شبكة سورية الحدث


الهيمنة الاحادية على العالم ..الميزان الاميركي.. هذا جزاء من يحارب 'داعش'!

الهيمنة الاحادية على العالم ..الميزان الاميركي.. هذا جزاء من يحارب 'داعش'!

منذ وصول الادارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب الى سدة الحكم في الولايات المتحدة في عام 2016 بدأت واشنطن تمارس وبشكل فظ نزعة الهيمنة الاحادية على العالم من خلال شن الحرب الاقتصادية على الدول بهدف تركيعها.

وفي سياق تطبيق هذه السياسة التي تعد انتهاكا للقانون الدولي، اعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على شخصيات عراقية بارزة بزعم ارتكابهم انتهاكات لحقوق الانسان.
العقوبات التي كشفت عنها وزارة الخزانة الامريكية مؤخرا، استهدفت قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق، احدى فصائل الحشد الشعبي العراقي التي تشكلت بموجب فتوى الجهاد الكفائي لمحاربة "داعش". كما شملت العقوبات شقيقه ليث الخزعلي، ومدير أمن الحشد الشعبي حسين فالح اللامي.
الموقف العراقي الرسمي جاء منددا لهذه العقوبات، إذ عبر رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي، عن استنكاره لإدراج اسماء قادة وشخصيات عراقية في قوائم العقوبات الامريكية. وقال في بيان، "رفضنا واستنكرنا ادراج اسماء قادة وشخصيات عراقية معروفة لها تاريخها ودورها السياسي بمحاربة "داعش" في قوائم عقوبات وممنوعات من قبل دول لنا معها علاقات واتفاقات".
نحن هنا، لسنا بصدد الكشف عن حيثيات قرارات ادارة ترامب التي تغيرت في الشكل والمضمون مقارنة مع قرارات ادارات اسلافه والتي بدا واضحا انها استبدلت استراتيجية شن الحروب العسكرية التي اعتمدتها واشنطن خلال عقود، بالحروب الاقتصادية لتحقيق مصالحها الاستكبارية على حساب الدول المستقلة وشعوبها الحرة نظرا للعجز الامريكي في تحقيق اي انجازات عسكرية في الميدان امام ارادة الشعوب ومقاومتها.
لكن ما ينبغي البت فيه ويثير تساؤلات عدة هو قرار ادارة ترامب بمعاقبة شخصيات عراقية لعبت دورا بارزا ومحوريا في محاربة جماعة "داعش" الارهابية واجتثاث جذورها في العراق، الامر الذي يتعارض ويتنافى تماما مع شعارات واشنطن حول ضرورة القضاء على "داعش" واخواتها وقيام هذه الدولة بتشكيل تحالفات دولية بهذه الذريعة.

وفي هذا السياق، ينبغي الانتباه الى عدة ملاحظات على سبيل المثال لا الحصر، ليتبين بأن الحرب الامريكية على "داعش" ليست سوى مسرحية تمثيلية هدفها تنفيذ المخططات والمؤامرات الخطيرة التي تحيكها امريكا وربيبتها "اسرائيل" بمساندة عملائهما ومرتزقتهما ضد الدول الاسلامية وشعوبها في منطقة الشرق الاوسط.

اولا.. منذ ظهور جماعة "داعش" التكفيرية التي نشأت بعد انهيار تنظيم "القاعدة" الام وتبلورت على هيئة تنظيم ارهابي أكثر عنفا ودموية، تحوم الشكوك حول الجهة التي قامت بتأسيس هذه الجماعة الارهابية وتمويلها، لكن مع إمعان النظر على الجرائم التي ارتكبتها "داعش"، والتي تصر على استخدام اعمال العنف والقتل والسبي بأسوأ اشكالها وتغطية هذه الجرائم على وسائل الاعلام الغربية، يتكشف انها تهدف الى تشويه صورة الاسلام والدليل على ذلك انه تمت شيطنة المسلمين من خلال الاصرار في تسمية "داعش" على انها جماعة "إسلامية" وأن لها "دولة"!.

ثانيا.. بالرغم من تعدد مسمياتها تظل تلك الجماعات التكفيرية بدءا بـ"القاعدة" ومرورا بـ"داعش" ووصولا بـ"جبهة النصرة".. الخ ادوات صنعتها امريكا لاستخدامها في مشاريعها التدميرية في المنطقة ومنها مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي اطلقتها واشنطن خلال الاعوام السابقة لنشر الفوضى الخلاقة وتغذية الحروب والصراعات لصرف الانظار عن العدو الرئيس لشعوب المنطقة كيان الاحتلال الاسرائيلي، قبل ان يفشل وتطلق مشروعها الجديد في ظل ادارة ترامب تحت مسمى "صفقة القرن" الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية والاعتراف بالكيان الاسرائيلي كدولة ودفع دول المنطقة الى تطبيع العلاقات معها.

ثالثا.. الشاهد على كون "داعش" صنيعة أمريكية، هو اعترافات خرجت على لسان عدد من المسؤلين الامريكيين، وفي مقدمتهم سمسار البيت الابيض دونالد ترامب الذي قال صراحة خلال حملته في انتخابات الرئاسة الأمريكية قبل فوزه بالرئاسة إن سياسات الادارة الامريكية (باراك اوباما) أدت إلى خلق الأزمات وتزايد الصرعات في الشرق الاوسط، واتهم اوباما ووزير خارجيته هيلاري كلينتون بأنهما وراء تأسيس جماعة "داعش". كلينتون هي الاخرى التي أقرت من جانبها ودون خجل، ان "داعش" هي صنيعة أمريكية وكتبت في كتابها "خيارات صعبة"، أن الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس "داعش"، لتقسيم منطقة الشرق الأوسط.

وفي ضوء هذه المعلومات، فيمكن الحديث وبأدلة قطعية أن واشنطن ليست معنية بمحاربة "داعش" واخواتها بتاتا وأن الهدف من تشكيلها تحالفا مزعوما ضد "داعش" هو تغطية تواجدها العسكري في المنطقة والتدخل في شؤون دولها تحت مسمى مكافحة الارهاب. ومن هذا المنطلق فان اسباب معاقبة من شاركوا في محاربة "داعش" في العراق واضطلعوا بدور قيادي في القضاء عليها تكون واضحة وضوح النهار ولا يبقى مجال للشك او الاستغراب من فرض الادارة الامريكية عقوبات على قياديين في الحشد الشعبي.

ومن الواضح ان واشنطن، توصلت الى نتيجة مفادها انه من الصعب هزيمة محور المقاومة في العراق من خلال الحروب العسكرية التي تمثلت في الاشهر الماضية بقصف مواقع ومعسكرات الحشد الشعبي عبر تعاون عملائها في المخابرات العراقية، لذلك لجأت الى تفعيل خطة تنفيذ العقوبات على قادة الحشد الشعبي.

وما كان للمخطط الامريكي هذا ان يرى النور، لولا وجود المجرمين من بقايا "داعش" وايتام "صدام المقبور"، كما نشهد اليوم حضورهم ونشاطهم الخطير وهم يركبون موجة التظاهرات المطلبية المحقة للشعب العراقي محاولين حرفها عن مسارها وتحويلها الى مظاهر للعنف والفوضى وتحميل مسؤوليتها على ابناء الشعب العراقي الذين لم يريدوا للعراق سوى الامن والاستقرار.

على الامريكيين واذنابهم العملاء في العراق ان يعرفوا ان الشعب العراقي عصي على الارهاب والدواعش بفضل توجيهات المرجعية الدينية التي لم تتخل يوما عن العراق والعراقيين وخير دليل على ذلك هو استقبال آية الله السيد علي السيستاني في منزله بمحافظة النجف الاشرف، عددا من جرحى الجيش العراقي وتبادل الحديث معهم وخصهم بعنايته والتقاط الصور معهم تكريما لهم، وذلك بمناسبة الذكرى الثانية لاعلان بيان النصر على تنظيم داعش الارهابي.

ابراهيم علي

التاريخ - 2019-12-17 6:36 AM المشاهدات 850

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا