شبكة سورية الحدث


توضأْ بماءِ اليقينِ / بقلم سماح القبيلي

توضأْ بماءِ اليقينِ  /  بقلم سماح القبيلي
توضأْ بماءِ اليقينِفكلُّ كافرٍ بالحبِّعلى أعتاب هذي الأرضِ قد أسلم هكذا قالَت لي العرّافةُفهلْ أصدقُها؟......... ..........ما بالُ هذي الأرضِ تحدّثُنابما يقولُ الغيمُ في سرّهِزهرٌ يموجُ على المدى ولسنا نحنُ الربيعَفمنَ نحن إنْ أنكرَ الرّبيعُ فصلَهُلمن تكتبُ وصاياكَنازفاً ملحَ التعرّقِ والجراحِ؟والأرض إذ تعانقُنا ينبتُ في صدرنا ألفٌ من جراح........ .........فلا تقلْ للأرض كونيما من نبيٍ يصعدُ السّماءَ على قصبِ الكلامِ والقداسةكلُّهم سقطُوا في بئرِ الخيانةتجاعيدُ الحقيقةِكيف نخفيها حين يفور البئرُتغرقُ الأرضُ بالدّناسةويتناءى بيننا وبينَ الغد الصّباح......... ...........الأرضُ بلا بريدٍبلا عنوانٍ فاكتبْ ما شئْتَلِمَنْ شئْت فإذا تدورُ الأرضُ دورتَها يوماً ستقرؤُكَمن قالَ أن النبعَ لا يرتدُ لِمنبعِهِ واهممنَ الأرضِجئنا إليها بحزننا الكلُّ راجع إلا المسافرينَ إلى اللّهِيعرفونَ أنّ الطّريقَ لم يكتملْ......... ..........فهلْ تقرأُ الخطوَ المسافر؟يوشوشُ الدَّربَبأنّ الوصولَ مُحالنامَ أنينُ السّؤالِكلُّ الحجارةِ قد أطلقَت أرصفتها بلا عناقٍكلّهم نزلوا وأنتَ آخرُ الواصلين بينك وبينَ المحطةِ نزفٌفمن يفكُّ طلاسمَ الدّمِ والدّمُ عنوانٌ جديد........... ...........مملٌّ جنونُ الأرصفةِ لولا بقايا العابرينَيتفيؤون ظلَّ الشّقِلا وقتَ لديهم كي تعبرَ العاصفةُ فتكبرُ بذورُ الحربِ دماً و دمعاً بأسماءَ مستعارةٍصدَأت ْحروفُهامن أولِ البعثِ حتى آخر الجنون.......... ....... قليلاً مازالَ وجه أمّي يرتبُ الصّباحفكيفَ يستيقظُ الفرحُ الغافي تحتَ عباءتها؟حينَ أبي يهشُ على الحزنبالدّعاء والصّياحفتنبت من صوتهِ سنبلةٌهي زادُنا للعمر فنجوعَ حينَ تطحنُها رحى التّبددالصّمتُ زادُ المسافرِ من منفى إلى منفى......... ....... هارباً من حنينٍ إلى حنينٍ لا شيء يغريني إلا تلفتُ السّؤالِحينَ تتعثرُ القصيدةُ بفتات الأمنياتفمنذُ الشّهقةِ الأولى للحزنأعلنَ الحبُّ الحدادَ أربعينَ قصيدةًوغابَ وجهُ الأرضِفي صمْتِ الجياع........ ........أنا عاشقُ يبحثُ عن هويةفي جعبةِ الوقتِ لهُأسماءٌ تائهةٌليسَت في ذاكرةِ الدّليللم يبقَ من قلبهِإلا دندنةُ الرّاحلينوبعضٌ من غبارمن قالَ أنّ أسماءهم رحلَت هي لم تأتِ قد خبأتُها في عباءة النّسيانلأنقذها من هجيرِ الحربِوأصواتِ النّواح....... ......توضأْ بماء العشقِ واحترقفكلُّ كافرٍ بالحبّ على أعتاب هذي الأرضِ قد أسلم كلُّهم قد رحلُوا أدركوا هاجسَ الموت فتدثرُوا حريرَ الغياب وسكينةَ اللاوجود هكذا قالَت لي العرّافةُفهلْ أصدقُها؟شاعرة سورية
التاريخ - 2018-03-19 2:19 PM المشاهدات 590

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم