شبكة سورية الحدث


سانتا كلوز نائماً.. بقلم ياسمين مزهر

سانتا كلوز نائماً.. بقلم ياسمين مزهر

سوريا الحدث الإخبارية

| سانتا كلوز نائماً .. | 

كيفَ حالكم يا رفاق ؟
نحن هنا بالقاع فهل تصل إليكم أصواتنا ؟ 
لا نورٌ يدخل حينا حتى بتنا ندوس على أقدام بعضنا داخلين بجدران مهترئة ..
أقدامنا العُرات تُلامسُ الأرض و العشب و الزجاج المنثور و شظايا أحلامنا و دماء اقربائنا
هُنا ماتوا محاولينَ الصعود فَغلبهُم ثقل  التعب و رمى بهم للقاع مجدداً فاقدين حياة لم يمتلكوها حتى  ..
هُنا تُغتَصب الأحلام و الضحكات كل يوم و ترمى على قارعة الطريق 
و يتركون الحقيقية عارية و نحن من شدة إيماننا نغضُ عنها النظر ..

كيفَ حالكم يا رفاق القلم ؟
أتكتبون مجازراً على الورقِ مثلي ؟
و تطبطبو على أحلامكم الحمقى و تُغطوها كلَّ ليلة
خوفاً عليها من صقيع العالم 
فهُنا حتى الشمس قد نالو منها 
هل تكتبون للغد ؟ ، للأمس الذي مضى ؟
للعلاقات العابرة .. ؟ ، و رسائلُ حب مجانية 
و بعض الأمنيات ؟ 
أنا أكتب لعلي أُحيي من رحلوا
و أقتل بقلمي حرباً
نالت بمخالبها منا فتركت ندوب
و ألعن السياسات 
أكتب لأغري ربيعاً لم يزورنا بعد ..

كيفَ حالُكم يا رفاق ؟ 
كيفَ حالُ أطفالكم ؟
أينامون جياع , باحثين صباحاً عن حياةٍ فرت منا هاربة ..
ما حال المطر ذلك الذي اتخذتموه للعشق و الرقص تحت أحباله  ، يركضُ العشاق تحتَ قُدسيته مُمسكين أيدي بعضهم ..
و نحن هنا نركض أيضاً هاربين من سيول أودت منذ دقائق بحياة رضيعٍ كان نائماً على الأرض يلتحفُ السماء 
 صرخت تلك المرأة فأخرست الرعد 
 و عجوزٌ يبكي قلة حيلة يضرب على رأسه 
و أطفالاً كانوا  يلعبون فحضنهم القدر مودعين ,  ما كانت سوى يد الله التي أمتدت لهم لتنقذهم  واضعهم تحت كنفه الرحيم .. 
نحن هنا نحتفل بالأعياد مطلقين صرخاتنا فيظنون أننا نُغني 
نحرقُ جثثَ الراحلين مودعين دفء العائلة للمرة الأخيرة 

كيفَ حالكم يا رفاق ؟
أنا هنا بالقاع مبتورةٌ أصابعي قضمتها جوعاً و خوفاً و قلق 
لا أحبالَ صوتية لي ، دفنتُها تحتَ التُراب لعلها تؤنس من رحلوا في وحدتهم .. 
لا أجيد الرقص فأنا أتمايلُ تعباً
لا ملامح لي تركتها معلقة على جدار غرفتي ..

كبرنا و وحدها الطفولة ظلت مُتشبثة بقصص 
قرأناها يومًا 
" كان يا مكان ، كان هناكَ رجلٌ ثري 
ذو قامة طويلة و سمين و لحية بيضاء نقية 
يرتدي ثوباً أحمر يلتفُ على أطرافها اللون الأبيض 
 يزورُ ليلة العيد بيوت الأطفال 
يرمي لهم الهدية بعربة سحرية يقودها الآيائل 
 تطير في السماء "
هكذا كنا ننام غافلين ، لوحنا له منتظرين
كتبنا الرسائل و إلى الأن لا يُجيب 
ظلت أمنياتنا معلقة على جدران شوهتها الحرب
و رسم الرصاص حكايتهُ عليها .. 

لـ ياسمين مزهر

التاريخ - 2021-12-25 9:57 PM المشاهدات 2468

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم