شبكة سورية الحدث


هبة إبراهيم تكتُب بلسان سالار المُغتَرِب

هبة إبراهيم تكتُب بلسان سالار المُغتَرِب

سورية الحدث

مرحباً، انا سالار انا المُغترب عن بلدي و أحبّتي، أنا من هجرتُ عيوني وسِرتُ في طريقي أعمى ولكنّ مُمتلك كُلّ الأزر.

كيف لي أن اشرح لكِ حالي و أنا أعيشُ مَكفوفَاً دُونَ أحبَّتي؟!!!

لا أعلّمُ عنكِ الكثير لكنّ وددتُ أن أُسطّر كَلِماتي لِتكونَ ذِمامًا على دِرايتي بك

أُحبِّرُ  لكِ رِسالَتي و أنا جالِسٌ في مقهى  في وَسَطِ المدينةِ الحوشِيّة الّتي استتبّتُ بها، أرقُشُ حُرُوفي على ورقٍ خادَنتُهُ معي في طيارةسفري إنهُ يَحمِلُ رائحةَ مَوّطني.

سَأُخبِرُكِ تَارةً عن وِحدَتي و تَارةً أُخرى عن الّتي أحبّتني بِصدق و خَسِرتُها بِسبب بُرودي.

أنا هُنا لا أسمعُ أصواتَ البشر ولا أراهم لأنني غريب، أعودُ كُلَّ يومٍ من عملي لأتناولَ طعامي و أجلسُ على شُرفةِ البيت الذي استأجرتُه،أنظرُ إلى النّجوم لأنني ولم أُخبِرُكِ أعودُ في نهايةِ اليوم بعد غُروبِ الشّمس من ذاك العمل الشّاق، بعد تأمُّلي للنّجوم أحتَسي فُنجانًا منالقهوة مع موسيقى حزينة لكي أشعر بِمذاق الوحدةِ الّذي جعلني أن أعتاد وأحبّه، أتذّكَرُ صوتَ شِجارِ أُمّي و أبي ويبدأ حديثُ أختيبالتّجول في رأسي.... كم أنا مُشتاقٌ يا ميرينا!!!

لِتترطّب وَجنّتي بماءِ عينيّ؛

كانت هي زميلةٌ في العمل هادِئة، ناعِمة وثَغرُها جميل، نحيلةُ الخصرِ وشعرُها طويل، بعينين جارحتين تضعُ عليهم الكُحلْ.

في أولِ مرةٍ إلتقيتُ بها تقلقل و ارتعدَ قلبي، أتذكرُها تَزيَّا فُستاناً أسودَ اللون مُلتحِفةً بِشالٍ على كتِفيها

قالت لي أهلًا بك بصوتٍ خافتٍ حَيِيّ وثغرٍ مُبتسم، لم تُصافحْ يدي كما فعلَ الجميع، أحبّبتُها من نظرتي الأولى لِتُحبّني هي بعد حين لكن أنابارِدُ القلب، بدأت تهتّمُ بي وتعلّقت بِشباكي لِأُعطيها الحُبّ والأهتمام بدايةً و عِندما زادَ حُبّها زادَ مللي وبدأ إصراري بأن أنشغل عنها يزيد

جاءت إليّ تبكي وضعت رأسها على كَتِفي وبّختُها لطّخت قميصي بِكُحلِها كانت تقول وهي تشهق من شدّةِ البُكاء أرجوك عُدّ كما كُنت ياسالار أرجوك، لِما عَشَمّتَني بك وبعدها أدرت ظهرك.

أجل كانت حنونة.. حنونة لِدرجة لم تقبل مرةً ان تبرد يداي و أعطتني وِشاحَها وأنا أسرتُها في قلبي المُتجمّد ولم أهتم

اغتالت القسوة قلبها أصبحت قاسية عليّ وهجرت سجنها الّذي كانت مُغرمة به

أنا مِن بعدِها زادت وِحدَتي، لقد شعرتُ الآن بقيمَتِها كانت حنونة، دافِئة وأنا ماذا يا ميرينا ماذا؟!!!

شخصُ لا معنى لهُ تافهٌ فقط!!!!

قسيتُ عليها هي التي كانت آماني في غُربتي لكنّ لم أشعر بهذا إلا بعد رحيلِها

لقد أطلتُ الرّسالة و جَفّ حِبرُ قلبي

أنتِ كيفَ حالُكِ أخبريني؟!

-هبة إبراهيم-

التاريخ - 2021-12-13 1:03 PM المشاهدات 2580

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم