شبكة سورية الحدث


جبروت الحياة..بقلم رغد فادي سقير

جبروت الحياة..بقلم رغد فادي سقير

سورية الحدث

||جبروت الحياة||
ذات يوم قديم جداً،كان دماغ الإنسان مرهقاً بشدَّة،أعياه صداع تثاقل بين تلافيفه،جلس وحيداً،و على أرض ذاكرته،على مساحات أرض الذاكرة أخذت تتهامش ذكريات،تتجادل..
كلّ منها نسب إليه فضل ما غدا عليه الإنسان اليوم من قوة..
فهو اليوم جبروتيّ إلى حد بات يخيف،دهيّ إلى حد يكاد لا يصدق..

قالت الذكرى المؤلمة له:
جراحك إثري،و تزاحم أوجاعك،هي سبب قوتك اليوم،أنا التي جعلتك قوياً يا أيّها الإنسان..

لتقاطعها الذكرى الحزينة:
بل عيناه اللّتان اغرورقتا بالدموع،من ثم ذرفه تلك الدموع مرغماً بسببي،تلك الدموع سبب قوته اليوم،أنا التي جعلته قوياً،و يا لفضلي!!..

أما الذكرى السعيدة فصاحت بصوتها البهيج:
ليصمت كليكما أحبتي،فتلك الابتسامة،و ذلك التفاؤل الذي زرعته في قلبه هو بالتأكيد سبب قوته اليوم،أنا التي جعلتك قوياً أيها الإنسان،لكن لا داعي لشكري..

مهلاً،تمهلّوا،نسيتونا؟!!..
قاطع جموع ذكريات الطفولة قادماً:
حينما لمح الإنسان قلبه النقيّ و براءته فينا تغيّر،فقد أدرك أن تلك السمات لم تعد بنافعةٍ له،حينها تغيّر إثرنا،و غدا قوياً بفضلنا،بفضلنا الإنسان قويّ،لا تجادلونا..

ب(لا تجادلونا) أنهت ذكريات الطفولة كلامها،ليختتم الجدال صوت أخير لاح في الأرجاء:

أمّا عنّي،فأنا التي كتبت لجميعكم أن يعاش،أنا التي جعلت منكم للإنسان خبرة و عبرة،أنا الكلمة القصيرة الطويلة التي لفظني الإنسان بحرارة،بقساوتي،بمرارتي لفظني مراراً و تكراراً حتى أدرك أن لا حلّ أمامه باستثناء أن يكون قوياًً كي يثبت وجوده أمامي،فأنا التي أرغمته على قوته ليستطيع مواجهة قوتي،أنا الحياة يا سادة،فاصمتوا و أسبابكم أجمع أمام جبروت قدرتي .

منذ ذلك اليوم البعيد و الحياة هي من تجعل الإنسان قوياً،فلا سلطة له على تجاربها و مصاعبها،و لا خيار أمامه سوى أن يعيشها،لا مفرّ منها،كلمةٌ طويلة تحتمّ عليه أجل غير مسمى في لفظها،حتى تلفظه هي خارجها،معلنة للفظه النهاية .

||رغد فادي سقيّر|| . 

التاريخ - 2022-01-07 5:19 PM المشاهدات 275

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم