أنتظر ..
عندَ مفترقِ طريقٍ علّي التقي بغريبٍ
يحتمي بظلِّ غيمةٍ عقيمةٍ
أحتمي فيهِ وأنفضُ عليهِ بأنانية غُباراً علقَ فيَّ يُعيقُ خطواتي، ليسَ لي
وليسَ لهُ
طفلٌ يحلمُ باللعب .. سقطَ وتناثرَ علينا الغبار.
أنتظر ..
عندَ آخرِ شجرةٍ قُطعت
أرى دمها المُتخشّب ، لا يُخيفني الدم
يخيفني أنها لن تكون الأخيرة ..
أنتظر ..
خلفَ جناحِ عصفورٍ يقفُ على نافذةِ أمٍّ لا صديقَ لها سوى الصور ..
أتلو عليهِ بعضاً من النوتات .. هوَ يغنّي وأنا أرقص ..
علّها تُحبّنا وتطعمنا قليلاً من حنانها ودفئها.
أنتظر ..
وذراعايَ مفتوحتان دائماً لعناقٍ مفاجئ ..
علّهُ يكونُ ضالّاً الطريقَ مثلي ..
ويصطدم بي .
أنتظر ..
لعلَّ ساعتي تفقدُ ذاكرتها قليلاً ..
لترى عذابَ الضّلال الأبدي دونَ ذكريات ..
والضلال معها أيضاً
هل الذكريات لعنة؟
أنتظر ..
ويأكلني الأنتظار .. يستلذُّ بي هذا الجشع ..
يذيبُني كشمعة تنير ليلة عائلة سورية ..
على أملِ انطفائها.
#حلا_نزيه_الميمساني
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا