شبكة سورية الحدث


العاشقان الصغيران ....وأحداث دامية بعد منتصف الليل

خاص - بقلم محمد الحلبي    العاشقان الصغيران ....وأحداث دامية بعد منتصف الليل                        نحن لم نولد مجرمين ..لكن الظروف الاجتماعية والبيئة المحيطة لها الأثر الأكبر في تكوين شخصية الفرد منذ نعومة أظفاره إلى أن يشب ويشتد عوده...وما من شك أن دور الأهل والأصدقاء في المراحل العمرية اللاحقة يؤثر أيضاً في تكوين شخصية هذا الفرد والسيطرة على طريقة تفكيره ، ليغدو إما شخصا ًسوياً فاعلاُ في المجتمع ، أو سلبيا ًيتوجب علينا إعادة تأهيله وتقويمه ... نظريات خاطئة : تفتحت أنوثتها باكراً ، ف ( شذى ) لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها عندما طرق بابها أول شاب لطلب يدها من ذويها ، وبسبب ظروف أهلها الاجتماعية والمادية الصعبة وافق والدها على زواجها من ابن جيرانه في ذات الحارة التي يقطنونها في منطقة دف الشوك ، وهذا ما أشعل نار الغيرة والحقد في قلب عشيقها ( فؤاد ) الذي يكبرها بسنتين فقط ، والذي يسكن في ذات الحارة أيضا ً، لينشب بينه وبين خطيب (شذى ) المدعو (عمار ) شجارات عدة مفتعلة من قبل (فؤاد ) لثني (عمار) عن عزمه بالزواج من (شذى) قبل أن يتحدد موعد حفل الزفاف ...وهنا جن جنون (فؤاد) وحاول الاتصال بحبيبته مرارا ًحتى استطاع الحصول على موعد منها لمقابلتها ، وعرف منها أن زفافها إلى (عمار) بات وشيكا ً، فطلب منها أن تقوم بدعوة خطيبها مساء ذلك اليوم ومسامرته حتى وقت متأخر من الليل ، وعند خروجه من المنزل تقوم بإعطائه إشارة على جواله تعلمه فيها أن (عمار) قد خرج من بيتهم ، وتترك الباقي له ليثني (عمار) عن الزواج منها ، وقد سارت الأمور كما خطط لها (فؤاد) ، حيث قامت (شذى) بدعوة (عمار) إلى منزلهم دون أن يدري ما قد حيك له من مؤامرة ضده ، وكان كلما أراد الذهاب تستوقفه وتطلب منه البقاء بحجة أن منزله قريب، ولا خوف عليه إن تأخر قليلاُ عندهم حتى شارفت الساعة على الثانية صباحاً عندما رن جوال (فؤاد) ليستعد هذا الأخير لتنفيذ نصيبه من الخطة التي رسمها مع عشيقته ، وفي هذه الأثناء وبينما كان (عمار) يهم بالخروج من بهو البناء تلقى طعنة في ظهره وأخرى في رقبته قبل أن يسقط على الأرض جثة هامدة ، فيما لاذ (فؤاد) بالفرار معتقدا ً أنه سوف ينجو بفعلته ... اكتشاف الجريمة : مع خيوط الشمس الأولى ، وعند فجر ذلك اليوم اكتشف أحد الجوار وجود جثة (عمار) في بهو البناء ، فتم إبلاغ رجال الأمن لتبدأ التحقيقات الفورية ، حيث استطاع رجال الأمن تحديد هوية القاتل بسهولة وذلك استناداً إلى شهادة الجوار في الحي والذين أفادوا أن شجارات كثيرة نشبت بين (فؤاد و عمار ) بسبب خطوبة هذا الأخير للمدعوة (شذى) ، و بالتحقيق مع ( شذى ) لم تستطع إنكار تورطها بالاتفاق مع (فؤاد) على حياكة بعض فصول هذه الجريمة ، لكنها ادعت أنها لم تكن تعرف أن غاية ( فؤاد ) هو قتل خطيبها (عمار)، بل كانت تعتقد أن (فؤاد) يريد تلقين (عمار ) درسا ًقاسيا ًليبعده عنها ويجعله يفسخ خطوبته لها ، ويجعلها في حلٍ منه ... هذا وبإلقاء القبض على (فؤاد) واستجوابه حاول إنكار فعلته ، لكن أقواله المتضاربة ووجود مكالمة واردة على جواله مصدرها (شذى) في ساعة ارتكاب الجريمة التي حددها الطبيب الشرعي كانت كافية لإدانته بجريمة قتل المدعو (عمار) ، فتم إحالته إلى محكمة الأحداث بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد كونه لم يبلغ الثمانية عشرة عاماً من عمره بعد ، فيما وجهت تهمة الاشتراك بالقتل للمدعوة (شذى ) وإحالتها إلى محكمة الأحداث للجانحات ولذات السبب السابق ... والجدير ذكره أن قانون العقوبات السوري المتعلق بالأحداث جزء العقوبات القضائية المتعلقة بهؤلاء إلى فئات عمرية ، حيث أٌعفي الأطفال حتى سن السابعة من الملاحقة القانونية والجزائية في حال ارتكابه لجنحة أو جناية ، أما الأحداث من سن السابعة إلى سن الخامسة عشرة فيلاحق الحدث جزائياً ، ولكن لا تفرض بحقه أي عقوبة جزائية ، بل يفرض بحقه تدابير إصلاحية ، وهذا ينطبق على المدعوة ( شذى ) في القضية المطروحة سابقاً ، أما الأحداث من سن الخامسة عشرة إلى الثامنة عشرة فيفرض بحق الحدث تدابير إصلاحية في حال ارتكابه لجنحة جنائية ، فيما يسجن مع الأشغال من 6 إلى 12 سنة في حال ارتكابه جناية يعاقب عليها القانون بالإعدام للأشخاص البالغين ، ويعاقب الحدث بالسجن مع الأشغال من 5 إلى 10 سنوات في حال ارتكابه لجريمة يعاقب عليها القانون بالاعتقال المؤبد...
التاريخ - 2015-05-09 3:02 PM المشاهدات 962

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا