شبكة سورية الحدث


تجربة الصين في مواجهة عولمة وعهر امريكة هل نستفيد في سورية الجديدة؟؟؟

تجربة الصين في مواجهة عولمة وعهر امريكة هل نستفيد في سورية الجديدة؟؟؟ إعداد: عبد الرحمن تيشوري – سوريا طرطوس هاتف:369100 لقد عانت الصين كغيرها من دول العالم الثالث من القهر والتخلف بسبب الاستعمار الغربي، بعد أن كانت وحتى القرن السابع عشر مركز الشرق الذي كان متقدماً وكانت مهيأة لثورة صناعية تكون هي رائدتها . وظلت الصين في حالة من الثبات الحضاري على مدى ثلاثة قرون إلى أن انتصرت ثورة الشعب الصيني عام 1949 بقيادة ماوتسي تونغ، ومنذ ذلك الحين بدأت الصين أولى خطواتها على طريق النهوض ونفض غبار التخلف. ولم تسلم هذه الثورة من تناقضات وصراعات داخلية ومن مؤامرات وحصارات خارجية. ومع ذلك استطاعت أن تحقق إنجازات عظيمة في حركة التنمية والتحول الحضاري، وتسارعت الخطى مع ثورة التصحيح عام 1978 التي قادها دنج هسياو بنج. - فيما يلي بعض البيانات التي تدل على اطراد عملية التنمية والتحول الحضاري وخصوصاً بعد ثورة التصحيح: حققت الصين معدلات نمو فاقت كل التوقعات، فقد ظل معدل النمو يتراوح بين 8% ، 9% سنوياً من ( 1978 – 1990 ) وفي عام 1993 قفز إلى 13%، وحتى في عام 1997 عندما شهدت دول آسيا انهيارات اقتصادية استطاع الاقتصاد الصيني أن يحقق نمو بمعدل 7% . وحقق الاقتصاد الصيني خلال الأربع سنوات الماضية الأرقام التالية : 1998 1999 2000 2001 7.8% 7.1% 7.9% 7.2% - عام 1949 كانت الأمية تشكل 80% من السكان، في عام 2000 أصبح التعليم الإلزامي 9 سنوات وتم محو الأمية بين الشباب ومتوسطي العمر. - عام 1949 لم يكن لم يكن لدى الصين من يحمل درجة دكتوراه من الجامعات الصينية، عام 1998 وحده حصل 8957 طالباً على درجة الدكتوراه وحصل 38051 طالب على درجة الماجستير من الجامعات الصينية . - توجد في الصين حسب إحصائيات 1998، 1022 جامعة - عام 1952 بلغ إجمالي الناتج القومي 6709 مليار يوان، عام 1998 بلغ إجمالي الناتج القومي 79553 مليار يوان (960 مليار دولار). - عام 1952 القيمة المضافة للزراعة 34.3 مليار يوان، عام 1998 القيمة المضافة للزراعة 1429.9 مليار يوان. بمعدل زيادة 303% مع حساب ارتفاع الأسعار. - احتلت الصين المرتبة الأولى في العالم منذ عام 1996 في مجال المنتجات الصناعية الأساسية ( الصلب – الفحم – الاسمنت – الأسمدة الكيماوية ) - ارتفع مستوى الاستهلاك للفرد من 80 يوان عام 1952 إلى 2973 يوان عام 1998. - بالنسبة للتجارة الخارجية: قفز الحجم من 1.13 مليار دولار عام 1952 إلى 323.9 مليار دولار عام 1998، أي زادت 286 ضعفاً بمعدل سنوي 12.5%. - احتياطي النقد الأجنبي تضاعف من 2.15 مليار دولار عام 1979 إلى 144.96 مليار دولار مع نهاية 1998 وقد وصل إلى 165 مليار دولار عام 2001. - ارتفاع حجم استثمار رؤوس الأموال الأجنبية من 3.4 مليار دولار عام 1990 إلى 45.6 مليار دولار عام 1998. - نجحت الحكومة في خفض معدل النمو السكاني خلال التسعينات إلى 0.9% سنوياً، الأمر الذي يزيد عدد السنوات اللازمة لمضاعفة عدد السكان إلى 70 عاماً بدلاً من 28 عاماً خلال فترة ما قبل التسعينات حيث كان معدل النمو السكاني 2.5% سنوياً . منهج التطوير الذي اتبع في الصين: التزمت الصين بعد ثورة التصحيح منهجاً براجماتياً يعبر عنه المثل الصيني " اعبر النهر وأنت تتلمس الأحجار بقدميك " . لقد استوعب دنج هسياو بنج حقيقة وواقع التحولات العالمية ومقتضياتها وضرورة الانفتاح والبعد عن الجمود الفكري. وبالتالي خلقت الصين لنفسها إطارها الأساسي الاقتصادي السياسي الجديد الذي يحتل موقعاً وسطاً بين الرأسمالية التقليدية والاشتراكية التقليدية . وكان من رأي دنج هسياو بنج أن الأولوية تكمن في إدارة شؤوننا الخاصة جداً... وليس مهماً أن يكون القط أبيضاً أو أسود بل المهم أن يأكل الفئران. لقد أدركت الصين منذ ثورة التصحيح : 1. دلالة ثورة تكنولوجيا المعلومات ودورها في تشكيل الأساس المادي للمجتمع وإعادة بناء الإنسان لتتوفر له الإمكانيات المادية والمعنوية الملائمة للمنافسة على المستوى العالمي. 2. أدركت الصين أن التقدم رهن الاعتمادية المتبادلة على نطاق عالمي، إذ لم يعد ممكناً لبلد ما أن يبني نفسه في إطار حضارة العصر وقد أحاط نفسه بأسوار عازلة صماء باسم الوطنية. 3. أدركت الصين أن الوجود القومي ليس التاريخ فقط، بل التاريخ والفعل الراهن على مستوى العصر وفق مقتضيات الثورة الجديدة. وبالتالي وضعت الصين كل هذا في الاعتبار ورسمت حدوداً لاستراتيجية المستقبل تأسيساً على آلية العلم والتكنولوجيا، باعتبار العلم والتكنولوجيا أداة تشكيل المستقبل والتحدي العالمي. وضمن محاولة بعيدة كل البعد عن الجمود الفكري والتقليد الأجوف أو الشعور بالدونية تجاه الآخر، والبعد كل البعد عن الاستيراد الاستهلاكي للعلم والتكنولوجيا في شكل مشروعات جاهزة. ويلخص هذا التوجه ما جاء في خطاب الرئيس الصيني جيانغ زيمين في مجتمع العلم والتكنولوجيا في روسيا:" الأمة تتخلف وتضع نفسها في وضع سلبي للغاية ما لم تحرص على أن تحتل مكان الصدارة في مضمار التقدم العلمي والتكنولوجي، وتسمو بمستواها العلمي والتكنولوجي في ضوء نسيجها التطوري القومي ". لقد نجح نظام الدولة الصيني في التحول الهادئ من نظام هيمنة دولة بيروقراطية إلى نظام قادر بقيادة الدولة على الاندماج في الاقتصاد العالمي. وبدأت الصين منذ عام 1994 سياسة صناعية جديدة محورها التركيز على ما يسمى الصناعات الارتكازية وهي خمس مجموعات: ( الآلات والمعدات – البترو كيماويات – السيارات – التشييد والبناء ). وأسرعت ببناء مرافق البنية الأساسية، وعمدت إلى زيادة التصدير واستقدام الأموال الأجنبية مع إدخال تعديلات لضمان التنمية المتواصلة. وعقب الأزمة الآسيوية وضعت الصين سياسة مالية إيجابية وسياسة نقدية متزنة أبعدت عنها شبح الأزمة. وتتجلى عناصر السياسة الجديدة للصين في عصر العولمة والانفتاح القائم على المنافسة في قرارات مؤتمر الشعب القومي التاسع في 5 آذار عام 2000: 1. تسريع تطوير العلم والتكنولوجيا والتعليم ودعم التطوير الثقافي والأخلاقي. 2. إعادة هيكلة الاقتصاد وتعزيز جودته. 3. التوسع في استخدام التكنولوجيا العالمية والنهوض بالصناعات التقليدية. 4. الاعتماد على العمالة العلمية والفنية. 5. تطبيق التكنولوجيا العالمية والجيدة في الإنتاج. 6. تعزيز جهود إصلاح نظام الإدارة واخذ المديرين من مدارس الادارة. 7. تعزيز حماية الملكية الفكرية. 8. تعميق الإصلاح التعليمي والحزبي وبناء مدارس حزبية قيادية. 9. الانفتاح أكثر على العالم واستخدام التمويل الأجنبي والتوسع في التصدير. وتقترن بهذا التوجه جهود حثيثة وهادئة للإصلاح التشريعي والديمقراطي أو الحريات السياسية. وقد حققت الصين إنجازات ملموسة تدريجية في هذا الاتجاه، ولكنها تعطي الأولوية للاقتصاد، وهي في هذا تؤكد التزامها بما عبر عنه دنج هسياو بنج حين قال : " الخطأ الأكبر الذي وقع فيه جورباتشوف أنه سمح بالحرية السياسية قبل تجديد الاقتصاد. وكان يرى ( دنج هسياو بنج ) أن يبدأ التحديث الاقتصادي أولاً ثم يليه الإصلاح السياسي. وتؤمن الصين كذلك بأن ديمقراطيتها صينية الطابع والمحتوى ولن تكون أمريكية. ويرى المفكرون الصينيون أن أفضل استراتيجية يمكن أن تلتزم بها الصين لمواجهة تحديات عصر المعلوماتية والعولمة في إطار سياسة الانفتاح على العالم أن: تتعلم من الشركات متعددة الجنسيات، وتتعاون معها ثم تتنافس معها، ويتم هذا على ثلاثة مراحل: 1. إتاحة الفرصة للمشروعات الصينية كي تقتبس آخر ما توصلت إليه عمليات التصنيع والمعالجة التي تنقلها الشركات متعددة الجنسيات إلى الصين. 2. تتقبل المشروعات الصينية التطوير التكنولوجي الأولي من الشركات متعددة الجنسيات، وبعد هضم التكنولوجيا الجديدة المتطورة تحاول المشروعات الصينية تجديد وتطوير تكنولوجياتها. 3. تصبح الشركات الصينية قوية وقادرة على أن تصبح شريكاً استراتيجياً للشركات متعددة الجنسيات ومنافستها في السوق.
التاريخ - 2015-03-17 9:05 AM المشاهدات 1144

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا