سورية الحدث
ها قدْ رَحَلَتْ وتَرَكَتْ معها الذّكرَياتْ...
وَ كلَ ما زرَعتُه ها هو قدْ ماتْ...
ذَهبَتْ ولمْ يَعُدْ للحياةِ أيّ ملاحةٍ وَ بهاءْ...
فأرجو أنْ تَتَأمّلي لِحَالي وَ لِظَاهِري الَّذي بَاتَ أشبه بإمبَرَاطوريّة السّماءْ...
لمْ يَعُدْ بِاستطَاعَتي حتَّى رَمق تِلْكَ النَّظَراتْ...
وَ عَجِزتُ عنْ سَمَعِ ضِحكاتها الَّتي كانت لأذناي الرَّغد والثَّراءْ...
وَ هي مَن صِغتُ على تَرَانِيمُها أسما المُفرَداتْ...
فَأنا الَّذي كنتُ في كُلِّ ليلةٍ أغازلكِ بالخفاءْ...
وَتسمَعُني هالةُ القمر ونجوم المساءْ ...
فَبُعدُكِ يا حبيبة الرّوح كانَ هو الدَّاء فهلمّي إليّ وكوني ليَ الدّواءْ...
أتعتقدينَ أنّني اكتَفيتُ بمحاولة وأنا الَّذي اضمحللتُ مِن كِثرَةِ المحاولاتْ...
فاسمَحي لي أنْ أقولَ عَنْ تَفكِيركِ وضيع مفعم بالغباءْ...
لأنَّك نظرت إلى أسخَفِ البُقَع وَ استدرتي عَنْ جوهَرِ الموضُوعَاتْ...
وَ هكَذا تكوني قدْ جزّأتي قلبي قطع وَ أشلاءْ...
رُغمَ ذَلِكَ انتَظَرتُك..
انتَظَرتُك كثيراً حتَّى مَلأ وجهي التَّجَعُداتْ...
انتَظَرتُك كَأصمٍّ يتُوق سَماع العزف وَ الغناءْ...
انتَظَرتُك حتَّى فقدت مَذَاق الشَّهواتْ...
مثل كَفيفٍ يَنظُر للأعلى يتسآل عَنْ ماهيَّةٍ النَّجمِ في السَّماءْ...
انتَظَرتُك حتَّى تجمَّدت مشاعري مِن كثرة اللامبالاةْ.
||حسن فضل عبود||
2022/2/5
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا