حب الأفلاك.. بقلم آية أيمن عروس

سورية الحدث

( حُبّ الأفلاك )
تقابلنا تلعثمتُ كعادتي شعرتُ بارتباكٍ عجيبٍ عادَت ينابيعُ الطّفولَةِ و البرائَةِ تنبعُ داخلي،خذلتني عيناي تسارَعتا على سرقةِ نظرَةٍ ولو لبُرهَةٍ واحدَةٍ فكانَ يُبادِلُني النَّظَراتَ خِلسَةً،احمرَّت الوجنتانِ خَجَلاً بَدا الحياءُ واضحاً على ملامحي فشعرتُ بتبسُّمِهِ لي لكن عينايَ تُقابِلانِ الوِهادَ خجلاً فكأنَّ ثغَرَهُ قَد نطَقَ قائِلاً:هلّا تخجلينَ من شمسِكِ يا قمري؟  في فَلَكِ السّماء أو عالَمِ السّماءِ البَعيدِ المدى اقسمَتْ الشَّمسُ و القمر لا يتلاقيانِ في هذا القُرب إلّا مَرّاتٍ معدودَةٍ فهلّا نظرتِ للشمسِ لكي تمتلأَ من نورَكِ قليلاً!
بدأَ الحياءُ يسيطِرُ عليّ ابتسمتُ و رفعتُ رأسيَ قليلاً ثُمَّ أشحتُ بناظِرايَ إلى وجهِه هُنا قالَ لي: ألا ليتَ هذا القمَرَ يسكُنُ فؤادي و طُرُقاتَ جسدي أو يغدو إلى سمائي كُلَّ ليلةٍ في الظُّلمَةِ و اللّهِ لكنتُ انتظرتُهذا القمرَ عُمراً و سنيناً و ليلاً و نهاراً، أُقسِمُ باللّهِ لكنتُ قد طلبتُ حينَ حلولِ وفاتي أن أُدفَنَ تحتَ البُقعَةِ الأكثَرِ خضوعَاً لنورِ القمر.
أخذتُ حذري من الكلامِ فَ أقبلتُ بالصّمتِ فَخَرَجت الكلماتُ مُسرعَةً مليئَةً بحبٍّ فائض و أرغمتني على البوحِ بعشقي لَه فحدَّثتُهُ بتحذُّرٍ و تلعثُمٍ و حياءِ ممزوجٍ بجُرأَةٍ ذابِحَةٍ، بطفولَةٍ و قداسةٍ و جهالةٍ فَ أقبلَ يعذُبُ بصوتِهِ المليءِ بالهُيامِ: مَن ذاكَ الّذي لا يُغرَمُ بفصاحَةِ حروفِكِ و جمالِ عيناكِ يا قاتِلتي.
قاتِلَتُك؟
باللّهِ عليكِ كيفَ لا تكونينَ قاتلَتي و أنتِ الآنَ ذبحتِني و أمرتِ سهمَكِ بالوقوعِ في قلبي ألا تَدعيني قتيلاً في حُبِّكِ.
ابتسمتُ و ارتبكت حروفي الجاهلة
هيّا انطقي بسُرعة كادَ وقتُ لقاءِ الشّمسِ  والقمرٌ بتلاشى.
نطَقَ ثغري بآخِرِ الكلمات أحببتُكَ و أنتَ مُلطَّخٌ بضوءِ القَمَر( حُبِّ الأفلاك) فارسلتُ النّجومَ قُبلاتٍ مُتناثِرَةٍ في أنحاءِ الأرض لعلَّ الشَّمسَ تزورُ اللّيلَ سِرّاً.
17/2/2022
|| آية أيمن عروس ||