شبكة سورية الحدث


تجسيد الديموقراطية خلال سنوات قليلة

تجسيد الديموقراطية خلال سنوات قليلة

سورية الحدث _ معين حمد العماطوري   


للديموقراطية خصائص وسمات في نشر ثقافتها وممارستها لتحقيق أهدافها والتي من جل ما تهتم به ان يحكم الشعب نفسه بنفسه. 
إذ تشكل قرارات الحكومة العتيدة خطوة من خطواتها التي تسعى نحو الديموقراطية الثابتة والنابعة من تاريخنا الوطني والاجتماعي والأخلاقي، حيث تعمل يومياً على إصدار التعليمات التي من شأنها توسيع هوة العلاقة بينها وبين أفراد المجتمع، إذ عمدت على تضييق الخناق على حياة الشعب اليومية من خلال رفع تكاليف المعيشية وضعف القيم النقدية المالية المترافقة بضعف الشراء بعد ارتفاع تكاليف الإنتاج وحصر وسائله بيد أشخاص محتكرين للمواد الغذائية والاقتصادية والتنموية، حتى باتت الفئات الاجتماعية بتناقض في حياتها، وانقسم المجتمع إلى أربع فئات وهم:
- فئة شبابيا التي لم تستطيع تكوين حياتها المعيشية وحلمها ايجاد فرصة عمل لتأمين حياتها ومستقبلها بكرامة، ولكن واقع الحال جعل الهجرة خارج الوطن لعدد كبير منهم، والنسبة المتبقية انحرفت نحو الأعمال الخارجة عن القانون بعد انتشار الفساد وثقافته والإفساد في أداء الحكومة، وآخرين يعانون من أمراض جسدية نتيجة لضعف البنية جراء الفقر وقلة الغذاء وغيرها من الأسباب النفسية والاجتماعية الضاغطة على حياتهم وبات طريقهم مسدود في ممارسة الحياة وهذه الفئة مع الفئات العمرية المتقدمة خلال سنوات قليلة ستكون بجوار الرفيق الأعلى.
- وهناك فئة من أصحاب رؤوس الأموال التي تنفق يومياً ما تنفقه قرية بشهر، وهذه الفئة هي المسيطرة والتي تعمل الحكومة على خدمتهم وهم الحيتان الذين أكلوا مقدرات الجميع دون حسب ولا رقيب.
- وفئة المسؤولين من أجهزة الحكومة المعروفة بابتزازها وزيادة ثرواتها نتيجة الفساد التي تنتهجه نهجاً.
- وفئة الحكومة وشخصياتها والتي تعيش في حياة رغيدة وهانئة دون حساب لأحد أي كان وربما مهمتها تجويع الشعب وزيادة فقره واتخاذ الإجراءات الإدارية المعقدة المجسدة للبيروقراطية.
- وفئة السلطات التشريعية والقضائية والعاملين وسطاء بينهم وبين عناصر الفئات الثانية والثالثة.
وإذا كانت الديموقراطية بتعريفها انها حكم الشعب نفسه بنفسه فهذه الفئات هي التي سوف تحكم نفسها بنفسها لأن الفئات الشعبية والاجتماعية قسم منها سوف يموت جوعاً وآخر في هجرة خارجية، وآخرين لا يحسب لحياتهم حساب.
ولهذا فإن الديموقراطية التاريخية التي دفع الشعب السوري فداء لها دماء وطنية لتجسيدها، والمعروفة بثقافتها الوطنية ومدرستها القومية العربية حين بايع ابن الشمال ابن الجنوب قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى، ورفع فارس بيك الخوري على أكتاف الدمشقيين للصعود إلى منبر الجامع الأموي وقوله فيهم: /إذا دخلوا الفرنسيين لحماية المسيحيين فجميعنا اسلام نشهد لا إله الا الله ومحمد رسول الله/...هي اليوم بيد الفئات المعنية المذكورة آنفاً وهي التي تتمتع بالسعادة والحياة والرفاه فقط...
وتبقى الديموقراطية بين الماضي والحاضر تناشد أصحاب الضمائر الحية بربط العلاقة بينهما في انقاذ ما تبقى من الفئات للعيش بالكرامة الوطنية، التي تميزت بها سورية خلال آلاف السنون السابقة من عمرها الحضاري، تشهد أنها لن تكون في سنوات قليلة قادمة الا بلداً ديموقراطيا يتمتع بجميع الحقوق والواجبات ويعيش افراده بكامل الرفاه والسعادة....

التاريخ - 2021-01-28 7:53 PM المشاهدات 781

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا