شبكة سورية الحدث


مقتطف من رواية..اكتمل النقص..للكاتبة منار حسن

مقتطف من رواية..اكتمل النقص..للكاتبة منار حسن

سورية الحدث

مُقتطَف...#من_رواية_اكتمل_النقص...

أثرُ الفراشةِ لايزول...لستُ أنا مَن يستطيعُ نجم نسيانَها...سيخرُجُ منّي...لكنّني لن أخرُجَ مِنه...ومِن تفاصيل حياتِه التي لطالَما شاركتُهُ إيّاها....هو عالِقٌ بي....أثِقُ تماماً أنَّهُ أدمَنَ اهتمامَ قلبي بقلبِه...لكنّني لم أعتَدِ الإدمانَ يوماً...وقعتُ بِهِ و لم أنهَض بَعد...لكنَّني سأنهَض...

بكلماتٍ كهذِه....هَرِعَت جوري إلى صديقتِها....مُثقَلةً بضجيجِ الأفكارِ برأسِها...كاشِفةً لها عن جروحِ قلبِها الّذي عاهَدَها يوماً أنَّهُ لَن يخذُلَها....لكِنَّه خَذَلَها....
أجهَشَت بالبُكاء...وراحَت تحكي وكأنّما بقلبِها الغارِق بدموعِها...لا بِلسانِها....
كانَ بيني و بينَهُ خُطوَةٌ فَقَط...وتِلكَ الخُطوَة كانَت تُقدَّرُ بآلافِ الأميال...لَن يفهَم أحدُهم تِلكَ العلاقة الضَّعيفة المَتينة....كيفَ نحنُ أقرَب ما يُمكن و أبعَد ما يَكون...عِشنا معاً في دائرةٍ مَسقوفَةٍ بالتّناقُضات...لَرُبّما أخذَ الكبرياءُ من نبضاتِ قلبي....والتّردُّد من نبضاتِ قلبِه...كيفَ ذلِك...كانَ تردُّدي يَقضي على شُعورِه....وكبريائُهُ يلتَهِمُ أمانَ قلبي....لطالما كنتُ أُكابِرُ أنا أيضاً...كانَ ينعَتُني بالمَغرورة...لا أُنكِرُ شيئاً مِن أخطاءٍ بسيطةٍ اقتَرَفتُها ببراءةٍ لأنَّني أحببتُه...لأنّني كنتُ أخشى خسارَتَه...لكنَّني بِكِلتا الحالَتَين أضحيتُ خاسِرة...
كُنتُ قَد أخبرتُهُ مِراراً و تَكراراً....لاتُمسِك يَدي إن كُنتَ ستُفلِتها يوماً...فقالَ لي ذاتَ موعِدٍ عُقِدَ على آمالٍ وهميّة ... بَل سأشُدُّ عليها للأبَد....هكذا قالَ لي...أينَ هوَ مِن وعدٍ كاذِب...!!
لَم يُراوِدني إحساس يوماً ما بأنَّني سأكونُ ساذَجَة لهذا الحَدّ الّذي يضيرُني...عاهَدتُ نَفسي أَن ينبُضَ قلبي مرَّة واحِدة فَقَط...و لِلأبَد...عاهَدتُ نفسي أَن أُحافِظَ على مكانَةِ عَقلي دوماً...وأَن أخضَعَ دوماً لِحُكمِه...كيفَ انهزَمتُ أنا و عقلي...كيفَ خَضَعنا كِلانا_أنا و عَقلي_لهذا القلبِ الأبلَه!!...
أحببتُه بِقَلبِ طِفلةٍ وأُمٍّ و أُختٍ وصَديقَة...أحببتُه بِكُلِّ ما لِلحُبِّ مِن معانٍ سامِية...فعلتُ كُلَّ شيءٍ لأرى بسمَةَ ثغرِهِ...وراحةَ قلبِهِ...سَهِرتُ ليالٍ لأجلِهِ ومَعَهُ.. كأنني و إيَّاهُ تحتَ سقفٍ واحِد....شاركتُهُ همومَهُ بَل و حمَلتُها عنهُ...أخذَ مِنّي الكثير يا شَمس...لقد سَرَقَ مِنّي كُلَّ مشاعِري و تَرَكَني أُصارِعُ الخُذلانَ وَحدي...ترَكَني خاليةَ الشُّعورِ و المشاعِر...لَم يَعُد بِقلبي شُعور جَميل لِأَحيا بِه...لَقَد أصبحَ قلبي بارِداً يا شمسي..كُنتُ مَيّتة أساساً و أحياني الحُبّ...وها قَد جاءَ الأَجَل...وخرَجَتِ الرُّوحُ مِن قلبي فعادَ ميِّتاً...وَ مُتُّ أنا...وقَد كُنتُ أتوقَّعُ الأبديَّة لذاكَ الحُبّ...يا لِبَساطَةِ توقُّعاتي...بَل يا لِغباءِ قلبي...
عَن أيِّ كمالٍ ألهَمَني...ذاكَ الّذي رأيتُ بِهِ أجملَ الأحلام...قلتُ لَهُ أنَّني أُعاني عُقدَةَ نَقصٍ....
نَقصُ حُبّ...نَقصُ ثِقَة...نَقصُ أمانٍ...نَقصُ شعورٍ حقيقيّ....
أَتعلَمين ماذا قال.؟..قالَ لي : سَيَكتَمِلُ نَقصَنا كِلانا يا زَهرَتي جوري....هكَذا قال...قالَ لي سيغمُرُني حَدَّ الغَرَقِ حُبّاً وَ عطفاً و حناناً و أماناً...قالَ لي أَنْ لاخَوفَ بعدَ اليَوم...قالَ لي لا نَقصَ بعدَ اليوم....قالَ لي أَنَّ حياتَهُ بأكمَلِها ناقِصة...وَأنَّني أكملتُ لَه هذا النَّقص....فأكملتُ عليهِ كُلَّ شيء...
لقد أعطَيتُه جَرعاتٍ مِن طاقَتي و رُوحي...كُنتُ أُداوي خَدشَ إِصبَعِهِ بينما كِلتا يَدَيَّ مجروحَتَين...هكذا...إلى هذهِ الدّرجة...
أنا الّتي تَخشى أيَّ شيءٍ...والّتي لا تَمُتُّ لِلجُرأَةِ بِصِلَة...احتَضَنتُه حينما ثَقُلَت عليهِ الهُموم...كُنتُ بدلاً مِن أَن يَحتَويني بينَ أذرُعِه...أَجعَلُه يتَّكِأ على كَتِفي...كُنتُ أخافُ كُلَّ شَيء...لكنَّني كُنتُ أتناسَى كُلَّ شيء...لأَجلِه...
كيفَ ينسى المَرءُ مَن يَحتَضِنهُ في ضَعفِه...وَ يُرَبِّت على كتِفِه...ويَجعَلهُ يرى العالَمَ أفضَل...أيُعقَلُ يا شمس أَن يَنسى نَجم كُلَّ هذا...؟؟
أحبَبتُ للمرَّة الأُولى...ويا لَيتَني لَم أَفعَل...أردتُ حقيقَةً شخصاً أبديّاً...شخصاً واحداً...أن يكونَ البِداية...ويبقى معي حتّى النّهاية...
ليتَني لَم أنهَض مِن فِرَاشي ذاكَ اليَوم...ليتَني لَم ألتقِ بِه...لكِنّنا التقَينا....كيفَ نتعثَّرُ بِشَخصٍ لَن يُكمِلَ الطّريقَ معنا...
كُنتُ قَد أحبَبتُه حقّاً....كانَ قَد أعطَاني الكثير مِنَ الآمال...
أَ يُعقَلُ أنَّها كانَت أوهَام؟؟
أنا سجينَةُ قلبِه...أنا أسيرةٌ بينَ أضلُعِه...أنا الّتي تغلغَلتُ فيه...
...كيفَ استطاعَ فِعلُ ذلِك...ألّا يكترِثَ لقلبي كعادَتِه......أنا على يقينٍ تامّ...أنَّهُ لَن يستطيعَ الشِّفاءَ من ذِكراي....فقَد لمستُ روحَه وداويتُ جُروحَهُ...و غُصتُ في قلبِه...و أخذتُ مِن عَقلِهِ قِطعَة...لقَد كُنتُ لَهُ الدَّواءَ في عالمِ الدَّاءِ هذا....لطالما كانَ يُناديني يا عافيَتي...أظُنُّهُ لَم يكُن يُحِبُّني حقّاً...لقد كانَ يتعافى بي لا أكثَر...لكِن...لَن يستطيعَ المُضيَّ قُدُماً بِدوني....ولَرُبّما ذاكَ يَصعُب عليَّ أيضاً....لكنَّني سأتجاوزُه...بإرادَتي لا مُرغَمَة....لكنَّهُ سيبقى سقيماً مِن دوني....و لِمَ أهتمّ...ليذهَب للجحيم...لم أعُد أهتمّ...
يتبع....

#بقلمي

منار حسن

التاريخ - 2021-12-28 4:59 PM المشاهدات 2483

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم