شبكة سورية الحدث


ضيق حال!  بقلم : هني الحمدان 

ضيق حال!   بقلم : هني الحمدان 

سورية الحدث 

لم يعد ينفع أي شيء, أسعار حرقت الأخضر واليابس, لم يعد بمقدور أي صاحب دخل أن يشتري احتياجاته الأساسية بتلك «البحبوحة» المعهودة سابقاً, فالتقطير والتضييق إلى أدنى الدرجات هما السائدان, ومن كان يطبخ يومياً بات ذلك ضرباً من الأحلام والوقوف على الأطلال, طبخة كل أسبوع, فقط لضيق الحال وفقدان القروش..!
سوّد «الأخضر» معيشة شريحة واسعة من العباد, فكلما زاد سعره مقابل صرف الليرة, اتسعت الهوة بؤساً ومعاناة, والكل في حيرة من أمر ما يحصل, وكأن الاستسلام سيد الموقف تماماً, فلا حراك ولا نشاط, بل رضوخ لأهواء بعض المتلاعبين من تجار فقدوا كل شيء, فقط يتسلون ويربحون من رقاب المواطنين «المنتوفين», في وقت تحرص فيه الجهات المعنية وتؤكد أنها تراقب وتضبط ولا أحد يعرف مآل نتائج أعمالها..!
لكن المعروف فقط والمعاش أن مسلسل الارتفاع السعري يسير مسرعاً إلى حلقات بل أجزاء جديدة تدفع كثيراً من المواطنين إلى براثن الفقر والعوز والعجز عن سد احتياجاتهم الأساسية التي ما فتئت تصبح كمالية في ظل موجات الغلاء والتضخم التي تضرب بقوة بين الحين والآخر من جراء التقصير في المعالجات الصحيحة ولجم ممن يتلاعبون ويسمسرون, بل أحياناً التواطؤ الرسمي في مواجهة جشع السواد الأعظم من التجار والمصنعين والمستثمرين ومنظوماتهم الاستغلالية..!
كل شيء زاد سعره مضاعفاً, أسر لا تعرف كيف تؤمن قوت عيالها, ولا تقدر على سداد ضرائب الخدمات وما تستحقه الخزينة, وكل ذلك يجري في ظل تهاون وإهمال من جانب بعض الجهات عن بتأدية واجباتها على أكمل وجه يرضي غرور مواطن ملّ من الانتظار وبات يقارع المصائب وحيداً, فلا الدخول مريحة, ولا واقع الخدمات يرضي أحداً, وكل ما يحصل نار أشعلها تجار ومستفيدون من كل هبة ارتفاع في أسعار الصرف..!
من أولى المهام اليوم ليس الاكتفاء بالإشارة الى السلبيات وحصر أعداد المخالفات فقط بقدر ما يلزم من تشديد للعقوبات الرادعة, واستيفاء غرامات مضاعفة لمنع كل فاسد من مجرد التفكير في سرقة حق المواطن.

التاريخ - 2019-11-19 1:30 AM المشاهدات 511

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: المعيشة