هلاك ذاتي
لا تبادل الكره بالكره فينبتُ بين جوانحك شوكًا
نحن في أرضٍ محلٍ، جرداء من الحب خاوية على عروشها، مجهورة من السعادة، هنا يا سيدي كيفما التفتَ ترى من ينتحب قهرًا و لوعةً، مظلمون نحن و ظالمون،
لا أدري كيف يُصنع سُمُّ الكُره، و أنا لا أُجيده، و إن كان ذاك يُعيب فأنا مُغرقَةٌ بالعيوب مُذابةٌ كقطعةِ بسكويتٍ هَشَّة بشايِ المحاولةِ و خذلانه، أحاولهم كثيرًا!، أرحِبُّ بالخذلان الذي يجمرُ قلبي فيجعلني كطبقٍ طُهيَ على الفحم، أصنع على عيني الودَّ للجميع و لا أسألهم عليهِ أجرًا و لن يكن ذلك مني مفعولاً،
أنا لا اصطنع الكآبة و لا أدرز الحزن نقوشًا في لوحات كلماتي،
أنا فقط أكرُّ خيوط الأسى من قلوب الحزانى لأعيدُ لهم نسج ألمٍ لذيذٍ مُستطاب!
الحياة يا عزيزي ليست حضن أمومة، هي تقذفك مرارًا من جوفها كبركانٍ بصق جمرةٍ من جوفه لتبتلعلك لاحقًا على هيئة رماد،
هي تنور يلتقف رغيف خبز يحرقه ليصنع منه شيء مفيدًا!
فلننثر غبارَ طلعِ المحبةِ، عسى أن تدور بنى الأيام و نستردُّ عطايانا حبًا و نُكافَئ بعسل المودة،
فأنا أقدس الودَّ و المحبة لو انجرفت بهما نحو الخذلان السحيق و الجرح العميق، و ألوذ بهما عن فظاعة الكره التي أمقت، و أهرب منها، فإنني مؤمنة أنَّ الحقد يفتت نفسه صاحبه و البغض أول ما يتمكَّن من نفسٍ بشريَّة، يلفُّ حبال الكيد و الضُّر الذي ينوي التكاره بها حول عنق نفسه، و مع الأيام يجد ذاته في فخِ شباك الكره جاثيًا مسلمًا عنقه للهلاك الذاتي!.
#حنان_علي_الحايك
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
