غفوة (١)..بقلم علي مازن فاضل

سورية الحدث

#غَفْوَة (١)... 
__________
-بين عشرات الأسئلة أترى ما أنا وما حالي التي بها الآن؟! مهلاً مَن أنتَ يا صاح؟!
+أنا جيمُ الجواب الذي لا تتخيلهُ بصيلاتُ عقلِ من حولَكْ أيها الغلام... أنا واوُ الوعيُ الأبديِّ الذي يرافقكَ ولن يتركك وحدكَ يا خليلي... أنا فاء فجرُك الدامس وظلامُك الساطع فلا تخفْ منّي... أنا كاف الخطابِ لأخاطبَ عقلكَ الواعي و قلبكَ النابض بالصدق عكسِ قلوبهم المليئة بالكذبِ،سُحقاً لهم...
أنا جوفكَ أيها الأبله كفاكَ عبثاً ، تباً أَيُعقل أن تدس سمومهم بي و تخفي عنهم أنك تتألّم... 
-جوفي...
إني أراكَ تحترقُ ما بالكَ؟! 
إني ضائعٌ في هذه الدنيا، تائهٌ في وسطِ المعرفة، منهكٌ ، خائرُ القوى وما زالوا يلقون عليَّ باللوم... 
عذراً قد سألتُكَ ما بالك يا صديقي وإني لأعلمُ أنّكَ قد بدأت تنفرُ من ترّهاتِ البشر الاستفزازية من وعودٍ كاذبة و أنانيةٌ مفرطة بالمشاعرِ إما أن تكون كما يريدون أو لا تكون ، أعلمُ بأنّي قد أصبحْتُ رماداً منسياً لا يجدُ من يرممه ولا من معينٍ له... 
أتدري دعهم يحتارون فينا فما من ناجي في كوننا هذا سوى الرماديون حيث لا أحد يستطيع معرفة من هم وما يفكرون بهِ يا صاح... 
هيا فلتقفْ على ركبيتكَ مجدداً إني بأمسِّ الحاجةِ لكَ فقد فقدت شغفي و لم أعد أرى هذه الحياة جميلة كما كنتُ في الماضي سُحقاً... 
+أوتدري أنّي أُشفقُ عليكَ أيها الأبله... 
ففي هذا الزمان إما أن تكون الأسوء أو لا تكون...
لا تنصت لهم ولا تنتظر شيءٍ منهم فهم مجرد سرابٌ غير حقيقيين بل إنهم الوهم بحد ذاته... 
قمْ ولا تنتظر أن يفرشوا لكَ سجّادةً حمراء للمرور بل ادعس على جراحهم واسكن الحزن أنتَ فيهم ،وعند وصولك للنهاية بعد مشيك على دمائهم ستسمعْ صوت تصفيق الجمهور لكَ وهم يقولون: حيوا الملك... 
من همْ عند حضرةِ جلالتكَ يا شريكي... 
لا يوجد طريقة أفضل من نكران وجودهم لتداويني...
تناسى وجودهم ولتقاتل لتصلْ إلى وجهتك فلا جدوى من سماعكَ لهرائهم لأنهُ مضيعةٌ لوقتك يا رفيق... 
-آهٍ كم أني ممنون لكَ يا جوفي ففي ظلمتي أجدكَ وعندَ غفوتي في هذه الحياة وغفلتي تنقذني وتنتشلني من قاعٍ لا مهربَ منها... لكنّي... #يتبع... 
__________
(-) :شخص متكلم
(+) :ضمير الشخص أو جوفه وباطنه أو عقله أو شيء من هذا القبيل
__________
#علي_مازن_فاضل