شبكة سورية الحدث


لا أريد مغادرة الواقع.. بقلم مهدي صالح

لا أريد مغادرة الواقع.. بقلم مهدي صالح

سورية الحدث

* مرحباً أيّها الطبيب..
#أهلاً بماذا أساعدك؟ 
*لحظة من فضلك ...دعني أركز قليلاً..لا أريد مغادرة الواقع ..أريد حقاً الاستفادة من هذه الزيارة

الطّبيب مع ابتسامة : هل الأمور بخير ؟!

* لا ... أوّلاً سأتاكد من وجودي.. وأنت كذلك تأكد من أنني هنا؛قد يبادر لذهنك أنني موجود بسبب تفاعلاتي الجسديّة والذهنيّة التي تحاكي كلامك ،ولكن لا....فغالبا ليست تفاعلات حقيقة واكون في عالم اخر..

الطبيب : لا تخف هذا عملي ......تحدّث.

* دائماً ما أخاطب صديقي الّذي لا علم لي من هو ..
تارةً أعتذر منه لإخطائي بحقّه ..وتارةً أخرى ألومه على تقصيره...
حتى الآن لم أشعر بأنني أنتمي لعالم حقيقي،أُبدي ردات فعل  صحيحة مع كلّ من حولي توهمهم بوجودي وإصغائي لهم...
 الحقيقة أنني لست معهم...!
الحقيقة أنّني أزور في شرودي أماكن عدّة ..!
فكّرت مرة أن يكون جسدي هو ذلك الصّديق
قد يكون الأمر كذلك....
أحياناً أشعر بأنّ يدايَّ روحٌ منفصلةٌ عنّي...
أشكرهما على القيام بالأعمال... وأعتذر إليهما لكثرة الإرهاق،وقدماي كذلك ...عندما أقطع مسافاتٍ طويلةٍ ...عندما أتعثّر... قد أعاتبهما عندما تتشنجّان في عرض البحر،لكن منذ أحببت حالة التّشنج التي تصيبهما وبدأت أستمتع بها ...لم تعد تزعجاني ...
وغيرها من قطعي وأحشائي،كلّها سواسية،
أكثر قطعة محبّبة لديّ هي عمودي الفقريّ دخلنا في سباق التسلّح في منتصف عمري،وبدأنا نشنّ الحروب على بعضنا البعض، حتّى تمكّنت منه أخيراً وكسرت عناده بعد حرب ساخنة استمرّت لأعوام،كنّا نتبادل الكره أكرهه قليلاً فيكرهني أكثر ،لكن عندما أحببته جعلني أقوى بكثير....
* أتعتقد أنه جسدي ؟؟

الطبيب ضاحكاً: لا، لا أظن، فقد تعدّيت  رحلة اكتشاف الجسد،فحبّك له على علله أجبره على توقيع عقد،وصدّقني لو لم تحبّه......لو بقيت تكرهه لكان قتلك قهراً
 فعقد الحب ينهي كل ألم 

* أحبه رغم كرهي الشديد له في مرحلة ما  كان يؤذيني بها ولكن من هو صديقي إذاً ؟!

الطبيب : أولاً،كنت تؤذيه وتؤذي نفسك بكرهك له وليس العكس
ثانياً حدثني عن صديقك ؟

* هو ليس شخصاً ولا وهماً،صدّقني ليس وهماً،ينّبهني كثيراً ولكن نادراً ما أصغي إليه... لا أستطيع فهمه...  يوائم كلامه مع ردّات فعلي الخاطئة ويصحٌحها، هناك الكثير من الحوادث التي  اكّدت عدم فهمي له...... .
هو معي في كلّ وقت،تدور حوارات طويلة بيننا،فمثلاّ:أنا  أحبّ السجائر كثيراً والمشروبات الكحولية وهو لا يطيقها،لهذا قد أمنحه استراحة منها لا تدوم لأكثر من يوم بشأن السجائر ولا أكثر من أربعة للمشروبات ...  كأنه يعكس قرفه منها على نفسي فيؤلمني،هو أقوى من شهوات نفسي بكثير،لدرجة أني أشتهي من غير تقبل ما أشتهيه وكل هذا بسببه ،يسايرني و يطلب مني إطالة المدة ودائما يسخر قائلا: (عبثاّ تخدّر جرحك المفتوح عربدة القناني).....نفسي تأمرني بتلبية شهواتي وهو يسمح لي بذلك ولكنه يعاقبني بالألم،إن تعديت الحدود المسموحة.
حتّى النساء كلانا يحب النساء...
ولكن دائما ما نختلف،حول ممارسة الجنس،يقول لي دائما لا تجعل الغريزة تقودك،....انتظر الحب عندها ستكون سعيداً أكثر فتذوق اللذة الحقيقية...
* أشمّ زفير ابتسامته الساخرة في كل وقت،كأنّه يقول لي : إلى متى سأبقى  أعلّمك وأرافقك ؟؟

* أيها الطبيب 
أتعتقد  أنه انفصام ؟؟

الطبيب : لا أبداً

* إذاً من هو !؟

الطبيب : وما أدراني عليك بالبحث ..

* لقد بحثت حتى في احشائي ولم أجده..

الطبيب :لا أعلم ،ولكن أعتقد أنه سيظلّ بقربك،الكلمات لا تكفي للشّرح دع فطرتك على حالها،ولكن احذر منه ... سيقتلك ... سيقتلك عندما يشتبه بتغيّرك،سيحرقك كما تحرق سجائرك على مهل ...
سيتلذذ بك كما تتلذذ بها ..

*من أنت أيّها الطّبيب، أأنت صديقي؟؟!!

 *لا يهمّ من أنا،معي عقد لتوقعه،فهل أنت موافق ؟؟

* موافق بلا شروط،أعطِني قلم 

الطّبيب : لا،هذا العقد لا تكفيه أوراق ولا كلمات ولا حبر...

* إذاً بماذا سأوقع !؟

الطبيب :وقع بأعمالك ومساعدة الاخرين..

* سأوقع ..

*ألن تقول من هو صديقي ؟؟

الطبيب : لا يهمّ...هو سيخبرك عندما يشرع بقتلك...

مَهدي صالح

التاريخ - 2022-02-08 1:48 PM المشاهدات 199

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم