سورية الحدث الإخبارية
الأمل
في مساء الثالث عشر من الشهر الأخير في السنة ... وتماما في الساعة الثامنة والنصف ..أجلس في حجرتي على كُرسيّي الخاص وطاولتي الدراسية أضع كتبي أمامي وأتأملها ... أتمتم بيني وبين نفسي ..هل سأصل ؟.. هل سأنجح ؟.. بعد مرور سنة من الفشل ..الاحباط .. الخيبات ..الدموع ..بعد كُل هذا الضياع هل سأصل ؟.. يُراود مخيلتي دائما شريط الفشل ينبثق من عيناي الإحباط ..الحزن.. بعد فشلي الدراسي ..فشلي في الغناء .. فشلي في العزف على آلتي المفضلة ..فشلي في تحقيق حلمي بأن اصبح طبيبة أطفال .. فشلي في تكوين الأصدقاء .. فشلي في الأهتمام بصحتي ....الندم !!. شعور الندم يأخذني إلى عالم اليأس يمر شريط الفشل أمام عيناي ويختفي بأقل من ثانية ...أنهض لأزيل دموعي عن وجهي ..أأخد نفساعميقاً وأبتسم ..أفكر بالأمل ..أجل الأمل .. الأمل بالله الأمل بعائلتي ..أبي أمي أخوتي ورفيقة دربي.. و.أفكر بشقيق روحي ..معلميني الذين لا يكفون عن دعمي هؤلاء الذين يحاولون جاهدين بأقناعي أنني الفتاة الذكية الطموحة الناجحة الجميلة ..أبدأ بترنيم أغنيتي المفضلة أنهض لأصنع مشروبي المفضل أصنعه بكل حب بكل سعادة أضعه على طاولتي أأخذ سيجارتي وأُشعِلُها وكأنني أُشعِل النور في قلبي ..أتخلص من رمادها وأتخلص مَعَهُ من كل ما يؤذيني ويعكر صفوي أأخذ رشفة من مشروبي وأفتحُ كتابي أنظر اليه بأمل ..وأسرح بمخيلتي ..أنا سأنجح سأصبح مهندسة كما احلُم ..لن أخيب أمل عائلتي بعد كل الوعود ..أبي أمي رَفِيقَة روحي .. أنا سأصل ..سأفعلها ..كُل الأمل بين عيناي كل السعادة والحب في قلبي ..الحب لدراستي ..الحب لكتبي ..لمجموعة أقلامي ..لمعلميني ..لحبيبي وعائلتي ..أبدأ بدراسة كتبي وبعد زمن طويل من الدراسة ..أنهض لاستراحتي ..أُمسِكُ بآلتي وأبدأ بالعزف وترنيم أُغنيتي المفضلة ..أشعر بالسعادة الفائضة بداخلي ..الحب يخرج من عيناي .. الأمل في كل مكان ..أنا على ثقة تامة بأني سأصل ..أنا الأقوى .. لا أحد يستطيع ايقافي ..أضع آلتي ..أُمسك بهاتفي أشعر بحاجتي لمراسلة كل من أُحِب ..أبدأ بأرسال رسائلي النصية لهم ..أغلق هاتفي وأضعه جانباً لأعود الى دراستي ..أضع أفكاري ومخيلتي جانباً وأُفرغ ذاكرتي تماماً لأملئها بمعلوماتي .. أستمر في دراستي زمن طويل ..أنهض من على طاولتي وأستلقي على سريري ...أُغِلق عيناي ..وأقول الحمدلله على كُلِ هذا ..أُحبكَ أبي.. أُحبكِ أمي ..أُحبك حبيبي .. أُحبك رفيقة روحي .. أستودع الله بكم ..كُل الأمل أنتم ..وأرقد في نومي العميق لمواجهة يوم آخر في مسيرتي وأنا كُلي أمل بأنني سأصل
جوانا أيمن حسون
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا