كنت قد قرأت مرة بأنّ الحب بليّة .. يبلى بها قلب المؤمن ليثبت حبه لله جلّ جلاله..
وبأن لا مخلوق في هذا العالم يشارك الخالق في ذلك القلب...
إذاً من الحق أن نتعوّذ من الحب كلما خطر على البال ذكره .. وكلما دق على القلب وتره ...
لحين التقيت بك .. وعزفتَ على أوتار قلبي رغما عن كل تعويذاتي المعلقة في مدخله ...
خارجاً عن أي إيقاع مألوف ومخالفاً كل سمفونيات الهوى ...
حتى باتت دندنات نبضي على وقع لمساتك ...
وسهرت روحي في لياليها الباردة تراقصك ...
تطوق ذراعاك خصرها .. وترمي بيديها على كتفك ..
تضمها إليك ثَملَةً بعطرك .. وتغرقها بقبلة لا تعي بدايتها .. ولا ترجو نهايتها..
منذ أن التقيتك .. أدركت بأن الحب فطرة ...
وكيف ندان بفطرة خُلقنا عليها ..!!
فطرة هي رحمة على قلب من ضلّ الطريق فسعى إلى معشوقه...
ومن أرهقه خوف العالم فسعى إلى طمأنينته...
أحمقي الجميل .. يا غريبي وغرابتي ...
إن كان الأذان في إسلامنا خمسة مرات
فسبحان من جعل صوتك يؤذن بقلبي في كل دقة ...
وإن كان صيامنا يوماً لحين آذان مغرب الشمس
فإني أصوم عمراً لأجل آذان تكون أنت إمامي في صلاته...
وإن كان حجنا لمن استطاع إليه سبيلاً
فإني وحبي سبيل حجّي إلى حقول البن في عينيك في كل ليلة...
يا أنا .. يا أنت .. بل يا نحن ..
فإني كحرف الحاء فيها .. وأنت كحرف النون ..
محاصرة بك دائماً .. لن أستطيع أن أصل إليك .. وليس في وسعي أن أفصل نفسي عنك
.
مرح وائل محفوض
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
