شبكة سورية الحدث


كنتُ أنظر لسراب فقط..بقلم سلاف خضر

كنتُ أنظر لسراب فقط..بقلم سلاف خضر

سوريا الحدث الإخبارية

أقفُ على الجسرِ أستقبلُ أضواءَ السياراتِ والشاحناتِ تعبرُ مِن داخلي، أشعرُ بمخاضِ المشاعرِ المؤلم فيرمي أحدهُم سيجارتهُ من الأعلى وَتتناثرُ في الشارعِ وجمرُهَا الخفيفُ يزيدُ قوةَ التقلصاتِ أكثر تخرجُ أخيراً من الناحية الأخرى للجسر ومني وأجهضُ ما احتويتُ 
طوالَ تلكَ المدة. ظننتُ أن نزيفَ مابعدَ الإجهاض سيتركني جثةً على أرضِ الاعترافِ لكنني حظيتُ بفرصةٍ لحياةٍ جديدة.
يتقدم أحدهم ويقدم لي كوباً من الزهورات ويخبرني أنني أستطيع الإكمال مهما جرى لي، كانَ عابراً لن أراه ثانيةً ربما فلمَ قدّم كلماتهُ وكوبهُ وما الذي لفتهُ حتى تقدمَ نحوي هكذا؟ أتُراني كنتُ واضحةً بهذا القدر. شكرتهُ وشربتُ حتى تخلصتُ من تشنجات جسدي قليلاً. عدتُ واقفةً وأخذتُ نفساً ينظفُ رماد الاحتراق داخلاً وعرفتُ أنني قدمتُ على قدر استطاعتي بل وأكثر وأنني في كثيرٍ من الأحيان فقدتُ أجزاء من ذاتي لهذا الحُبّ ووضعتها في حكايةٍ ممزقةِ الأوراق تركتني أتساقط دون عودة، أعرفُ جيداً أنني كنتُ أمّاً لهذهِ العلاقة واحتضنتها حينَ بكتْ،تألمتْ، وقعتْ، فرحتْ، كسِبتْ وَبعدَ أن تغفو قريرةَ العينين أذهبُ لفراشي وأبكي حتى أغفو متورمةَ العينينِ. رُبما تم تقدير ما أعطيت ووهبت في تلكَ الأشهر وربما لا، لم أكن أودُّ انتهاءَ هذا الحبّ بهذهِ الطريقة وفي هذهِ النقطة الزمنيّةِ الحرجةِ ولكنني وبعدَ يومين أدركت أنني كنتُ أتهالكُ فيها وأنتهي وشغفي يقلُّ ويقلُّ وأننا في لحظةٍ معينة علينا إفلاتُ أيدي من نحبّ وإمساكُ ذواتنا كيلا تتلاشى.
أحبُّ أكثرَ معرفتي لأنني لمْ أكنْ خطئاً ولا مؤذيةً وأنني وهبتُ كلّ مافي جعبتي ولستُ بنادمةٍ، فرُبما طرُقنا لم تتلاقى يوماً وكنتُ أنظرُ لسرابٍ فقط.

سلاف خضر 

التاريخ - 2021-12-25 9:49 PM المشاهدات 2492

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم