شبكة سورية الحدث


حلق شاربي السلطان

حلق شاربي السلطان.... بقلم: د. بسام أبو عبد الله     ذات يوم قال ملك السعودية فيصل بن عبد العزيز في لقاء له مع سفير الولايات المتحدة الأميركية في السعودية «باركرهارت» الذي شغل هذا المنصب بين تموز 1961- حتى أيار 1965- ما يلي: «منذ العام 1943، أخذت في الحسبان أن تكون مصالح بلدي هي نفسها تلك التي لدى الولايات المتحدة الأميركية.. نحن لا نختلف في أي أمر جوهري.. بعد الله نحن نثق بالولايات المتحدة الأميركية».     هذا هو حال اتباع أميركا، وعبيدها في المنطقة، فلماذا أصيبوا بالدهشة من تصريحات جون كيري الأخيرة حول التفاوض مع الرئيس بشار الأسد، وبدؤوا يرعدون، ويزبدون وكأنك فعلاً أمام رجال دولة، وليس بيادق تحركها أميركا متى شاءت. العربان لم يطلقوا تصريحات عنترية، لأنهم يعرفون أنه لا حول لهم ولا قوة، ولن يسمعهم أحد- ما داموا يثقون بعد الله بأميركا، فما عليهم سوى الانقياد وراءها حيث تريد، والقبول بما تقوله حتى لو كرهوا ذلك. لكن من أرعد، وأزبد ذلك التابع الصغير (أحمد داوود أوغلو)، وفريقه الإخواني في حزب العدالة والتنمية، بزعامة أردوغان، واللذين لا يستطيعان إخفاء خيبتهما الكبيرة من السقوط الاستراتيجي، وليس التكتيكي لسياستهما الخارجية كما يقول «مراد تيكين في حرييت ديلي نيوز» ليضيف: إن الاثنين كانا يحلمان بإنشاء مثلث إخواني «مذهبي» بين ثلاثة مراكز: أنقرة، دمشق، القاهرة، وكان أردوغان يعتقد أن أي انتخابات ستجلب عصابة الإخوان المسلمين، وهو ما سوف يعزز الدور الإقليمي لتركيا على حساب القوى الأخرى في المنطقة.. الآن- كما يقول (تيكين) تركيا معزولة، وهناك نفور منها إقليمياً، ودولياً.. أما محمد يلماز- فيكتب في حرييت مشيراً إلى قول أردوغان: إن تركيا يجب أن تُقاد كشركة، ولهذا هناك حاجة للنظام الرئاسي.. ليضيف: لقد أصبح واضحاً النموذج الرئاسي في عقل أردوغان بشكل يذكرنا بإيطاليا قبل مئة عام- حيث زمن الفاشية.. أحمد داوود أوغلو، وقبيل تسلمه منصب وزير الخارجية كان قد اتفق مع الأميركان على دوره، ومهامه، وتابع على مبدأ الملك فيصل «بعد الله نثق بأميركا» حيث قال لوكالة أنباء الأناضول في 2/3/2009 ما يلي: «لدينا الموقف نفسه مع أميركا تجاه قضايا أمن الطاقة في القوقاز، البلقان والشرق الأوسط... أمامنا فترة سوف نتعاون تعاوناً عظيماً مع الولايات المتحدة، وتركيا سوف تساهم في البيئة العالمية لمرحلة ما بعد الحرب الباردة». أحمد داوود أوغلو هذا، وفي أحد المؤتمرات الصحفية بحضور أوباما، وبإشارة من إصبع الرئيس الأميركي، تحرك سريعاً تجاهه كما هو حال الموظف الصغير، وهذه لقطة شهيرة لهذا المنافق الكبير. أما معلمه أردوغان فيكفي أن نتذكر لقطة أوباما وهو يمارس الرياضة عندما كان يحادثه هاتفياً. من دعم الإرهاب، وأدخل آلاف القتلة والمجرمين إلى سورية، كما قال جو بايدن نائب الرئيس الاميركي نقلاً عن أردوغان، ونهب وسلب في حلب، وفتح سجونه من أجل زيادة أعداد القتلة، وساهم في دعم داعش جهاراً نهاراً حتى أصبح الحلف الجديد يسمى حلف أردوغان- البغدادي، لا يحق له أن يتحدث عن هتلر، ويشبه الآخرين به، ذلك أن هتلر سيخجل من ممارسات أردوغان- داوود أوغلو، فالتاريخ لم يعرف سقوطاً أخلاقياً وسياسياً كما أظهره هذا الثنائي المجرم- والقاتل. إذ لا يخفي داوود أوغلو خشيته من انهيار داعش، يقول في حديث لـ«حرييت ديلي نيوز» في 5/3/2015: «ماذا سيحدث لنا عندما تغادر داعش؟ النظام السوري والميليشيات العراقية يجب ألا تدخل تلك المناطق»، ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني ببساطة أن رجب طيب أردوغان، وأحمد داوود أوغلو ليسا إلا عضوين أساسيين في تنظيم داعش فكراً، وممارسة، وسلوكاً.. لم نعد بحاجة للكثير من الأدلة كي نثبت ما قلناه أعلاه، ولكن الشعار الأردوغاني الذي عبر عنه داوود أوغلو لا يشير إلا إلى سقوط مدوٍ لصاحب نظرية «صفر مشاكل» التي تحولت بالتطبيق إلى «صفر أصدقاء» و«صفر جيران» و«صفر أخلاق» و«صفر مصالح» و«صفر إسلام» و«صفر في كل شي»، وهو ما جعل أحد السياسيين الأتراك يصف داوود أوغلو بأنه «أفشل وزير خارجية في تاريخ تركيا» والاعتقاد الآن «أنه أفشل رئيس حكومة في تاريخ تركيا».. الرجل يلاحقه الفشل، والسقوط المدوي، ولهذا لاحظنا رد الفعل الجنوني هذا، من دون أن يدرك أن أميركا لا تسأل عبيدها، وأن «من يثق بأميركا بعد الله» فعليه أن ينتظر دوره في صالون الحلاقة كي تقص له شاربي السلطان الذي فشل في كل شيء إلا القتل والإجرام، علها تقصر له شاربيه فيصبحان مثل شاربي هتلر- لأن ما مارسه مجرمو الاتحاد والترقي الجدد فاق هتلر بأضعاف.
التاريخ - 2015-03-20 5:38 AM المشاهدات 812

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا