شبكة سورية الحدث


تحذير للكاتبة مايا جلعود

تحذير للكاتبة مايا جلعود


"أنت يا من تدخل إلى هنا، أجهض حلمك قبل الدخول"

تجاهلت التحذير ودخلت بجنينها، تركته لينمو بداخلها
يوماً تلو الآخر
شهر تلو الآخر
سنة تلو الأخرى....
مازالت تحمل جنينها الذي رفضت إجهاضه على أمل أن يُبصر النور يوماً
كَبُرَ حتى أحنى ظهرها ولامس بطنها الأرض
كَبُرَ حتى بات يتغذى عليها لا منها
هاهو يصارع للخروج، يتخبط ممزقاً أحشائها
تعلم بأنه محرّم عليها الولادة
متأخرة جداً لإداركها....متأخرة جداً لإيقافه
سقطت على الأرض، تتلوى ألماً....وكأنها تعاقب على أحلامها
تنظر إلى من حولها بالغرفة
إلى اللواتي حرموا من أمومتهم...إلى الذين حرموا من أبويتهم
تصرخ مستغيثة علَّ صرخاتها تُقدِحْ في ضمائرهم النائمة شرارة الشفقة
عبثاً! وكأنها تُقدَحُ في جليد...وكأنهم أجهضوا قلوبهم مع أجنتهم!
أشاحوا بوجههم عنها وعادوا إلى أعمالهم.

أصوات خُدّج!!
زحفت إلى الباب اتجاه تلك الأصوات، نظرت من خلف الزجاج إلى الغرفة المجاورة
كانت تعج بالحاضنات المملوءة بالخُدَّجْ....كانت تعج بالحياة
حاولت الاستغاثة، حاولت العبور...لا فائدة
وكأن الباب يفصل ما بين عالمين
مغلق بإحكام ليمنع تدفق أي هواء بطعم الحياة، ليمنع الأمل

رفعت رأسها حتى طال نظرها التحذير أعلى الباب مجدداً:
"سوريا،
أنت يا من تدخل إلى هنا أجهض حلمك قبل الدخول"
رعشة من الندم....رعشة من الخيبة
أمسكت سكين وأخذت تطعنها في بطنها
كانت صرخاتها وكأنها تصرخ من حناجر عدة، وكأنها تصرخ بأصوات جميع الذين سبقوها.
قتلته وأخيراً!
سقطت أرضاً تنزف، وتنزفه..امتزجت دمائها بدمائه
نظرت إلى مسلوبي الأحلام من حولها
أدركت مستسلمة بأنها لن تنتمي إلا لهم
"أيا ليتني بقيت بلا انتماء"
أغمضت عينيها متمتمة بجملتها الأخيرة على أمل...
على أمل ألا تستفيق.
#مايا_جلعود

التاريخ - 2021-01-12 7:10 PM المشاهدات 1507

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم