شبكة سورية الحدث


أحلام معلمة بقلم الكاتبة تسنيم حومد

أحلام معلمة بقلم الكاتبة تسنيم حومد

..أَحلامُ مُعَلِّمَة.. 
_______________________________________

تقولُ المَصابيحُ :
إنَّ اليومَ عيدكِ..فافرَحي ..
تَخفِقُ ضوءها بيديَّ من الشرُوقِ إلى المَغيب
وأنا أرى حُمرَةَ خدّايَ 
مسجونةً في الحقائِبِ 
بينَ ليلِ الشوقِ والأحزانِ 
وملامحي التي تَكتَسي غُربَة النّهرِ الشَريد.. 

من أينَ أجلُبُ نبوءةَ الأعياد؟
ومائدةُ العشاءِ فارغةٌ 
دولابُ الرسائِل لم يُعانق 
سوا أحضانِ حرفٍ باهتٍ بعيد.. 
من أين أجلبها ..؟
وقدِ افتتحتُ ابتهالاتي بتلاواتِ البكاء 

سأحاولُ ضَفرَ ألقابي..والابتسام 
فاليومَ عيدي
لكن..
لا أطفالَ في عيني
ولاضحكاتٍ في جُعبتي
وكُلُّ قُبلاتي انفرطت من فمي 
كَعِقدٍ ضلَّ جِيدَ أميرته 
وحرفي يعتَريهُ الجَزرُ 
كمنفيٍّ خارجَ هامشِ البصمات
خطواته صوائتُهم المُمتدَّةِ 
من الدُنيا إلى آخر هذا الزّمان.. 

الحَقيقَةُ أَنَّهُ 
في مِثلِ هذا اليومِ
مِن كُلِّ سنةٍ 
تمتدُّ أكُفّي ضَراعَةً للَّه 
مُتَعرَّجةً شِعابَ الأمنياتِ
مع بَقايا رعشَةِ الصَدرِ 
أن يارَبُّ  " طُلّابي "
وزَنبَقَةٌ على الكَفيّن تنبَثِقُ 
أن يارَبُّ " طُلّابي "
بِهم كَونِي 
بِهم أَمَلي 
طُقوُسٌ مِن غَدٍ بَهِجي 
وأكوانٌ بِسَقفِ القَلبِ تَشتَعِلُ
تُنادِي من أقاصِيها.. 
أَيَا رَبّاهُ
هَذا الغَرسُ صِنع يَدي
رَعدٌ كانَ أم مَطَرُ
خَصيبٌ يُنجِبُ الشَتلاتَ
ومِنهُم يُجتَنى الثَمَرُ

لَن يَخسَرَ العُمرُ شَيئاً
إذا مَا الوَقتُ طَالَ بِي مَعَهُم 
أُلاعِبُهم 
أُناغِشُهُم 
أُدارِي حُزنِيَ المَوشُومَ بَينَهُمُ
لِأُسمِعُهم بَعضَاً مِن حَمَاقَاتي 
فينتَعِلونَ صَبرَ الغَابةِ الخَرسَاء..

لَن يَخسَرَ العُمُرُ شَيئاً
إِذا مَا القِصَّةُ فِي أَحدَاثِها طَالت
لِأخبِرَهم أَسرارَ البِداياتِ
وأَنَّ الأَرضَ زُجاجٌ قَد تَنكَسِر 
وأنَّ اللّه يَعني الحُبَّ 
وأنَّ الحُبَّ شَرشَفٌ أَحمرٌ يُدَثِّرنا 
وأَنَّ الدِّينَ فَمٌ نَاطِقٌ 
مُعَلَّقٌ في ضَمائِرِنا 
يَحتاجُ عَزماً و حُبّاً و قُوّة.. 
وأنَّ الحَياةَ للجَميعِ 
فَقيراً كانَ أَم عُزوة
وأنَّ الوطَنَ كما الأَعراضُ 
حُرمَتُه مَصونَةٌ مَصونَة.. 

سَأُخبِرُهم إِذا كَبِروا 
كيفَ صارَتِ النَّاسُ
تَفتَحُ عُلَبَ المَاضيِ 
بِسكّينِ حَاضِرٍ أَعمى 
وَكيفَ تُحرَّفُ الأَقوالُ 
مِن مَنفَى إلى مَنفَى 

سَأُخبِرُهم بأن النّصرَ في القُوّة.. 
وأنَّ فِي الشّرعِ قَانُونٌ 
وَما فرّقَ
 بَينَ امرأةٍ ولا ذَكَرٍ 
فَكانوا جَمباً إلى جَمبٍ بِلا رَيبٍ 
وأَنَّ عِيدي لَولاَهُم 
لَما كَانَ ..

الوَقتُ يَمُرُّ عَلى عَجَلٍ 
قُرِعَ الجَرس.......... 
الكُلُّ صاحَ :  " لااااااااااااااا " 
عُيونُهم تَزجُرُ النِّهاياتِ دائماً ..
وأَنَا فِي كُلِّ حِصّةٍ درّسيَّةٍ 
أُعطِيهِم قِطعَةً مِن قَلبي... 

التاريخ - 2020-03-20 1:32 AM المشاهدات 918

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: الجرس حصة عجل كان
الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم