شبكة سورية الحدث


جوادُ الإبداعِ يكسرُ السلاسلَ / بقلم مرام عطية

جوادُ الإبداعِ يكسرُ السلاسلَ / بقلم مرام عطية
جوادُ الإبداعِ يكسرُ السلاسلَ______________________سجنتُ جواد الإبداعِ في صدري طويلاً ، أحكمتُ وثاقهُ في وتدِ ضلوعي ، وأقفلتُ كلَّ النوافذِ التي تمنحهُ نورَ الألقَ ، أوصدتُ الأبوابَ التي تهبُّ منها نسائمُ الحريةِ وعبيرُ الحبِّ ، لكنَّ الجوادَ الأصيلَ لم يتنازلْ عن حقهِ في الحياةِ والحبِّ ، قدمتُ له الكثيرَ من الاعتذار والأسفِ ؛ ليصونَ أسراري ، فأبدو دميةً جميلةً بلا مشاعرَ ، فلا يبوحُ بمشاعري واستيائي من صورِ الظلمِ وانتهاكِ الحقوقِ أمام العلنِ . لله ماأَقواهُ و أضعفني !! رفضَ كلَّ أعذاري قايضتهُ بالكثيرِ من الهدايا والجوائزِ؛ ليبقى في قمقمهِ حبيساً صامتاً، لكنهُ ككلِّ نوارسِ الحرية يعشقُ مذاقَ السلامَ و قزحَ الجمالِ في موطني ، ركلَ بجناحيهِ زنازينَ الظلمِ التي تكبلِّهُ ، وفكَّ لجامَ القيودِ عن شفتيهِ ، و انبرى يهدمُ أبراجَ العبودية والأسرِ ، تدفَّقَ كشلاَّلٍ يفتحُ كلَّ السدودِ الخرافيةِ أمامَ خنساءِ العصر وعشتارَ الخصبِ ، و صار سيلاً يجرفُ الحواجزَ ، ويكسرُ الأقفالَ المهترئةِ في دوائرِ العملِ الإداري والمجتمعي وتقاليدِ المكاتب الهرمةِ ليمنحها النصارةَ والبهاءِ ؛ ويرسمَ خريطةً جديدة تليق بالوطن الجميل و ما أجملَ سحبَ الإبداعِ حين تنهمرُ ! تشقُّ في الظلمةِ طريقاً من نور ، و تبدعُ خميلةً في صحراء الحياةِ ، أو يكتشفُ سندبادها أرخبيلاتٍ عذراء في محيطٍ ، انهمرتْ كأنها تزنُ لك سلالَ زمرُّدٍ ولؤلؤٍ .هيا فرسانَ الفنِ إلى قواربِ الإبداع لنكشطَ بأقلامنا و أوتارنا ماعلا دوائرنا العامةَِ وأنظمتها من علقٍ و تسويفٍ يهلكُ جسدَ الوطن ويفنيهِ عساها تقلُّنا إلى مرافئ أكثرَ أماناً وسعادةً. ______مرام عطيةكاتبة سوريةمتابعةقسم الحدث الثقافي - علي خليل الحسين
التاريخ - 2018-11-25 5:46 PM المشاهدات 459

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم