غرباء في زمن الليل

سورية الحدث 

في ليلةٍ سوداء، وبينما كانت الغيوم تتصادم فيما بينها ببرقٍ صاخب ولمعٍ مثير متحدةٍ فيما بينها فيهطل منها مطراً غزيراً، كان أحدهم في أزقة شارع من شوارع روما كان مرتدياً معطفاً من اللون النبيذي توجد عليه بعض الثقوب المبعثرة ووشاحاً خافت اللون كأنه الأسود وحذاءاً يفتقر له الدفئ ويحمله بين ذراعيه آلة موسيقيه صغيره تدعى الهارمونكا يعزف بها لحناً أصطفت له الآذان حيث بدأت الأضواء تشع في كل مكان وعندها زادت قطرات المطر هطولاً وبدأ عزفه يتدرج صوتاً عالياً، فنزل بضع من كبار السن إليه وبدأوا بالرقص الثنائي الجميل وبدأت الأعداد تزداد فكل من كان في تلك البلدة من كبار السن ولكن رقصاتهم كانت توهج الحبُّ الأبدي لديهم فلمعات الأعين كانت تبرق في كل مكان وبعدا تتالي الساعات  وبعد توقف الأمطار توقف الغريب ذو المعطف للأسود عن العزف ونظر للجميع وَتفَاجَأ لما يرى فهو لم يكن ينظر خلال عزفه كانت عيناه المغمضتان تترنم بالعزف تحت أمطار السماء  ومنذ ذلك الوقت أعطوا السكان لهذا اليوم بأنه يوم الموسيقا والحبُّ وعندها أصبح الغريب يعزف في كل يومٍ من هذا اليوم لكل سنة تلك المقطوعة وأطلق على السكان اسم غرباء في زمن الليل

ساندرا خضور عاصي

                                                     #غُـرَبـاءْ