شبكة سورية الحدث


قتلا صديقهما بالسكين والمطرقة انتقاماً لسلوكه الشاذ وظلمه لهما

 خاص - بقلم رولا نويساتي قتلا صديقهما بالسكين والمطرقة انتقاماً لسلوكه الشاذ وظلمه لهما يقول المثل الشعبي "الوردة بتخلف شوكة".. وهذا المثل كان منطبقاً على المدعو (غياث) فرغم أن عائلته ذات سمعة طيبة إلا أن ذلك الشاب رسم طريقاً مغايراً لمسار أسرته ليجد نفسه رويداً رويداً ينسلخ عنهم ويغرق في مستنقع الإجرام والمشاكل, ولذلك فقد دخل السجن بدايةً جرّاء ارتكابه العديد من السلوكيات الخاطئة والشائنة, وقد كانت شراسته وانعدام الخطوط الحمراء في حياته سبيلاً للمضي في مغالاته بتلك التصرفات الشاذة... ابتزاز وتوليد للحقد بعد خروج (غياث) من السجن عاد لسلوكه القديم, ويشير بعض الذين يعرفونه عن كثب أنه بات أكثر شراسة من ذي قبل وبدأ بابتزاز الناس بما فيهم أصدقائه بالقوة وتحت وطأة التهديد...في هذه الفترة كانت هناك علاقة تربطه بكل من (أنس) و(رامي) بحكم أنهما من حي واحد, وقد كانوا يجتمعون دائماً في سهرات ومشاوير مختلفة, إلا أن الصديقين كانا يتعاملان معه بحذر وخوف شديد لأنه كثيراً ماعمد لابتزازهما عن طريق أخذ المال منهما, عنوة وفي حال عدم الانصياع لذلك كان (غياث) ينهال عليهما بالشتائم والضرب, لا بل وصل به الحد وفق مصادر مطلعة إلا أنه كان يمارس الفعل المنافي للحشمة مع (أنس)...كانت تلك التصرفات القاسية من قبله بحق رفيقيه قد ولدت لدى الاثنين حالة من الغيظ والحقد والبحث عن حلول للخلاص منه متى سنحت لهما الفرصة... تهديدات أوصلته لمبتغاه ذات يوم اتصل (غياث) بـ(أنس) بحجة أنه يريد بعض أعمال التصليحات (الصحية) في منزله بالنظر إلى أن (أنس) يعمل في هذا المجال, فما كان من الأخير سوى أن قام بإبلاغ صديقه الثاني (رامي) وأقنعه بضرورة الذهاب معه لمنزل (غياث) عسى ولعل يجدا الفرصة السانحة للتخلص من (غياث) وتصرفاته الدنيئة, بالفعل اتجه الاثنين إلى منزل صديقهما بعدما اصطحبا معهما عدّة الشغل (مطرقة - مفك براغي...).. المفاجأة هنا كانت لـ(غياث) عندما رأى (رامي) بصحبة (أنس) إلا أنه لم يحاول إظهار امتعاضه منه, ودعاهما لتناول الطعام معه وبعد أن انتهوا طلب (غياث) من (رامي) ورغم تأخر الوقت أن ينزل إلى الشارع لتحويل وحدات له وعلى حسابه.. فما كان من (رامي) إلا أن رضخ إلى طلبه خوفاً من أي تصرف سيء بحقه, على الفور قام (غياث ) بإجبار (أنس) تحت وقع التهديد والوعيد ليقوم بإجراء الفعل المنافي للحشمة معه حيث رضخ الأخير لرغبة (غياث) الدنيئة خوفاً من أي تصرف لا يحمد عقباه... وبعد عودة (رامي) للمنزل جلس الأصدقاء يتسامرون ليقوم (غياث) بالتظاهر بالنوم, لكن النوم على ما يبدو غالبه هذه المرة حقيقةً كونه قد تناول الحبوب المخدرة... فرصة من ذهب كان استرخاء (غياث) واستسلامه للنوم تحت تأثير المخدر بمثابة الفرحة التي لطالما حلم بها الصديقان, ولذلك فقد انتهزا تلك الفرصة الذهبية وقاما بإعداد خطة سريعة للتخلص من (غياث) نهائياً, حيث انطلق (أنس) لإحضار المطرقة فيما جلب (رامي) سكيناً من المطبخ ليقوم (أنس) بتوجيه ضربة على رأس (غياث) أدت إلى استيقاظه وصراخه من شدّة الألم, ليعاجلاه الصديقان بتوجيه عدّة طعنات وضربات قاتلة لـ(غياث) استقرت بأماكن مختلفة من جسده كانت كفيلة للفظه ألفاظه الأخيرة... بعد أن تأكدا الصديقين من وفاة (غياث) عمدا لمسح آثار الدماء, وصعدا إلى سطح البناء ليقوما بالتخلص من أدوات الجريمة هناك, ومن ثم خرج الصديقان كلاً منه إلى منزله وكأن شيئاً لم يكن.. شكوك واكتشافات اختفاء (غياث) وإغلاق جواله أثار قلق أهله وشكوكهم فما كان منهم سوى أن اتجهوا إلى حيث يقيم ابنهم كونهم على دراية بعنوان منزله المستأجر, وما أن وصلوا إلى شقة المغدور حتى وجدوا الباب مفتوحاً فدخلوا على الفور ليتفاجأوا بابنهم جثة هامدة ممدداً على الأرض والدماء قد غطّت وجهه... لم يكن أمام أهل المغدور سوى التوجه إلى قسم الشرطة والإبلاغ عما شاهدوه في منزل ولدهم الضحية, لتبدأ التحقيقات والبحث الجنائي إضافة إلى تقرير الطبيب الشرعي الذي أكد وفاة (غياث) مقتولاً بأدوات حادة كالسكين... القدر أوقع الجناة  التحقيقات الأولية أثارت الكثير من التساؤلات وإشارات الاستفهام خاصة وجود الطعام والشراب في منزل المغدور والذي قد نسي المجرمين اخفاءهما على ما يبدو, ما عزز القناعة بأن الجناة هم من المقربين أو الأصدقاء... لكن سرعان ما تغير مجرى التحقيق بعد البلاغ الذي جاء من قبل سائق تكسي كان قلّ الجناة من جانب منزل (غياث) إلى القرب من منزل (رامي) في الليلة الماضية, والارتباك قد كان بادياً عليهما وحديثهما الذي يؤكد ارتكابهما لجريمة ما, بالإضافة إلى آثار الدماء التي كانت على ملابسهما, لتخرج دورية من قسم الشرطة بصحبة سائق التكسي الذي قام بدوره بدلالتهم على المنزل الذي نزل بجواره الجناة, ليتم نصب كمين محكم ومن ثم مداهمة منزل (رامي) ما أسفر عن إلقاء القبض على كل من (رامي) و(أنس). النطق بالحكم بعد مواجهة الجناة بالتهمة المنسوبة إليهما وهي تهمة القتل العمد لصديقهما (غياث) حاولا بدايةً الإنكار, إلا أن تضارب أقوالهما ومقارنة بصماتهما مع البصمات التي تم العثور عليها في منزل المغدور جعلت كلاً من (رامي) و(أنس) ينهارا معترفين بالتهمة المنسوبة إليهما, ليقوما بتمثيل الجريمة ومن ثم إحالتهما إلى القضاء لينالا جزاءهما العادل.
التاريخ - 2015-04-21 8:42 PM المشاهدات 1072

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا