنين فعلاً بمبادئ الحزب وقيمه، وتطوير فكر الحزب بما يتناسب وما تفرضه المتغيرات الإقليمية والدولية من مسؤوليات جديدة. ولا ننسى بالطبع أن الحرب على الحزب مستمرة وستستمر لسنوات طويلة، وذلك بحكم المواجهة القديمة الجديدة بين مشروعين، أحدهما يجسّد طموحات العرب بالحرية والاستقلال، والآخر يسعى لتمليك القرار العربي لدول القتل والإرهاب.
التاريخ - 2015-02-25 4:52 PM المشاهدات 635

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا