شبكة سورية الحدث


الفتاة القاصر ... بين الزواج العرفي وامتهان الدعارة

خاص - بقلم محمد الحلبي    الفتاة القاصر ... بين الزواج العرفي وامتهان الدعارة   بعض الناس يولدون غرباء في هذه الحياة، ويعيشون فيها غرباء، وربما يموتون غرباء أيضاً، ومن ثم نأتي نحن ونطالب بإقامة الحد عليهم والقصاص منهم إذا ما اقترفوا إثماً أو ذنباً، وننسى أو نتناسى أن الدنيا دفعت بالكثير منهم لسلوك الطريق المظلم في الحياة غصباً عنهم، وإن الكثير منهم تجاوز الخطوط الحمراء لأنها كانت الملاذ الأخير لهم، وأنا هنا لا أدافع عن بطلة قصتنا لهذا اليوم، إلا أن الحياة القاسية تحمل جزءً مما آلت إليه حالها..   صرخة ولادة   منذ أن صرخت (مجدولين) تلك الصرخة التي أعلنت فيها قدومها إلى الحياة وهي تعيش بين جدران الحزن والكآبة، فوالدها هجر والدتها عندما كانت في الثالثة من عمرها، و أقاربها تخلو عن والدتها لأنها كانت قد تزوجت من شخص غير راضين عنه، ما اضطرها بعد طلاقها أن تسافر إلى الأردن للعمل هناك كممرضة في أحد مستشفيات الأردن عساها تسد رمقها ورمق طفلتها الصغيرة (مجدولين)والتي كثيراً ما نامت ومعدتها خاوية.. وقد مرت الأيام و تبعتها السنون حتى غدت (مجدولين) فتاة مكتملة الأنوثة في بلاد الغربة، وبدأت تبحث وتسأل والدتها عن أقاربها في سوريا، والذين تخلو عنها وعن والدتها في السابق.. وأمام إصرار (مجدولين)على العودة إلى وطنها لم يكن أمام والدتها سوى النزول عند رغبة ابنتها والعودة إلى مدينة حمص مسقط رأسها، لكن عندما وصلت إلى هناك كان كل شيء قد تغير، وكان مختلفاً عن ذي قبل، وهنا وجدت (مجدولين) ووالدتها نفسيهما مضطرتين للبحث عن أقاربهما علّ الزمان يكون قد غير من قسوة أكبادهم شيئاً..   عقارب الأقارب   رغم مرور سنوات طويلة على آخر لقاء بين والدة (مجدولين) وأقاربها إلا أن النفوس لم تتغير، هذا ما وجدته (مجدولين) من الفتور من معاملة أقاربها لها ولوالدتها بعد أن عثرت على بعضٍ منهم بعد رحلة بحث طويلة و مضنية، على العكس تماماً فقد أحست (مجدولين) أن أقاربها وخصوصاً خالها الوحيد كانوا مستائين جداً لعودة والدتها إلى بلدها الأصلي بعد أن هجرتهم طويلاً.. ورغم ذلك حاولت (مجدولين) أن تضمد الجرح القديم علّه يشفى، لكن القدر كان أسرع منها عندما اغتال والدتها في حادث سير ليرميها وحيدة في غابة من الوحوش البشرية، عندما طمع خالها في المنزل الذي تركته المسماة شقيقته بعد وفاتها، وادعى أن له الحق فيه، وله ميراث شرعي من شقيقته، وفرض على (مجدولين)إقامة جبرية في منزله، حتى ذهابها إلى المدرسة اشترط أن يكون مع بناته، لتحاصر المآسي (مجدولين) من كل حدبٍ وصوب حتى أتاها من ظنت به خيراً، وظنت أنه منقذها.. إنه المدعو(ثائر) الذي رمى بشباكه حولها حتى وقعت أسيرةً في شباكه قبل أن يعقد قرانه عليها عرفياً  بعد أن عرف منها قصتها، وعرف أنها فتاة مسلوبة الإرادة ويسهل خداعها...   الهروب إلى المجهول   في تلك الليلة حزمت (مجدولين) أمرها وأمتعتها وهربت مع (ثائر) إلى العاصمة دمشق، حيث كان (ثائر) قد استأجر بيتاً في منطقة جرمانا لتنفيذ مآربه، حيث قام هناك بفض بكارة (مجدولين) ومجامعتها مجامعة الأزواج قرابة الثلاثة أشهر قبل أن يتركها وحيدةً في المنزل المستأجر ويهرب إلى جهةٍ مجهولة.. وجدت (مجدولين) نفسها مضطرة ً إلى البحث عن عمل لتأمين لقمة عيشها بعد أن اتصلت بخالها وأخبرته بما حلَّ بها، حيث رفض هذا الأخير عودتها إلى منزله، وحمَّلها مسؤولية نفسها وإلا سوف يقتلها بداعي الشرف إن عادت إليه.. خافت (مجدولين) على نفسها من الموت، وراحت تبحث عن عمل لكن دون جدوى، ما اضطرها تحت وطأة الحياة وقسوتها إلى الدخول لعالم المتعة الحرام، فهي الطريق الأسهل للحصول على المال، فراحت تعمل في الملاهي الليلية، وسرعان ما بدأت الأموال تتدفق عليها حتى تعرفت على إحدى فتيات الليل والتي عرضت عليها العمل معها بالدعارة السرية، وأخبرتها أن هذه المهنة سوف تدر عليها مالاً كثيراً، ومضاعفاً عما كانت تجنيه من العمل في الملاهي الليلية، وأمام حالة الضياع التي كانت تعيشها (مجدولين) وافقت هذه الأخيرة على العرض المقدم لها من قبل تلك الداعرة، وبدأت الطلبات تنهال على ذلك الجسد الغض والفتي لتنهشه ذئاب المتعة من الرجال دون أن تدري ما قد خبأه لها القدر في قادمات الأيام ...   جحيم الهاوية   عاشت (مجدولين) في بيت الدعارة قرابة الستة أشهر قبل ذلك اليوم الذي قُرع فيه الباب ودخل منه رجل بحجة أنه يريد ممارسة الجنس مع إحدى الداعرات في المنزل، لكنه في حقيقة الأمر لم يكن ذلك الرجل سوى رجل أمن أوكلت إليه مهمة الإيقاع بالداعرات والقوادين في تلك الشقة المشبوهة وبالجرم المشهود، إذ استفاقت (مجدولين) لتجد نفسها بين جدران غرفة مظلمة محكوم عليها فيها بالسجن ثلاث سنوات، علَّ هذه السنوات تستطيع أن تمحو أيام الشقاء والليالي السوداء من حياتها، وعسى الزمان يصالحا من جديد ويصفح عنها لتشق طريقاً جديداً في هذه الحياة، أما المدعو (ثائر) فقد ألقي القبض عليه بتهمة إغواء قاصر وفض بكارتها بوعد الزواج، حيث أحيل إلى محكمة الجنايات بدمشق لينال جزاءه العادل  
التاريخ - 2015-05-23 1:28 PM المشاهدات 1002

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا