سورية الحدث
|| يوم الفقد ||
أكتُب والكلمات تنزُف ألماً والورقُ يتبلَّل من كثرة الدموع الحارقِة محاولةً أن تخيّط الكليم، لعلَّ وعسى يخجل العَسْف من خطيئته باختطاف روحٍ طفوليَّة خلسةً لا تدرك معنى الهلاك الذي اجتاحها مُسلِّماَ أيَّاها للسماءِ دونَ استئذان ..
أعيدها يا موت ونعدك بأن لا تعاقب على ما فعلت ،جاورتها عندما أشرقت الشَّمسُ عليها لذا أعيدها عندَ الغروب وقلْ لنا كان هزل منك ،سنصدق ولكَ منِّي ومن كلِّ محبين سارة هذا العَهد
أعيدها لنعانق يداها للأبد ولا تمسُّها مرَّة أخرى
قلْ لنا بأنَّكَ مجرَّد وهم أحببتَ أن تعيَّشنا إيّاه لبضعِ ثوانٍ..
أتسمعني؟
أين ضميركَ ألم يستيقظ على صوتِ صريخنا وشهقاتُ روحنا الممزَّقة لموتِ سارة ؟
كيفَ لكَ أن تكون بتلك القسوة ولم تركع أمامَ ابتسامتها خاطفة القلوب؟
لقد حرقتَ قلب أمٍّ فقدت قطعة من روحها بل أكثر من روح لربَّما مُهجَتها الوحيدة ألا يؤلمك ما إستحدثته بها ؟
لا يعقل بأنَّها لم تخبركَ عن قهقهاتها التي أضحَت بكل شوارع المدينة وعن طَيفها الذي تعتَّق بالأزقةِ ، وعن موتها الذي قامَ بجلدنا دون رحمة ..
أسألك يا موت آلاف الأسئلة ولم تجيبني على سؤال مُتعمِداً هذا ..وضعتَ غصَّة أبديَّة سجينة في مقلة عينينا دون استحياء حتى لم تأبى للأمر لذا اسمح لي يا حضرةَ الهلاك بأن أخاطب سارة للمرَّةِ الأخيرة لعلَّها تسمعني:
______
استيقظي يا سارة الموت أجبرنا بأن نخرج نشيِّع بجنازتك حاملين الكفن المكلَّل بالورود الحزينة وصورك تطوّق يدينا مع أريج عطرك
استيقظي لازالتِ حيَّا متخلَّلة في قعرنا يكفي فالرَّوح باتت بنفسجيَّة على فراقك الذي لا يصدَّق..
عودي يا مؤِنسة الضحكة الآسِرة ..عودي لتري وهج الشَّمس كيفَ باتت باهتة يكادُ برودها يجمِّد قلوبنا ..عودي ف ملاذنا الحقيقي يسكن بين عينيكِ
عودي إلينا فمغيبكِ سوداوي كالَّلباس الذي نلتحف به الآن ..٠
عودي يا سارة لعلَّ الموت يخجل من ثغركِ..
__________
لا إجابة
كانت المرَّة الأولى التي لا أسمع رداً من سارة في هذه الأثناء أيقنتُ بأنَّ سارة لم تعد هنا لم أعتاد على تلاشي كلماتها والموت لم يبرح لنا شيئا يمسُّها سوى أغراضها وصدى صوتها الذي لا يفارق مخيَّلتنا
أوصل يا أيَّها الموت القبيح سلامنا لعروسة المقابر وأخبرها بأنَّها لم تكن الضحيَّة الوحيدة فأمواجك انْبَسطَت مجتاحة جثماننا واقعين ضحايا تحت شِباكك
20.2.2022
#ليلاس_سحلول
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
