شبكة سورية الحدث


في الواحد من يناير..بقلم ياسمين مزهر

في الواحد من يناير..بقلم ياسمين مزهر

سورية الحدث

|| في الواحد من يناير || 

أُحاولُ الأن أن أُلملم  فُتات روحي المُندثرة
و بقايا ما تساقطَ مني بالأمس 
أمرُ على خيباتي واحدة تلو الأخرى تلكَ التي تساقطت مني حينَ لوحتُ مودعة الراحلين ، و من ثم أمحوها ..
أُحاولُ البداية من جديد 
أخطُ حكاية لستَ عنوانها 
و لستَ وجهتي بعد الأن و لستَ الطريق 
أحاول الأن يا عزيزي تجاوزك بجرة من قلمي 
تتلاشى مني " اشتقتلك " فيبدو وقعها على مسامعي كالواحد من نيسان 
و تبدو " بحبك " كلمة اعتيادية 
اعتاد العشاق توثيقها تأكيداً على حبهم المهزوز و المهزوم
و الأبدية لا تتجاوز بضع سنين تمرُ على عجل 
و تبقى الذكريات تحرقنا كجمرة تاركة أثارها على أوراقنا
أحاول الأن ترتيب ما بعثرتهُ رياح الأمس 
ما كان ذنبها أنا من تركتُ بابي و نوافذي مُشرعة 
تاركة للعواصف مساحة دسمة للهو و التخريب 
ما كان ذنبها أنا من جلستُ أندبُ حظي باكية في زاوية الغرفة 
أربطُ حبالَ مشنقتي حتى الحبال قد خذلتني 
أنا من اخترتُ الجلوس أقلب بصفحات عمري 
سجينة ذكرى و حلم ساذج و فستان 
ما كان ذنب الفستان الأبيض يا عزيزي حتى لوثته بدماء الحب حينَ  نحراً بالسكين ارديتهُ قتيلاً
ما كان ذنب أطفالنا حتى تركناهم على طاولة منسية في إحدى مقاهي المدينة تاركين الغبار يُغطي أسماءهم 
الأن يا عزيزي أنا فتاة جديدة 
لا تحاول لمسي سيخدشكَ زُجاجي 
أنفضُ رماد غطى جسدي ، رماد ما أحترقَ مني
أنهضُ من تحتِ الرُكام بعمر جديد 
أسيرُ بخطى ثابتة رغم إنهياراتي 
و أعيدُ ترميم نفسي طوبتاً ، طوبة
اتقيأ أوجاعي فتخرج مني كمادة سامة حاولت النيل مني ..
تنبتُ خلايا عزيمتي بعدَ بترها أقوى من السابق 
فتكبرُ جذوري مُتشبثة بالأرض ، تنمو مُسرعة مُتسلقة الجدار تُحلقُ نحو  الشمس 
و تنتهي الرواية يا عزيزي مُكللة بإنتصاري 
و يبقى الياسمين أبيض مهما خانتهُ الفصول ...

لــ ياسمين مزهر

التاريخ - 2022-01-02 2:11 PM المشاهدات 2493

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم