شبكة سورية الحدث


قاتل فوق القانون بقلم يوسف مصطفى علي

قاتل فوق القانون بقلم يوسف مصطفى علي

**قاتلٌ فوق القانون**
بعد أن انهت الحرب انغامها..وعصفت الجيوش في المملكة دماراً كاد ينهي ما تبقى من عمادها ..
اتجهت أقطاب الحرب الروحية ل طاولة الحوار المستميتة كي يتراؤ الهدنة فيما تبقى من تلك المملكة ..
جلست جيوش القلب باكيةً حجم ذاك الدمار ..ولو ان حالها لم يكن أفضل حالاً من جيوش العقل إلا ان جيوش العقل قد حبست دموعها في جفون الواقع..
ضرب العقل بيده على تلك الطاولة صارخاً:
اتريد الحكم ايها القلب السخيف.. اتريدني ان اسلم لك مفاتيح مملكة الروح هذه ..ومن انت .. انت من تسبب بكل  هذا الدمار .. انت من ادخلت قلباً إلى مملكتنا وما ان بنينا له عرشاً حتى غافلنا ب دمارٍ هالك! 
هل تراك قادرٌ على قيادة هذه المملكة ايها الآبله؟ 
حقاً ...ان القلوب مهما طُعنت تبقى في النهاية قلوباً ولا عجب انها ستعيد لنا نفس الدمار ..
ان القلب دائماً ما يقحمنا في حروبٍ ليس لنا بها من النصر شيئاً.. سوا جدران ذكريات تصبح لنا أطلالاً...
اتراني سأسمح بأن تُزهق مملكة الروح هذه في سبيل نيل مرادك من الحب ايها المعتوه؟ 
وما هذا الحب الذي تبحث عنه ايها الآبله .. وهو قد جلب لنا من  الدمار ما تعبنا على بنائه اعواماً طوال ..
اجبني هاا؟!
+جلس القلب ناظراً حوله ..
أترى ايها العقل ذاك الدمار كله؟
ان هذا الدمار هو ما سيصنع من مملكة الروح هذه حصناً لنا 
ف لولا الآخطاء لما عرفنا الطريق الصحيح 
ولولا العثرات لما تلذذنا ب فرح الوصول 
اننا الآن يا ايها المنطقي عديم المشاعر قد علمنا أين الضعف في هذه المملكة وسنقويها حتى نبلغ مرادنا فلولا ربيع الحب ذاك لما أزهرت بساتين هذه المملكة ولا أشرقت فيها شمس الآمل ..
اتريد انت القيادة؟ 
ايمكنك تخيل مملكة الروح هذه من دون أنهار المشاعر التي تغذي أشجار التفاؤل فيها؟؟
ايمكنك تخيل سماء هذه المملكة دون نجوم الغيرة التي تحيط ب قمر السعادة في حضن ليلها؟
أ ستقبل ملكتنا الروح بأن تعيش من دون رداء الحنان الذي يقيها شتاء العناء في الدنيا؟؟
أ ستسعد  بأن لا تأوى إلى فراش الاهتمام بعد عبئ الظروف في هذه المملكة؟؟
اجبني ايها المنطقي؟
انظر الي يا صديقي .. إن الحب هو أجمل طرق السعادة واكثرها صخور ألم ..لكن اختيارك ل اليد التي سترافقك هو الذي سوف يجعلك تتجاوز تلك الصخور دون ان تشعر بها.
اتعي ما أقول!؟
إرتمى العقل على كرسيه مبتسماً ابتسامة شر
ايها القلب الآبله اتسمي دمارنا سعادة؟؟؟
عليك اللعنة ايها القلب .. ف جنود نبضاتك توصلنا إلى الجحيم في كل مرة. قالها مهاجماً  
و قاطع حرب حديثهما دخول ملكة الروح تحمل صورجان الحكم بين اناملها 
سجد لها القلب والعقل احتراماً وبصوت واحد هتفا :
تحيا جلالة الملكة 
الملكة : إلى متى سيستمر جدالكم هذا ؟؟ الا تريان اننا ننهار وانتم لا تأبهون ؟
قراراتك ايها العقل قد جلبت لنا ويلات جنود الأفكار عديمة المشاعر التي جعلت من طرق مملكتنا صخوراً 
و طيبتك ايها القلب قد جعلت من حصوننا واسوارنا رقائق في أوجه الداخلين !!
انظرو ..!
سأكون قاضيةً بينكم اليوم ومن سأحكم له سأعطيه صلاحية إدارة امور هذه المملكة
فلتبدأ ايها العقل هيا! 
يا جلالة الملكة ان لهذا القلب ان يتسبب في هلاكنا 
انه بقرارته التي سمح بها ل الحب ان يدخل علينا ف قد جعل من مملكتنا داراً للهلاك 
لعل الحب هو طريق الهلاك التي يفنى القلب فيه سعيداً
ف ان لهذا المعتوه ان يدير شؤون المملكة جلالتك!؟
الملكة:هل تراك أفضل!؟ فلتتكلم ايها القلب !
جلالتك اني لا انكر خطأي ابداً
لكن هل كنا سنعرف النور لولا الظلام يا جلالتك؟
ومن اين لنا ان نعرف شعور السعادة لو اننا لا نعرف الحزن؟
وكيف لنا أن ندرك النهار لولا وجود الليل يا جلالتك؟!
اتريدين مملكةً خاليةً من انهار المشاعر وأشجار التفاؤل من أجل ان تقضي على اليأس؟؟؟
او تريدين مملكةً دون شمس الاحاسيس كي لا تقسو عليكي أشعة الخزلان؟؟
يا جلالتك ان هذه المملكة دون الحب فيها ستغدو جدراناً وحجارةً دون رونق 
ارجوكي يا جلالة الملكة ان تنظري للآمر جلّ حقه!
لعلك ترأفين بحال هذه المملكة لو أحل عليها قحط الحب..
عصرت الملكة كلتا يداها مستترةً غضباً شديداً 
ايها الأحمقان .. اتتسابقا من منكما قد يهدم المملكة اكثر !! وانتما قادرين على بنائها سويةً .. انتما أبلهين حقاً 
لو فكرتما  أن مداخل الحب قد أشرف عليها جنود العقل لما دخل الدمار ل هذه المملكة 
ولو أن أنهار المشاعر من القلب قد بنا جنود العقل لها سداً ليعرف متى يفتح مياهها ومتى يتركها حبيسته لما فاضت الأنهار مسببةً ما تسببت به..
وهل فكرتم لو أن تلك الأشجار قد أشرف جنود العقل على ثمارها ف جعل ما يأتي من ثمار الحب غذائاً ل بنات أفكاره!؟
ايها الآبلهان 
""إن الروح سفينةٌ شراعها العقل و قبطانها القلب 
لولا الشراع لما اخذت صحيح طريقها ولولا القبطان لما عرفت وجهتها في بحر الحياة""
ف لتتداركا آخطائكما بدلاً من ان تتلاسنا وتتحاربا  ف لتستوعبا حجم الدمار في هذه المملكة ولو أن ذلك القلب الذي دخل وصنع هذا الدمار بين يدي لقتلته لكنه قاتلٌ فوق القانون في هذه المملكة 
ف لترحلا الأن ولتعيدا بناء مملكتي لبنةً لبنة حتى تعود ربيعيةً تشع النضار في ممالك الحياة أجمع ...
- يوسف مصطفى علي

التاريخ - 2021-09-10 4:11 PM المشاهدات 295

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم