بسمان حرب ... صناعة ابداعية وموسيقا تعبيرية بخمسين فنان

السويداء- معين حمد العماطوريللمرة الثانية أستمع الى الفنان الموسيقي "بسمان حرب" ضمن فرقته الموسيقية وكورال أنسامبل Ensemble، ويطربني وأخرج من الحفلة مستمتع الى حد كبير، حقاً ليس كل من وقف امام عازفين يصبح قائداً موسيقياً، لأن قيادة الفرقة والكورال لها شروط علمية وهي تتميز في إيصال الأنغام والوصول إلى المتلقي بإبداع فني...والفنان "حرب" عمد على خلق حالة تكامل بين الأصوات والعزف، وشكل مجموعة عزف موحدة تحتاج إلى تركيز كبير في الاستماع إلى النغمة الواحدة فما بالنا وهو يقف امام أكثر من خمسين فرداً بين عازف ومردد بالكورال، ولأن الموسيقا دقتها عالية على أذن المستمع، فقد احتاج ذلك ليحقق النجاح الى تمارين شاقة، وهي تحسب له وللفرقة...لعل اختيار الألحان والأغاني من نمط الطفولة وغيرها تحتاج إلى إحساس كبير، والتنوع في الأداء وذلك حينما غنا بقوام فرقة تنوف عن خمسين عازف وعازفة ومردد ومرددة في الكورال أي هناك تنوع بين أصوات الرجال والنساء والشباب والأطفال، وهذا ما دفعه ربما أن يقدم تنوع من نوع إبداعي يصعب على العديد أن يجد الهارموني المناسب بينهم إذ غنّوا للوطن، وللشام، ومن تراث جبل العرب، وايضاً لفيروز وفهد بلان ... وتخللها اصوات أطفال في الكورال الذين غنّوا للطفولة: افتح يا سمسم ... وما أحلى أن نعيش في خير وسلام!. ربما رسالة للعالم أننا نحب أن نعيش بخير وسلام...حين نستذكر تلك الالحان فإن التنوع الذي قدمه الفنان بسمان حرب يدفعنا الى معرفة الذائقة الفنية في اختيار ما يرغب فحين يقدم أغاني وطنية فهي تحتمل بالفعل الغناء الجماعي والموسيقا الاستعراضية والأهم التوافق، رغم أنه غالباً ما يحدث بعض الكسر هنا وهناك وهي حالة طبيعية لفرقة يزيد عدد عناصرها عن خمسين عازف ومردد خاصة وأن البروفات التي تقوم بها فرقة هي محدودة العدد وبالتالي يحسب للفرقة قدرتها على الأداء وقائدها "حرب" على الوصول إلى التلقي وانتزاع التصفيق من الجمهور نتيجة لما شعره بالطرب والاندماج باللحن والأنغام... ولعل ما ينسجم مع النفس المتوترة بالحياة المعيش اليومي انه "حرب" عمل على مزج بين الارتقاء بإيقاعات الاغاني الوطنية وأغاني فيروز وفهد بلان، ثم الى الهدوء السريع في النغم بألحان الطفولة...الجدير بالذكر ان الحفلة اقيمت بتاريخ 24 تشرين الاول 2019 وكان للحضور البهي والتفاعل رؤية اخرى في الانتظار للأعمال القادمة