شبكة سورية الحدث


مضت فترة طويلة..بقلم ساندي الحاج

مضت فترة طويلة..بقلم ساندي الحاج

سورية الحدث

مضت فترة طويلة ... و أنا في حالة اضطراب داخلي لا أظهره لأحد ... الكثير من المشاعر التي أريد تجسيدها في كلام لكن اكتشفت بأن هنالك مشاعر لا يحتويها جسد الحروف...
إنها فائضة بطريقة عاطفية... و هذا الشيء يعيقني فلو خيرتني بين العاطفة والعقل سأختار العقل بدون تردد...
ولكن الآن أختار كل العاطفة كي أستطيع إخبارك عن هذه المشاعر...
أدركت بأن كل تغيير يحدث في الحياة ... بأننا نحتاج للآخر 
بطريقة أو بأخرى
أدركت بأن الأشخاص الذين نحبهم لا يموتون البتة ... و كأنهم ثابتين دون حراك في أذهاننا ... و كأن صوتهم يملأ المكان ... في لحظة سرمدية لا نعلم كيف بدأت الذاكرة بتخزين تلك اللحظات و لا نعلم كيف انتهت اللحظات بالتسرب إلى الذاكرة ...
إنها الحياة... هذا الجواب أو المواساة الفظة...الحقيقة القاسية ...إنها الحياة !
أتمناك مع كل رشفة قهوة...
أرأيت لقد تماشيت على أنها الحياة و تجاهلت لتوي الحديث المؤلم عن فقدان الذين نحبهم .
كإنسان يزحف و يعاني كي يصل إلى قدمين شخص كي ينتبه له و يرفعه للأعلى ...و يعلمه كيف يعاني دون أن يزحف ...
المنزل بارد هنا و جسدي يرتعش و اللعنة على هذه المسافات ...
بيني وبينك يوم بأكمله ، غدا سأكمل عامي الاثني والعشرين و سأدخل بقدمي اليسرى إلى العام الجديد...
كل يوم أولد من جديد و هناك نزاعات بداخلي جميعها تريدني أن أقف معها و كل يوم أكتشف بأن هذا متعب للقلب...
أريد أن أتركهم جميعا...و أرحل بعيدا يا ليتني ضائعة في طرقات غريبة أصادف عائلة حنونة و أقيم عندها لأستيقظ صباحا و أقاوم وحدي...
ليتني أمشي بطرقات أعرفها جيدا و وجوه مألوفة تحييني و أحييها و أنا ذاهبة إلى عملي...
ليتني في مكان ريفي يوقظني الديك صباحا لأحضر الفطور إلى زوجي الكادح ... و ليبكي طفلي النائم وأفك شيفرة صراخه بأنه يريد الطعام...
ليتني امرأة صاحبة شركة تمشي شامخة الرأس تعود إلى منزلها الفخم و ترفع قدميها و يأتي الطعام عندها...
ليتني إنسانة بسيطة تعيش مقولة الحب أعمى و تكون حياتي روتينية و ثابتة...
تعيدني هذه السحابة إلى هنا ... إنني بصحة جيدة و كلمة ليتني هذه لن تلغي فكرة بأنني في حياة أحبها رغم كل شيء.
ألتفت إلى الوراء و أشاهد هذه الأعوام و أتذكر قول أبي بأن العمر لحظة.
أتمنى أن تكون لحظاتي القادمة تحمل في طياتها الطمأنينة...
أتمنى أن تكون مشيئته لا مشيئتي... و أصلي كي ألتقي بكل غائب هذا العام أصلي كي نبقى بصحتنا وعافيتنا... أصلي كي  نكون راضين...
هناك كلمة أعمق من أحبك و أحسها أكثر من الحب 
أريد أن أشعر بك.
 أعيشها مع كل جسد غائب عني جدتي جورجيت ،خالي كابي،صديقي سامر...
و أقولها لك و قلبي ينفطر حزنا و شوقا...
و أود أن أعيشها و قلبي يرقص فرحا...
كتابة : ساندي الحاج
تاريخ : 29/1/2022

التاريخ - 2022-01-29 8:47 PM المشاهدات 282

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم