شبكة سورية الحدث


انتهى نيسان... فلماذا لم تجتمع المعارضات السورية في القاهرة..؟

يبدو أن جملة من المتحولات فيما يخص الملف السوري فرضت على المعارضات السورية أن تلتزم بقرار مشغليها وتؤجل أو تلغي عقد لقاءات القاهرة التي كانت مقررة في نهاية شهر نيسان، ولربما يكون فرض خيار الحرب على الدولة السورية هو ما أجل إنشاء الكيان المعارض الجديد الذي يعتزم إنشاؤه بعد أن يصدر بعض الشخوص على إنهم القادة الجدد للدولة السورية بعد إسقاط دمشق، وبتعبير أدق قادة الدويلات الجديدة المراد إنشاءها مكان سوريا.النقاشات الأمريكية التركية تركز على إنشاء ميليشيا "معتدلة" تدخل المعادلة الميدانية السورية بحجة محاربة داعش، لكن العين على دمشق. الرغبة السعودية تركز على ضرورة التقارب مع تركيا مرحلياً، فالرؤى حول الملف السوري متوافقة وبالتالي لابد من العمل على أن يكون ثمة تركيز من قبل الطرفين على ضرورة أن يكون ثمة فصل ما بين عمل جبهة النصرة في الشمال وفي الجنوب، وعلى ذلك يكون أمام النصرة الفرصة الكافية للاستفادة من دعم المحور التركي القطري في الشمال برفد من الكيان السعودي مادياً، في حين أن المنطقة الجنوبية تكون لتمدد النصرة التي تشغلها حكومة الكيان الإسرائيلي بالتعاون مع الأردن وبالتمويل السعودي أيضا، ووفق هذا لابد من وضع حد جغرافي يفصل ما بين داعش والنصرة، ويتمثل هذا الحد بنهر الفرات، على الرغم من إن "خليفة داعش" أبو بكر البغدادي لديه أحلام توسعية، ولكن من الضروري وفق وجهة نظر الأمريكيين أن يتم التوقيع على اتفاق تدريب الميليشيات "المعتدلة" بالتزامن مع العمل على التقارب التركي السعودي قبل الذهاب نحو كامب ديفيد، ليكون النقاش تحت سقف من التوافقات بين قوى المحور الأمريكي، ويروض أوباما بذلك القوى التي حاولت شق عصا الطاعة الأمريكية، ثم لماذا يفضح الروس أن الأمريكيين طرحوا عليهم مشروع التقسيم..؟. انطلاقا من الإجابة على السؤال الأخير، يفهم أن كامب ديفيد في جزئها الأهم ستناقش الوضع في سوريا وفق منظور أمريكي خالص، فما حدث في موسكو مؤشر خطير بالنسبة للأمريكيين يفضي إلى أنهم بدؤوا يخسرون في الملف السوري، ولذا كان لابد من ضرب المجهود الروسي لإنهاء الأزمة السورية من خلال الدفع بطرح "جنيف3"، على الرغم من المعرفة المسبقة بموقف الروسي من هذه الخطوة، وعلى الرغم من معرفة الأمريكيين بأن الدولة السورية ترحب بجنيف3 شرط أن يكون لتوقيع اتفاق حول ما يتم التوصل إليه في موسكو، وليكون المجتمع الدولي شهود عيان على الاتفاق، وعلى اعتبار أن جنيف في مثل هذه الحالة سيكون مؤتمراً لإلزام الدول الداعمة للميليشيات المسلحة في سوريا بضرورة وقف العمل الداعم للإرهاب فيها، والذهاب نحو إنهاء الفوضى الأمنية في بعض المناطق السورية ليصار إلى العمل على جبهة واحدة ضد الإرهاب بشكل عام، فإن الرأي الأمريكي كان بضرورة تأجيل لقاءات القاهرة على أقل تقدير، فالمناخ ليس ملائماً لظهور تجمع "معارض" جديد ينسف "الائتلاف المعارض" كما فعل الأخير بما يعرف "المجلس الوطني"، وعلى هذا يمكن القول أن واشنطن ألغت القاهرة. في كامب ديفيد ستوضع الخارطة السورية على الطاولة، ومن المقرر أن يكون الاتفاق على أن تكون دولة داعش ممتدة من الموصل إلى حلب في الغرب وتحديداً عند نقطة جسر "قراقوزك" الذي نسفه داعش مؤخراً، وعلى أن ينسحب من شرق حلب نحو جنوب الرقة ليكون له الصحراء السورية، في حين يترك للنصرة أن تتمدد في الشمال السوري من جهة إدلب نحو ريف حماه الشمالي والشرقي، ويترك لها المنطقة الجنوبية أيضاً بقيادة مختلفة، وبكون المراد في هذه النقطة تحويل النصرة إلى كيانيين منفصلين تحت ذات القيادة ظاهرياً، فقد غاب أبو محمد الجولاني عن ساحة التصريحات والبيانات، وشاركه في هذا الغياب أبو ماريا القحطاني أيضاً، وترك للعسيري أن يقود النصرة في إدلب ومناطق أخرى منها ويساعده بعض من القوقازيين والخليجيين والمغاربة على إدارة الإمارات، ومن ثم يمكن السؤال عن واقع المعارضات السورية على خارطة سوريا الجديدة وفق المنظور الأمريكي، أو أين هي..؟. لؤي حسين خرج من سوريا برفقة نائبته منى غانم ونقل مقر "تيار بناء الدولة" من دمشق إلى الخارج بحجة "الضغوط الأمنية"، وحال هيئة التنسيق لايختلف كثيراً، فاستقالة هيثم مناع مازالت تشق صفوف المكتب التنفيذي للهيئة، وما بين مؤيد ورافض لقبولها تنقسهم الهيئة، كما إن "قمح" لم يمكن نفسه بعد من طرح مشروع حقيقي ومتكامل، في حين أن الائتلاف معني بالمباركة لإسرائيل على "استقلالها"، وفي ظل ذلك يمكن القول أن كل هذه المعارضات لا تعني الإدارة الأمريكية بكونها من الكيانات غير القادرة على منهجة عملها سياسياً، ويبقى أمام الأمريكيين في كامب ديفيد أن يطرحوا خيارتهم لشكل الكيان السياسي المراد إعلانه على إنه كيان معارض، قد يكون للأتراك والسعوديين حلم أن يحول الإرهابي "زهران علوش" إلى قائد عسكري في الميليشيا "المعتدلة" وبالتالي، يمكن القول إن واشنطن أجلت "لقاءات القاهرة" لحين إكمال الحجج اللازمة لكيان سياسي جديد، وبرمجة عمله وفق منظور يمكن التأسيس عليه لخلق أزمة سياسية فاعلة في سوريا بطريقة أكثر، وذلك بناء على المخاوف الأميريكية من إعلان الهزيمة أمام المد السياسي السوري وصلابة سوريا في التمسك بمواقفها مدعومة من قبل الحلفاء.. لكن هل لـ "كامب ديفيد" ما يمكن أن تؤثر به على الأزمة السورية.. الجواب يمكن التقاطه من الأيام التي ستلي عودة وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج من طهران وما سينتج من هذه الزيارة ميدانياً، فالميدان هو الفيصل. الحدث - عربي برس
التاريخ - 2015-05-01 1:55 PM المشاهدات 833

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا