وحقُ دمائهم لن ننسىي يوماً / بقلم الباحثة التربوية والإعلامية شفيعة عبد الكريم سلمان

وحقُ دمائهم لن ننسىي يوماً ونهرُالعاصي ليس كما تبدّىيومَ سبحتَ فيه و الشّبابوكان الماءُ عذبٌ بل نميرٌوغيثٌ اجتباهُ لنا السّحابُوفي يومٍ وليلة بعد ليلةتلوّثَ ماؤُه ثمّ التّرابُوجاءهُ شرُّ سفّاح البراياتقودُهمُ الخساسةُ والرّهابُمِداهم أجهزوها بكلّ غدرٍكيما يقطعوا فيها الرّقابُرمَوهُم فيه ياحسرة عليهم ولم يبدُ عليهم إضطرابُوصارالماءُ يدفعُ بالضّحاياودمعُ العين يغزوه انسكابُدماؤهم التي امتزجَتْ بمائه تبادلها الوحوشُ والذّئابُوعاصيكَ الذي تعتزّ فيهرأى بفعالهم عجبَاً عُجابويصمتُ دون أن يبدي برأيٍوضاع منه رأيه والصّوابفعالُهمُ تُذيبُ الصّخرهولاًيَشيبُ الطّفلُ منها والشّبابُ و جاؤوه بشاهد بعد شاهدعلى إجرامهم إذ لم يهابواشواهدهُ على مافظّعوهالصقورٌ والضّياغمُ والعقابُوحقُ دمائهم لن ننسىي يوماًغرابيبٌ الضّلال ولاالغُرابوليسوا وحدهم أربابَ كفرٍلهم شركاءُ يابئسَ الدّوابورودُ قلوبنا ذبُلت وماتَتْومن عاصيك قد ضاع الجوابُألاياعاصي كيف سكّتَ عنهموتخشاكَ المنونُ كذا الصّعابُلماذا لم تثُرْ بوجوه تلكُمومنك عليهم تُنْزِل عقابُ أتو ببراثن ..المستنقعاتِ وأسَنُ الماء كان لهم شرابُصديقي هل سألت لنا صديقَك أما لفعالِهم منه حسابأيا عاصي سألنا فلم تجبنامتى أعياكَ قولٌ أو جوابِإلى بردى الجريحِ قد اتّجهناَدمشقُ يفيضُ فيها الإكتئابتوسّمنا به خيراً كثيراًلعطرِالياسمين لنا انجذابوقابَلَنا بكلّ الشّوق باسموماؤه كان يعلوهُ اضطراببلحنٍ خافتٍ خجلٍ تكلّمودمعُهُ هاملاً فيه انتحابُسمعنا صوتَ غوطته تئنُّويرتعُ في زواياها الدّواب فعلوا فيها مايُدمي القلوبَ خطف تعذيب ثم الاغتصابُ وأُعْلِمنا بما تخفي الخفايانقلناها لآسادٍ غضابمن الأنفاق فيها ألف نوعٍويلقَ الفسقُ عندهمُ انجذابوجرذانُ المجارير الخبيثة لهم فيها مكوثٌ وانتسابوكان الماء فيها لهم شراباًتبّاً لهم بل بئس الشّرابتجمّع جلُّ سفّاح البراياحذاءُ الجيشِ حطّمهم وخابوا باحثة تربوية وإعلامية سورية