أنصتي لي جيداً.. بقلم حسن فضل عبود

سورية الحدث

أنصتي لي جيداً
رأيت الكثير عن الحب...
 وَ جثيت مع الكثير من العاشقين وَ المستهامين وَ المتيّمين..
منهم من تفوّه بصورة مفرطة عن قصته و عن شجونه و آهاته...
منهم مَن عَنَّ في الحبكة و النّهاية...
منهم مِن قعد وَ بكى وَ بكى وَ لَمْ يفعل شيئاً غير البكاء...
وَ منهم من أراق مهجته على تلك الطاولة الّتي كانت تفصلنا عن أدوارنا وَ فرَّ هارباً...
منهم من ابْتُلِيَ بالشيزوفرينيا ،و وهم كابجراس ،وَ اضطراب ثنائي القطب في آن معاً...
أصغي جيداً وَ أنصتي...
جميعهم تناغموا على أنّ الحب هو لروح واحدة و كفى من دون أن يخبرونني بذلك...
لأنني أنا من قلت لهم...
سردوا كلّ شيء من غير رغبة...
أو لربّما هذه مهمتي المسؤول عنها
بأن أفسّر هذه المشاعر المكتئبة وَ المتألمة...
هذه الأنا الَّتي يولدها ذاك القلب الهبنّق يجب أن أضبطها وَ أنظّمها...
اسمعيني جيداً
ألم تنصتي؟
ألا تدركين؟
مَهما افتريتُ أنا عليهم وَ مَهما افترا المنجّمون وَ الفلاسفة وَ الأباطرة وَ الجبابرة وَ علماء الفقه وَ الوجود....
وَ مهما أنت افتريتي على نفسك و عليّ...
سيبقى الحب لكِ لكِ وحدك أنتِ و لروحك أنتِ و كفى خداعاً ونفاقاً... 
يا لغبائي نسيت أنك لا تنصتين...
بئساً لقلبي و ذاكرتي و ذكراكِ...
فقد نسيت بأنّي نزفت آخر رسالةٍ لكِ...
وَ هذه تكون قصّتي أنا هو ذاك المصاب بتلك الآفات والأمراض النّفسية...
ولكن تبّاً لهم جميعاً في حضرة الآثم الرَّجِيم والمجرم الجَّسيم والوصب السرمدي وهو الحب لذاك القلب الهشيم....

حسن فضل عبود