شبكة سورية الحدث


كسب الحدودية , و ذكريات الحرب

من رحم الآلم يولد الأمل هكذا قال الرئيس السوري بشار الاسد وعلى هذه المقولة عَمِلَ الشعب , من كسب تلك البلدة الحدودية الواقعة شمال اللاذقية و التي مرَّت الحرب فيها ودمّرت وسرقت جمال الطبيعة قبل عام . بقلم : علـي نـداف كسب اليوم ليست كما كانت في السابق فـمعالم البلدة تدّل على أن الإرهاب كان هنا ذات يوم , داخل البلدة عادت الحياة الى طبيعتها بعض الشيء مع بقاء الخوف يجتاح قلوب ساكنيها من ذاك الخطر المتربّص بهم من حولهم , بعد أن علموا جيداً بان الحدود لا يستهان بغدرها , فالمسلحون جائوا من خلف الحدود و سيطروا على البلدة سابقاً لقرابة الثلاثة أشهر , لعيدها الجيش السوري لاحقاً إلى كنف الدولة السورية فهو صاحب القرار وبندقية مقاتليه وحدها من تتكلم , الجيش و السّكان يخوضان معركة واحدة وهي معركة البقاء , كبارٌ وصغار يمشون سويّة لبناء غدٍ يأملون أن يكون أفضل مما مضى , هدوء المنطقة متأهب لشعلة نار قد تأتي في أي لحظةٍ , يقول "حسين" جندي في الجيش السوري شارك في معركة تحرير كسب لـ"دمشق الآن" : "عندما أزور كسب شريط الذكريات يعود سريعاً حافلاً بالقصص , المواقف , الكلمات , ولحظات الحرب الموجعة" , وأضاف : "استشهد العديد من أصدقائي في معركة برج السيرياتيل" . وهي المعركة العنيفة التي انتهت بسيطرة الجيش على البلدة , في حين "أم جورج" المرآة الآرملة صاحبة الستون عام , ما زالت صور ولدها "جورج" المخطوف لا تفارق مقلتيها و تطهو له في كل ليلة طعامه المفضل على آمل أن يعود يوماً , غروب الشمس يرافقه أصوات اشتباكات متقطّعة مصدرها محيط البلدة حيث تجمعات المسحلين في ربيعة وغابات الفرنلق مع نقاط الفصل و المواجهة في نبع المر بين "الجيش السوري" من جهة و فصائل "الحر والنصرة" من جهة أخرى , فيما عيون الأطفال تشعُّ حُباً لوطنٍ يتألم منذ عدة سنوات , تقول "وسيلة قدار" معلّمة في المدرسة الابتدائية في كسب : "بعد انتشار الجيش وتأهبه المستمر لحماية البلدة لم يعد هنالك خوف من المستقبل" . ومع المجازر القديمة والجديدة التي افتعلتها "تركيا" بحق الآرمن , هنالك طلابٌ يسعون لطي ذكريات أذار الماضي , بينما الأهالي يصرّون بتصميمٍ على متابعة حياتهم غير آبهين لما يحيك لهم , هدوء لا يفارقه قلق نتيجة تجارب سابقة مع مسلحين , فكسب تتكئ الآن على سكينة لربّما لا يخرقها عمل مسلح جديد مع فشل الهجوم الماضي , مما يجعل العيون متيقظة أكثر ومستعدة لمواجهة أي لحظة غدرٍ جديدة .
التاريخ - 2015-05-07 12:47 AM المشاهدات 1027

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا