شبكة سورية الحدث


هربها من منزل ذويها إثر اعتداء شقيقها عليها, أوقعها في شبكة دعارة

خاص - بقلم رولا نويساتي هربها من منزل ذويها إثر اعتداء شقيقها عليها, أوقعها في شبكة دعارة لم تتوقع (روان) ابنة السبعة عشرة ربيعاً بأن هروبها من منزل ذويها الكائن في منطقة الطبالة بريف دمشق سيكلفها أعز ما تملك, لكن لا خيار آخر كان أمامها كما كانت تعتقد, بعد نفاذ صبرها بسبب مضايقات (هشام) شقيقها الوحيد والمدلل لها (عالطالعة والنازلة), باعتباره هو وحده من يحق له أن يتصرف كما يشاء, ويدخل ويخرج على مزاجه دون حسيب ولا رقيب, بينما (روان) التي كانت تحسب عليها تصرفاتها (بالميلي), كانت مجردة من أي حق لها مهما كان بسيطاً, ورغم كل ذلك كان لدى (روان) منفذ وحيد تلجأ إليه عندما تضيق بها الدنيا, وذاك الملجأ لم يكن سوى صديقة طفولتها (أمل) والتي كان يسمح لها بزيارة (روان) بين الفينة والأخرى حيث كانت بيت أسرارها. درس في فن التعامل تأخير طلب (هشام) لبعض الوقت من قبل شقيقته بإعداد كأساً من الشاي له, كان بمثابة (الشعرة التي قسمت ظهر البعير) بعد أن دخل كوحش كاسر غرفة (روان) أثناء وجود صديقتها, وبدأ بعرض عضلاته أمامها عندما أشبع شقيقته ضرباً, حيث لم تفلح جميع محاولات (أمل) بتخليص (روان) من بين ذراعيه, إلا عندما تدخلت والدته في الأمر, وبدأت تهدئ من روع ولدها وتعده أمام الجميع بأنها ستعلم شقيقته أصول التعامل معه ولن تسمح لها بتكرار ذاك التصرف أبداً, لتبدأ والدة (روان) بتلقينها درساً في الأخلاق مع تحذير شديد اللهجة بضرورة الانصياع لكلمات شقيقها كونه (الأدرى) بمصلحتها أمام دهشة (أمل) التي لم تصدق ما رأت, ومن ثم خرجت الأم من غرفتها تاركة لـ(أمل) مهمة كفكفة دموع صديقتها وتهدئتها. قرار أدى للضياع لم تستطع (روان) ليلتها أن تنام بل بقيت تفكر بالإهانة التي وجهها إليها أعز الناس أمام صديقتها, ما دفع بها للتفكير بشكل جدي للهرب من واقعها الأليم لكن.. إلى أين؟؟ هذا السؤال الذي أبقى (روان) أسبوعاً إضافياً تحت الضرب والإهانات والشتائم من قبل شقيقها الأناني, باعتبار أن لا أحد لها سوى (أمل) التي اعترفت مراراً أمامها بأنها تود الهرب إلا أن الأخيرة منعتها من ذلك, لكن عدم احتمال (روان) لوضعها المزري أمام كل ذلك الظلم الذي تتعرض إليه يومياً, دفع بها لعدم الاكتراث بنصيحة صديقتها والهرب دون أن ترسى على بر بتحديد وجهتها... الشيء الذي كان بمثابة الخطوة الأولى لطريقها نحو الضياع, وذلك عندما تعرفت على (جابر) الذي يعمل كسائق تكسي بعد أن صعدت معه من أمام منزلها, ومن خلال تجاذب أطراف الحديث معها, استطاع معرفة بعض الأمور المهمة عنها ما سهل عملية اصطيادها وهو الخبير في تلك الأشياء, وخاصة عندما عرض عليها اصطحابها واستضافتها عند شقيقته في شقتها في منطقة جرمانا بريف دمشق عدّة أيام ريثما تجد مكان يأويها. من تحت الدلف لتحت المزراب رفضت (روان) بداية عرض (جابر) إلا أن لعبه على وتر العاطفة معها وكلامه المطئن لها جعلها ترضخ للأمر الواقع... كان كل شيء بالنسبة لـ(روان) على ما يرام قبل حلول المساء وبدء توافد بعض النساء والرجال إلى المنزل, حيث أن (روان) لم تدرك بداية الموضوع وقد اعتقدت بأن احتفال ما سيقام بعد قليل, وخاصة بعد أن أشارت لها (ناريمان) وهي من ادعى (جابر) بأنها شقيقته, بضرورة ارتداء ثوب مناسب لتلك السهرة علها تنسى همومها لبعض الوقت ما دفع بـ(روان) للانصياع لأوامرها... إلا أن المفاجأة كانت عندما مادفعت بها (ناريمان) إلى إحدى الغرف وأقفلت الباب خلفها لتجد نفسها وحيدة أمام رجل غريب... لم تنتظر (روان) طويلاً حتى تكشفت غاية ذاك الرجل الدنيئة, عندها بدأت الأخيرة بالصراخ والاستغاثة ومقاومة ذاك الرجل ما دفع بـ(ناريمان) و(جابر) التدخل على الفور ليبدأ الأخير بتهديدها وإجبارها على الامتثال لأوامرهم, مع الإشارة لها بأنه سيدفع لها بعض النقود ثمن ذاك العمل الدنيء وبالتالي فإنها ستستطيع الاعتماد على نفسها وشق طريقها بعيداً عن ذويها. القبض على شبكة الدعارة لم تجد (روان) حلاً سوى الاستسلام لتلك الوحوش البشرية بعد أن يئست من عدم اكتراث أحداً لدموعها وتوسلاتها, لتجد نفسها وحيدة في تلك الغابة بعد أن زجت في مستنقع الرذيلة... لم يدوم عمل (روان) في ذاك المكان الموبوء سوى أسبوعاً واحداً, عندما قرر بعض الجوار الذهاب إلى قسم الشرطة وتقديم بلاغ ضد مستأجر المنزل الذي بجوارهم, بعد اشتباههم به بتسهيل أعمال غير أخلاقية وممارستها داخل تلك الشقة, كونهم في كل يوم يشاهدون عدد من النساء والرجال يدخلون إلى تلك الشقة مساءاً ويبقون بها إلى وقت متأخر من الليل... لتنطلق دورية من القسم وتبدأ بالمراقبة الحثيثة التي أثبتت صحة الإدعاء, لتقوم بعدها بنصب الكمين المناسب الذي أسفر على إلقاء القبض على عدد من الرجال بصحبة عدد من الداعرات بالجرم المشهود داخل الشقة, إضافة إلى (ناريمان) التي تقوم بجلب الزبائن و(جابر) الذي اعترف من خلال التحقيقات التي أجريت معه ومع أفراد شبكة الدعارة بأنه يعمل كقواد, نافياً التهمة التي وجهت له باستدراج (روان) الفتاة القاصر عنوةً. حكم العدالة أما (روان) فلم يكن أمامها حلاً سوى الاعتراف بتفاصيل قصتها بالكامل بعد أن خسرت أغلى ماتملك إضافة إلى سمعتها, محاولة أن تلتمس عذراً لها يخفف الحكم إذا ما ثبت توريطها بعمل الدعارة رغماً عنها... ليعترف (جابر) في نهاية المطاف بعد مواجهته بأقوال (روان) بأنها هي آخر ضحاياه وهو من أجبرها على خوض تلك التجربة المريرة التي دفعت بها إلى حافة الهاوية, ليتم تسجيل أقوال الجميع وتنظيم الضبط بحقهم, ليتم فيما بعد إحالتهم جميعهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل.
التاريخ - 2015-05-16 7:06 PM المشاهدات 2321

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا