شبكة سورية الحدث


مع بدء العد التنازلي للإنتخابات إنهم يخشون انتصار الأسد

مع بدء العد التنازلي للإنتخابات إنهم يخشون انتصار الأسد

سورية الحدث  _ بقلم الدكتور حسام الدين خلاصي 
...........................
 في عام 2014 كانت الانتخابات الرئاسية محطة دستورية مهمة جدا في تاريخ سورية الحديث إذ راهن كل أعدائها من الداخل والخارج على سقوط كل رموز سيادتها ، بدءا بعلمها ثم مقام رئاستها ثم جيشها وأخيرا حدودها للوصول لتقسيمها ، أي نسف كل دستورها والإتيان بدستور جديد من أجل قيام جمهورية سورية الإتحادية والتي من أول مهامها قطع العلاقة بمحور المقاومة وإعلان التطبيع مع الكيان الصهيوني ومن ثم نهب نفطها وغازها في مكافئة فاضحة للولايات المتحدة الأمريكية صانعة داعش والنصرة والداعم الحقيقي لهما .
 الذي حصل وكل السوريون يعرفونه أنه الجيش العربي السوري صمد ثم انتصر في كل المعارك التي خاضها ، وكذلك انتصر الشعب السوري في صموده وخوضه الانتخابات الرئاسية ليفوز الرئيس الأسد لقيادة سبع سنين من الحرب من أجل التحرر الوطني .
 هذا لم يرق لصناع الإرهاب ولكنهم عولوا بعد دهشتهم من إقدام السوريين على الانتخابات على سطوة داعش واحتلالها لأجزاء كبيرة من سورية وكذلك رفاق داعش من جيش إرهابي حر وعصابة النصرة وأشباههم ، وفعلا تعاظم الخطر في 2015 فكان من الرئيس الأسد أن بدأ بإعلان تحالفاته مع روسيا  و إيران و قوى المقاومة لأن رقعة الحرب توسعت وباتت الحرب دولية وبات خطر الإرهاب محدقا بكل الإقليم .
وإذا ما اعدنا للذاكرة تفاصيل الدورة الرئاسية الثالثة لوجدناها مليئة بالانتصارات والتضحيات والتحديات الداخلية والخارجية ، فصمد الرئيس ومعه الجيش والشعب إلى لحظة تحرير حلب الثانية وبدء معركة تحرير ريف حماه الشمالي وأجزاء مهمة من إدلب الجنوبية .
وكان هذا الانتصار أهم إنجاز في الدورة الرئاسية الحالية سبب خيبة أمل كبيرة لمن خطط ونفذ عملياته الإرهابية في سورية وأتت الأمور على عكس مايتوقعون ، فبدأت جبهات العداء لسورية بتعزيز الحصار الاقتصادي والتلاعب بمندوب الأمم المتحدة عبر تفاهمات اللجنة الدستورية والتي ذهبت بها الحكومة لأقصى حد من التفهم لتجابه بأقصى حد من العرقلة.
 وأدارت الخارجية السورية بقيادة الرئيس الأسد و إشرافه معتركات سوتشي المتتالية بصبر وتأن وتفهم لموقف الحلفاء وهي تشير بالبنان وبالبيان والأدلة لمكر أردوغان وكذبه و دعمه للإرهاب ، ولكن كان هذا يحصل والجيش العربي السوري يتقدم على الأرض ويحصر العصابات الإرهابية والتي باتت تتقاتل من أجل مصالحها في ادلب تحضيرا للمعركة النهائية على الإرهاب .

 وفي 2020 دارت رحى حرب الاقتصاد العالمية المتسترة بوباء كورونا المفتعل بين القوى العظمى وكان على سورية الأسد المتعبة بسنين الحرب والحصار أن تقاوم هذا المسلسل الزمني للوباء وتتعامل معه بحنكة ودراية لتخرج من تأثيره بأقل التكاليف .
وفي عام 2020 أتى الاستحقاق المهم لانتخابات مجلس الشعب وهو استحقاق سيادي لا تفاوض على موعده أو صحته ، ولكن جائحة كورونا أدت لتأجيلها لحين التعافي وهذه الانتخابات ورغم عدم رضى السوريين عن أداء أغلب الأعضاء في المجلس لكنهم يفصلون بين الأداء وبين حصول الاستحقاق وستكون محطة جدية لأن يختار السوريون عن تصميم من يمثلهم حقا في المجلس الجديد والذي ستنبثق منه الحكومة الجديدة وسيصادق على بيانها الوزاري .
 ومع انتصاف العام 2020 تقريبا ، بدأ الحراك السياسي والإعلامي والاقتصادي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد شخص الرئيس الأسد بطرق شتى ، من أعداء الداخل والمستترين والفاسدين بطرق مباشرة وغير مباشرة فهنا العميل والجاهل على حد سواء ، مردود عمله يصب في خانة أعداء الأسد وسورية .
 من الداخل بدأ تصعيد وتعميق الفجوة الاقتصادية بين الدخل وبين النفقات عند المواطن عبر تجار الحرب والأزمات والمهربين والمخربين للاقتصاد الوطني ، تقديرا منهم بأن ذلك سيضعف رصيد الرئيس الأسد عند شعبه ، فاستفحل الفساد والغلاء في ظل أداء حكومي في بعض مفاصله سيء للغاية وغير مبرر ولا مفهوم ، وباتت اللقمة هاجس المواطن وهو الذي لم يشتك في أحلك ظروف الحرب ولكنه يستغرب ويعلم أن جيشه يتقدم في الميدان ومنتصر ومع ذلك هو يعاني من العوز في ظل التخبط الحكومي وضعف الرقابة والمسؤولية في أكثر من مفصل .


 من الداخل بدأت عمليات التشكيك بقوة الحلفاء وولائهم للشعب السوري وللرئيس الأسد ، مما حدا بالحلفاء بأكثر من تصريح لأن يقولوا بأن سيادة سورية خط أحمر ولامساومة عليها مع أي كان ، وهذا التحريض عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كان يلقى صداه في أكثر من مرة عند الشارع السوري لولا ثقتهم بالرئيس الأسد ومعرفتهم بأن تحالفات الأسد صائبة وهذا ما أخبرانا عنه سنين الحرب وتضحيات الحلفاء .
 من الداخل عادت حملات التواصل الاجتماعي للتشكيك بقدرات السيد الرئيس على ضبط  الوضع الداخلي وقمع الفساد وفقد الناس الثقة بالحكومة من كثرة مطالباتهم ويأسهم من الاستجابة وفقدانهم للصبر في أكثر من حال ، وكان دوما هناك شعور

الثقة في نهاية المطاف بأن السيد الرئيس سيتدخل في الوقت المناسب لأنه مع الشعب ومن الشعب وطريق الانتصار مشترك ، فلقد خبر الناس هدوء الرئيس الأسد في التعاطي مع الأزمات الكبيرة وفي ترتيب سلم الأولويات في ظل حصار اقتصادي خانق وعقوبات لا إنسانية أحادية المصدر .

 خارجيا يشعر أعداء سورية أن الرئيس الأسد والمقدم على الانتخابات الرئاسية في 2021 بأنه سيخوضها بثقة وهدوء وسيسحب البساط من تحت أرجل العملاء والجهلاء والمتذاكين الإقليميين والدوليين ، معتمدا على ثقة الناس بحكمته وصبره وتحالفاته التي أثبتت جدواها العسكرية والاقتصادية 
هذه الثقة التي يبني عليها الرئيس الأسد خوضه للانتخابات الرئاسية القادمة تسبب الغصة والتألم لأعدائه الذين ذاقوا مرارة نجاحه في 2014 وفي الظروف الأقسى آنذاك .

 خارجيا لم يعد التحالف ضد الأسد زخما وقويا كما كان فأمريكا تتسول الدعم لمشاريعها ضد إيران وتقاسي من عدائها مع الصين و تتألم من البرود الروسي الذي استطاع سحب القليل من المد السعودي والصهيوني للسياسات الترامبية المتخبطة  فلروسيا مصلحة قصوى في إضعاف أمريكا وفصلها عن اللوبي الصهيوني ولو لسنتيمترات محدودة ولكي تقود هي عملية السلام كما روجت المخابرات الروسية كثيرا للفكرة .

خارجيا أوربا التي عرتها كورونا باتت في انقسام بل انقسمت عبر مصالحها ولن تبحث عن مصادر للقلق والتوتر ركضا خلف الإدارة الأمريكية والتي انتقت من أوربا ألمانيا وبريطانيا كحلفاء فقط ورمت بالباقي لأخضان كورونا .

خارجيا تعرف اسرائيل قبل الجميع ان انتصار الأسد في انتخابات 2014 جر على عملائها وعليها الخيبات والهزائم في جنوب سورية وشمالها وشرقها وإن إعادة انتخاب الأسد في 2021 سيلحق بها الهزيمة الأكبر فلا الرئيس الأسد سيغير تحالفاته مع إيران والمقاومة ولا إيران والمقاومة ضعف نفوذها في المنطقة والعالم ، وإن انتصار الأسد سيضيق الخناق عليها أكثر فأكثر ، إذ يعلم الجميع أن سورية أخرى غير سورية الأسد ستكون قيادتها في اليوم التالي حاضرة لمؤتمر ذل وتسليم للصهاينة ، ومن هنا يأتي الألم الاستراتيجي الصهيوني بأن انتصار الأسد يعني هزيمتهم وبأن طلعات طائراتهم وضرب الصواريخ من فوق الجولان لن يغير المعادلة ، وأنه رغم كل الإنفاق الخليجي والصهيوني وحشود الإرهاب فسورية بقيت وستبقى سورية الأسد لأنها دائما بهدوووووء تنتصر  وإلى اللقاء في 2021 وإلى مابعد بعد 2021

التاريخ - 2020-05-02 3:19 AM المشاهدات 1119

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا